الجيش يحبط محاولة تسلل جديدة للمسلحين إلى عرسال وإحالة الفار «أبو طاقية» إلى المحكمة العسكرية بتهمة الإرهاب
فيما لا يزال الترقب يخيّم على قضية العسكريين المخطوفين، تواصل إصدار القرارت القضائية في حقّ متهمين بالانتماء إلى تنظيمات إرهابية، وأبرزهم «الفار من وجه العدالة» الشيخ مصطفى حسين الحجيري المُلقّب بـ أبو طاقية .
وجاء في القرار الاتهامي الذي أصدره قاضي التحقيق العسكري فادي صوان أنّ الحجيري ينتمي «إلى تنظيم إرهابي مسلّح «جبهة النصرة» بهدف القيام بأعمال إرهابية»، وأصدر مذكرة إلقاء قبض في حقه، وأحاله أمام المحكمة العسكرية الدائمة للمحاكمة.
كما ادّعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر على 4 أشخاص بينهم موقوفان هما أحمد جنيات وعبد الرزاق خضر في جرم الانتماء إلى «جبهة النصرة»، بهدف القيام بأعمال إرهابية سنداً إلى مواد تنصّ على عقوبة الإعدام، وأحالهم إلى قاضي التحقيشق العسكري الأول رياض أبو غيدا.
اشتباكات وخطف في عرسال
أمنياً، اندلعت اشتباكات مساء أمس بين الجيش اللبناني والمسلحين في وادي الرعيان في جرود عرسال، بعد محاولة مجموعة مسلحة التسلل إلى مراكز الجيش، ما أدى إلى إطلاق الجيش النار باتجاه المجموعة الإرهابية والتصدي لها.
في هذا الوقت، تواصل مسلسل الخطف في عرسال حيث خطف مسلحون يستقلون سيارتين رباعيتي الدفع، من دون لوحات بزجاج داكن المواطن عبدالغني زعرور، من أحد مخيمات النازحين السوريين في البلدة، على أرض كان يؤجرها، ونقلوه إلى جرد عرسال.
وأفاد أحد أقارب زعرور، بحسب رواية النازحين في المخيم، أنّ سبب الخطف هو شتم زعرور العزة الإلهية. وقد أطلق زعرور في وقت لاحق، بعد أن تعرض للضرب من قبل خاطفيه. وجاءت عملية الإفراج على خلفية تهديد أقارب زعرور بإحراق مخيم النازحين الذي خطف منه الأخير.
كما خطف مجهولون المواطن خالد الحجيري من بلدة عرسال وصهره وولده في مشاريع القاع إلى جهة مجهولة، ولم تعرف الأسباب.
فرار جندي
على صعيد آخر، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي شريط فيديو يظهر فيه الجندي عبدالمنعم خالد من بلدة دوير عدوية عكار، يعلن انشقاقه عن الجيش وانضمامه إلى تنظيم «داعش» ومبايعته «أبو بكر البغدادي».
وتبين أنّ خالد كان فرّ من الجيش منذ 4 أشهر ولم يلتحق بالخدمة. وقد نفذ الجيش عمليات دهم في دوير عدوية شملت منزل المنشق خالد. كما أقام حواجز ثابتة عند مداخل البلدة، وسيّر دوريات في القرى والبلدات المحيطة.
وأعلن رئيس اتحاد بلديات الدريب الأوسط شهير المحمد في مؤتمر صحافي عقد في دارة مختار بلدة دوير عدوية محمد عدوية، في حضور فاعليات المنطقة، «إننا كأهالي دوير عدوية وأهالي منطقة الدريب نعتبر التصرف الذي قام به الجندي عبد المنعم خالد تصرفاً فردياً لا يمثل وجهة نظر المنطقة ولا وجهة نظر أهالي دوير عدوية، وهو بكل تأكيد لا يمثل وجهة نظر عائلته وأهله». وأضاف: «الدولة كانت وستبقى سقفنا الذي نستظل به وكلنا عسكريون سواء متقاعدين أو في الخدمة الفعلية، وما أقدم عليه عبدالمنعم يمثل وجهة نظره فقط. وإننا ندعو كل الشباب إلى عدم الانجرار وراء الشائعات والأضاليل، فالمؤسسة العسكرية هي الحامية والضامنة الوحيدة لأمننا وسلامنا وأمن واستقرار هذا البلد، وأي تصرف فردي وانجرار وراء الشائعات يصب في خانة المؤامرة على الدولة وعلى الوطن وعلى الأهالي جميعاً».
كما أصدر أهالي بلدة دوير عدوية بياناً استنكروا فيه «أشدّ الاستنكار ما صدر عن الرقيب عبدالمنعم خالد الفار من الجيش اعتباراً من شهر تموز 2014 من كلام مسيء في حق الجيش وقائده العماد جان قهوجي، وهو كلام لا يمثل رأي أحد من أهالي البلدة، وإنّ تاريخ بلدتنا يشهد لحسن الجوار والتآخي مع جميع الطوائف المختلفة في منطقة الدريب بخاصة وعكار في شكل عام وجميعنا مع الجيش اللبناني، ومن أراد الإساءة إلى الجيش إنما أساء إلينا جميعاً».
على صعيد آخر، لا يزال أهالي العسكريين المحتجزين لدى «جبهة النصرة» و«داعش» ينتظرون نتائج المفاوضات التي يتولاها الوسيط القطري مع الخاطفين. وبرغم أنهم يعتبرون أنّ التطمينات الحكومية في هذا الصدد ضعيفة، فقد أعلنوا أنه لمسوا «أنّ الدولة بدأت تتعاطى جدياً مع هذه القضية، وهذا ما أراحنا بعض الشيء». واعتبر الأهالي أنّ توقف الاتصالات التي كانوا يتلقونها من الخاطفين والتهديدات بقتل أبنائهم، هي إشارات جيدة تدل إلى أنّ بعض الصدق بدأ ربما يتكوّن بين الدولة والخاطفين، ويبدو أنّ الأمور وضعت على السكة الصحيحة».
إطلاق توفيق وهبة
ومساء أمس أفاد مندوب «البناء» في البقاع أحمد موسى أنه تمّ الإفراج عن المخطوف توفيق ديب وهبة، الذي كان خطف منذ أيام في عرسال. وتمّ تسليمه إلى أحد معارفه، وانتقل من منزل رئيس بلدية عرسال علي الحجيري إلى منزله في بلدة تربل، وهو في صحة جيدة.
وتردّدت معلومات عن دفع فدية مالية بقيمة خمسين ألف دولار أميركي للخاطفين مقابل الإفراج عن وهبة.