وزير الدفاع القبرصي: لأمن لبنان أهمية استراتيجية
رحّب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بـ «التعاون القائم بين لبنان وقبرص»، وأكد «الرغبة في تعزيزه في المجالات كافة»، ولفت إلى «وجود قواسم مشتركة عدة بين البلدين الجارين، أبرزها الرغبة في المحافظة على استقرارهما ليتمكنا من لعب دوريهما في محيطهما والعالم».
وأبلغ الرئيس عون، وزير الدفاع القبرصي كريستوفوروس فوكاييديس، الذي استقبله والوفد المرافق في قصر بعبدا، بحضور وزير الدفاع الوطني يعقوب الصراف، أن «العلاقات اللبنانية – القبرصية اتسمت بالصداقة والتعاون، ولبنان حريص على تطويرها بما يخدم المصالح المشتركة لكلا البلدين».
وشكر الرئيس عون قبرص على «المساعدات العسكرية التي قدمتها للجيش اللبناني وعلى مشاركتها في القوات الدولية العاملة في الجنوب «اليونيفيل». وثمن «الدعم القبرصي للبنان في البرلمان الأوروبي».
وأطلع رئيس الجمهورية الوزير القبرصي على «موقف لبنان من التطورات الإقليمية، لا سيما الحرب السورية ومعاناة النازحين السوريين والتحرّك الذي يقوم به من أجل تمكين النازحين من العودة الى بلادهم»، وشرح «التداعيات السلبية على لبنان نتيجة استمرار وجود النازحين على أرضه».
وتطرّق الحديث الى «التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين والخطط التي يعتمدها لبنان للنهوض الاقتصادي وإعادة التوازن الى القطاعات الإنتاجية كافة».
ولفت الرئيس عون إلى «التهديدات «الإسرائيلية» المستمرّة ضد لبنان»، داعياً قبرص الى «دعم الموقف اللبناني الداعي الى وضع حد لهذه الانتهاكات لقرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701 ووقف الممارسات العدوانية ضد لبنان».
وحمل الرئيس عون الوزير القبرصي تحياته إلى «الرئيس القبرصي نيكوس اناستاسياديس»، مستذكراً زيارته الرسمية للبنان في شهر حزيران الماضي والمحادثات المثمرة التي أجراها معه.
وكان الوزير فوكاييديس نقل للرئيس عون، تحيات نظيره القبرصي، مؤكداً «متابعة علاقات الصداقة والتعاون التي تجمع بين البلدين والتي تطوّرت عبر التاريخ».
وعرض أهداف زيارته للبنان بدعوة من وزير الدفاع وما تمّ التوصل إليه من اتفاقات للتعاون الثنائي ودعم الجيش اللبناني «الذي حقق إنجاز تحرير الجرود اللبنانية من الإرهابيين»، معتبراً أن «هذا الأمر لا يستفيد لبنان وحده منه، بل دول المنطقة وأوروبا تحديداً».
وأكد الوزير القبرصي رغبة بلاده «في دعم المواقف اللبنانية في الاتحاد الأوروبي والمطالبة بمزيد من الالتزام لمساعدته على تجاوز الظروف الراهنة التي يمر بها». وحيا الوزير القبرصي «جهود الرئيس عون لتحقيق الاستقرار في لبنان وإطلاق مسيرة التنمية»، لافتاً إلى «استمرار دعم بلاده لقوات «اليونيفيل» العاملة في الجنوب».
وعقد فوكايدس ووزير الدفاع الوطني يعقوب رياض الصراف اجتماعاً ثنائياً في مكتب وزير الدفاع تمحور حول العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها في المجالات كافة.
ثم عقدت جلسة محادثات موسّعة بين الوفدين اللبناني والقبرصي، وقد تمحورت حول كيفية تفعيل آليات التعاون بين البلدين. وتمّ التطرّق إلى مسودة مشروع اتفاقية لمكافحة الحرائق وبحث إمكانية التعاون المشترك للإغاثة البحرية.
وبحث الجانبان مسألة تفعيل المساعدات للجيش اللبناني، وفي ختام جلسة المحادثات تمّ توقيع اتفاقية تعاون بين حكومة الجمهورية اللبنانية وحكومة الجمهورية القبرصية حول الحماية المتبادلة للمعلومات المصنفة وتهدف هذه الاتفاقية إلى ضمان المعلومات المصنفة المنتجة أو المتبادلة بين الطرفين.
بعدها عقد الوزيران مؤتمراً صحافياً قال خلاله الصراف «لقد وقعنا بالأحرف الأولى مسودة مشروع اتفاقية لمكافحة الحرائق يهدف الى تعاون القوات القبرصية واللبنانية، خصوصاً سلاح الجو في مكافحة حرائق الغابات. وتطرّقنا إلى مشروع الإغاثة البحرية المشتركة. كما بحثنا مسألة إنشاء مركز إغاثة بحرية بتمويل لبناني قبرصي مشترك إضافة الى إمكانية إقامة مناورات مشتركة بين البحريتين اللبنانية والقبرصية للإغاثة. وتمّ تناول إمكانية التحضير لمذكرة تفاهم متعلّقة بالمساعدات التقنية بين الجيشين اللبناني والقبرصي. وقد تلقيت دعوة لعقد اجتماعات ثلاثية بين لبنان وقبرص واليونان بهدف وضع أطرالتعاون في المجالات البحرية لحماية الموارد النفطية البحرية في لبنان.
بعد ذلك، تحدّث الوزير القبرصي، فقال: نحن نرى أن لأمن لبنان أهمية استراتيجية، لكونه يقع على خط تماس منطقة ساحته. إن لبنان يلعب دوراً فائق الأهمية في هذا المجال، يؤدي الجيش اللبناني دوراً مهماً في ضمان استقرار البلاد وغيره من الدول. وقد ثبت ذلك بوضوح مؤخراً مع نجاح العملية العسكرية التي قام بها الجيش اللبناني ضد الإرهاب. وبالتالي لا بد من دعمه لأنه دعامة للسيادة والوحدة. ونحن بدورنا نؤيد المبادرة الدولية لدعم الجيش اللبناني وسنستمرّ في فعل ذلك. وتابع: «نحن مستعدون لتقديم أي دعم، وقد درسنا كل الإمكانات خلال لقائنا في مجال الخبرات التقنية والتدريب والدعم المالي نحو تأسيس مركز إغاثة بحرية. وأودّ أن أضيف أنه ضمن إطار البرنامج الثنائي للتعاون العسكري قمنا باستعراض سبل تعزيز التعاون في مجال التدريب المشترك، خصوصاً في مجال مكافحة الإرهاب والأمن البحري وإدارة الأزمات. كما تناولنا آخر التطورات في المنطقة والتي كانت مصدراً للتهديدات وعدم الاستقرار لما للأمر من تأثير مباشر ليس فقط على المنطقة، بل على أمن أوروبا والعالم. نحن على دراية بالتحديات الكثيرة التي يواجهها لبنان وبالأعباء الملقاة على عاتقه في تحمّل الأزمة الإنسانية، والعدد الهائل من النازحين على أراضيه وفي حربه ضد داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية. وسنستمر في الدفاع ضمن إطار الاتحاد الأوروبي لتقديم مساعدات ملموسة للجيش اللبناني بل أيضاً في مجال الهجرة والتدريب والاستثمار والمساعدات الإنسانية».
وفي ختام المؤتمر قدّم الوزير الصراف لنظيره القبرصي «ميدالية فجر الجرود» التي تؤرخ لانتصار لبنان على الإرهاب.
كما زار وزير الدفاع القبرصي على رأس وفد مرافق قائد الجيش العماد جوزاف عون، بحضور الوزير الصراف والسفيرة القبرصية. وتناول البحث سبل تعزيز التعاون العسكري بين جيشَيْ البلدين والمساعدات القبرصية المقدمة للجيش اللبناني.