كتالونيا على طريق كردستان
ـ رغم التردّد لأسابيع بعد الاستفتاء عاد برلمان كتالونيا لإعلان الانفصال عن أسبانيا وليس في يده شيء يفعله على طريق ترجمة الانفصال.
ـ الانفصال يعني تأسيس دولة مستقلة.
ـ دولة مستقلة يعني صكّ عملة أو إعلان التعامل بعملة موجودة، وفي الحالتين مصرف مركزي يصدر الحوالات والشيكات وترضى مصارف العالم مخاطبته والتعامل بتوقيع المسؤولين فيه… يعني اعترافاً بالدولة المستقلة.
ـ دولة مستقلة يعني جوازات سفر وتواقيع ونماذج معتمدة تقبل التعامل بها الدول الأخرى، يعني الإعتراف بالدولة المستقلة.
ـ دولة مستقلة يعني إدارة مطارات وحركة انتقال الطائرات بواسطة إدارة حكومية للطيران تخاطب مطارات العالم والمنظمات الدولية وتعتمد برامج وجداول إقلاع وهبوط الطائرات وتنسّق النشاط الجوي، وهذا شرطه قبول الجهات الدولية ومطارات الدول الأخرى بالتنسيق مع الجهة الحكومية الجديدة، يعني الإعتراف بالدولة المستقلة.
ـ دولة مستقلة بلا إعتراف يعني لا جواز سفر يعني لا تحرك للمواطنين خارج الحدود ولا زيارات حكومية للخارج، ولا مصارف يعني لا تداول عملات ولا حركة مال ولا طائرات ومطارات يعني انقطاع التواصل بالعالم ولا حركة سياحة.
ـ هذا ما عرفه مسعود البرزاني بعد قرار الانفصال فتراجع، وها هو يتنحّى، وهذا ما سيحدث في كتالونيا.
ـ تسقط الدولة المستقلة بلا الاعتراف.
ـ بنت قيادة كردستان وكتالونيا خياراتهما على وعود حسابات ما قبل خطر الإرهاب والفوضى وتدفق النازحين وتغيّر حسابات العالم ودول الجوار وأوروبا خصوصاً والتمسك برفض زعزعة استقرار الحكومات القائمة، ففرق التوقيت أجهض تراكماً عمره عشرات السنوات وأضاع حلماً تاريخياً.
ـ ستسقط قيادة الإنفصال في كتالونيا «ديمقراطياً» كما ستسقط قيادة الانفصال الكردية، وفي الحالين سيخرج الأكراد والكتالونيين يمنحون أصواتهم لمن ينجح بترتيب العلاقة بالعاصمة الاتحادية فقد صدّقوا وجرّبوا الحلم واستفاقوا على كابوس.
التعليق السياسي