فقط في ملاعب لبنان
عندما يخسر الفريق مباراتين متتاليتين ضمن بطولة الدوري لكرة القدم، فوراً تتركّز جهود الإدارة على استقدام المدرّب البديل، ولسان حال أفرادها يردّد … من الصعب تغيير الفريق لكن من السهل تغيير المدرّب، ولا بدّ من إجراء الصدمة الإيجابية، وهنا يتمّ التباحث في آليّة إخراج الخبرية إلى الإعلام بطريقة لائقة وسلسة، فنقرأ في بيان الإدارة أنّ المدرّب تقدّم باستقالته، ليعود «كبش المحرقة» إلى بيته بانتظار أن يأخذ مكان غيره في فريق آخر ريثما تسنح الظروف، وعندما تكون عملية تسويقه تمّت بسلاسة على إدارة الفريق الجديد القديم … وهكذا دواليك، فتدور عجلة المدرّبين، تحت رحمة النتائج والتعادلات أحياناً … وهذا النمط التغييري سائد جداً في لبنان.
وربما في لبنان فقط، تحارب المحطات التلفزيونية للفوز بحصريّة نقل المباريات، وحين يتحقّق لها الفوز «الحصري» نتيجة العون السياسي، تتحكّم في أعصاب جماهير الأندية بسبب أهواء القيّمين عليها لجهة المزاجية في اختيار المباريات المنقولة، وفي كثير من الأحيان تعمد إلى وقف النقل بسبب اضطرارها لنقل وقائع المؤتمر الفلاني أو اللقاء العلاني، وربما لنقل استقبال عاصي الحلاني … وقال شو «آخذ مجدو». وفي هذا السياق، لن ندخل في مضمون التعليق أو شكل المواكبة مع احترامنا للمتصدّين إلى هذه الأمور.
وبالانتقال إلى واقع العاملين في المجال الإعلامي الرياضي، فعددهم بالكاد يتخطّى المئة فعلياً، وللأسف نراهم تفرّقوا إلى جمعية هنا واتحاد هناك ومنتدى حديث الولادة، والأكيد أنّ المئة يعرفون بعضهم جيداً وتجمعهم صلات الودّ والاحترام، إذن، لماذا هذا الانقسام والتشرذم؟ باختصار، السياسة تفعل فعلها، والنفوس المريضة والعقول الفارغة تضخّ الأنانية وتبثّ الفرقة في كلّ الاتجاهات لغايات لا يعلمها إلّا الراسخون في علم الاجتماع الإعلامي، ومن ارتدادات هذا التفرّق المزيد من التباعد… وهذا أيضاً من جديد الواقع الرياضي في لبنان، ربما الزملاء يريدون تقليد ما هو حاصل في الساحة الإعلاميّة السياسية … والله أعلم.