خشب الصنوبر… مادة مطواعة في معرض إحسان العرّ
يقدّم الفنان التشكيليّ الدكتور إحسان العرّ للجمهور في معرضه المقام حالياً في «غاليري كامل» في دمشق، رؤيته الفنية في التعامل مع الخشب كخامة، وتعامله مع الفراغ والكتلة ضمن إطار يقوم على الرمز والتجريد.
المعرض الحالي ليس الانعطافة الأولى في تجربة العرّ التي ذهبت إلى اتجاهات ومدارس فنية مختلفة، تعامل عبرها مع أكثر من تقنية ومادة وخامة وموضوع.
وبعد أن قدّم عشرات الأعمال وبعضها نُصب في خامات قاسية كالبازلت والرخام، احتفى بمعرضه الحالي بخشب الصنوبر الذي يجمع بين الصلابة والليونة، ويحتاج التعامل معه إلى دقّة عالية.
الفنان العرّ قال في تصريح صحافيّ: أعمل على الخشب منذ فترة، ولكنّ هذا المعرض هو الأول لي على هذه الخامة. وآمل في أن تأخذ حركة النحت في سورية حجمها الصحيح، لأننا نشعر أنّ التصوير ما زال متفوّقاً على النحت، وثقافة المنحوتة لا تزال ضعيفة عند المتلقّي السوري، وتحتاج إلى تعزيز حضورها عبر الفعاليات الفنّية في الصالون والساحة العامة والحديقة. وعلينا كفنانين إنتاج أعمال فنّية جميلة تخاطب الوجدان السوري وتُظهر للعالم مَن نحن وماذا بوسعنا أن نبدع.
واعتبر العرّ أنّ لكل خامة لغتها الخاصة بها التي يتواصل عبرها الفنّان مع عمله. وعلى الأخير، لا سيّما النحّات، أن يكتشف هذه اللغة لأنه الأكثر التصاقاً مع الخامة من نظرائه في باقي مجالات الفنون.
الفنّان التشكيلي الدكتور محمد غنّوم رأى أنّ منحوتات العرّ تنحى باتجاه الرمزية المبسّطة، وهي خيار الفنّان وتعكس تجربته الحالية. مشيراً إلى أنّ الفنّ يتيح دائماً التجريب الذي يُغني مسيرة التشكيليّ ويضيف إليها ما اكتسبه خلال مراحل حياته.
وتطرّق الفنان التشكيلي موفّق مخّول إلى تجربة الدكتور العرّ لجهة تعبيرها عن تحوّل جديد، اعتمد فيه على خامة يصنّفها الفنّانون بأنها «نبيلة ومطواعة»، الأمر الذي ساعده في إفاضة جوّ من الحيوية والدفء على أعماله، حيث يشعر المتلقّي إزاءها بأنها قريبة إليه.
واعتبر النحّات وسام قطرميز أنّ معرض العرّ يستنهض الطاقات الكامنة لدى الفنّ التشكيليّ السوريّ وقدرته على ابتكار الجديد والمختلف في كلّ مرّة، بصورة تراعي الذائقة المحلية، وتعبّر عن الانفتاح على الحراك الفنّي في المنطقة والعالم، لا سيّما أن الأعمال المقدّمة في المعرض تعكس أجواء من الفرح والتفاؤل عكس الحزن والألم اللذين هيمنا لفترة على غالبية النتاجات في زمن الحرب.
يشار إلى أنّ المعرض مستمرّ حتّى 16 تشرين الثاني المقبل. والفنان إحسان العرّ من مواليد دمشق عام 1969، حاصل على إجازة في الفنون الجميلة قسم النحت في جامعة دمشق، وعلى شهادتَي ماجستير ودكتوراه فلسفة في الفنون الجميلة قسم النحت في جامعة حلوان في القاهرة 2004. وشغل منصب نائب عميد كلّية الفنون الجميلة في جامعة دمشق، وهو عضو في الهيئة التدريسية في الكلّية، وانتُخب رئيساً لاتحاد الفنّانين التشكيليّين السوريين منذ عام 2014.
والعرّ عضو مشارك في عددٍ من لجان التحكيم العلمية والفنية. أقام وشارك في عددٍ من المعارض المحليّة والدولية، ونفّذ عدداً من الأعمال الفنّية في مجال النحت المجسّم والبارز. وهو حائز على عددٍ من الجوائز وشهادات التقدير.