توتّر في إقليم كردستان.. والعبادي يدعو إلى التهدئة
دعا رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أربيل ودهوك، إلى الالتزام بالنظام والقانون، وذلك بعد اعتداءات على صحافيّين ومقارّ أحزاب في إقليم كردستان العراق.
وقال العبادي في بيان نشره مكتبه الصحافي، أمس: «نتابع عن كثب تطوّرات الأحداث في إقليم كردستان وما حصل من اعتداءات على مقارّ الأحزاب، وكذلك على الإعلاميّين ومحاولات إحداث فوضى واضطرابات في أربيل ودهوك»، معتبراً أنّه «أمر يضرّ بمواطنينا في الإقليم، وبالوضع العام هناك».
ودعا إلى «أن لا تنعكس الخلافات السياسية على المواطن الكردي، الذي تضرّر كثيراً نتيجة هذه الممارسات»، مؤكّداً على أنّ «الحكومة الاتحادية حريصة على استتباب الأوضاع في جميع محافظات العراق».
وكان العشرات من الصحافيّين تعرّضوا أول أمس إلى اعتداءات من قِبل محتجّين اقتحموا مبنى برلمان الإقليم في أربيل، واحتجزوا أكثر من 40 صحافياً لمدة ثلاث ساعات، بُعيد إعلان رئيس الإقليم مسعود البرزاني تنحّيه عن منصبه.
وقالت حركة التغيير المعارضة كوران والاتحاد الوطني الكردستاني في بيانين منفصلَين، إنّ عدداً من مقارّهما في دهوك تعرّض لعمليات نهب وحرق خلال ليل الأحد، من دون الإشارة إلى وقوع ضحايا.
وأوضحت حكومة الإقليم في بيان، أنّها أمرت قوّات الشرطة المحلّية المعروفة بِاسم «الأسايش» بوقف هذه الهجمات.
من جهته، أكّد المرصد العراقي لحقوق الإنسان أنّ الصحافيّين العاملين في مناطق إقليم كردستان العراق، يواجهون خطراً كبيراً، خصوصاً في محافظة أربيل التي شهدت أكثر من اعتداء على الكوادر الصحافية واحتجاز العشرات منهم في مبنى البرلمان.
وأشار المرصد إلى أنّ صحافياً قُتل صباح أمس في محافظة كركوك، التي تشهد أزمة بعد إجراء الاستفتاء فيها في الخامس والعشرين من أيلول الماضي.
ويدور الحديث حول أركان شريف 54 عاماً ، مصوّر قناة Kurdistan tv، الذي اقتحم منزله مجهولون في قضاء داقوق وأردوه قتيلاً بعد تعرّضه لطعنات بالسكاكين».
وأوضح عدنان الجاف، الصحافي في الإقليم، للمرصد، أنّه «في محافظة أربيل الوضع خطر على الصحافيّين، لا يوجد أيّ شيء يحميهم هُناك»، معتبراً أنّ «ما يحدث في أربيل ومناطق أخرى من إقليم كردستان هو تطبيق للنظام الديكتاتوري من أجل القضاء على حرية الصحافة».
وكشف بعض الصحافيّين عن تعرّضهم لتهديدات مستمرة من قِبل أشخاص مجهولين، ممّا اضطر بعضهم إلى التخفيف من تحرّكاته الميدانية في تغطية الأحداث في الإقليم، علماً أنّ «الصحافيّين الذين تعرّضوا للضرب والتهديد، هم من قنوات ووكالات تابعة لأحزاب ودول أعلنت رفضها استفتاء الانفصال»، بحسب المرصد.
إلى ذلك، حذّر رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني بغداد من «مواصلت لغة التهديد»، لأنّ المواطنين الأكراد وقوّات البيشمركة «سيدافعون عن كرامة وهيبة كردستان»، بحسب تعبيره.
وأوضحت رئاسة الإقليم، أنّ ذلك جاء خلال استقبال البرزاني لسفيرَي ألمانيا وفرنسا لدى العراق، سيريل نان وبرونو أوبيرت في أربيل، مضيفةً أنّ الجانبين بحثا الأوضاع السياسية والأمنيّة في العراق والإقليم والمستجدّات الأخيرة، وما وصفتها الرئاسة الكرديّة بـ«هجمات القوات العراقية والحشد الشعبي على كردستان».
وتابع البيان، أنّ «السفيرَين شدّدا على أهميّة موقع ودور إقليم كردستان، وأنّهما يراقبان الأوضاع والاتفاقيّات والحوارات بين بغداد والإقليم عن كثب».
هذا، وأشاد البرزاني، بحسب البيان، بمواقف ألمانيا وفرنسا من الأزمة، مؤكّداً أنّ «اتباع الحوار هو سياسة إقليم كردستان في حلّ المشاكل»، معتبراً «إجراءات وتهديدات الحكومة العراقية غير دستورية».
وفي السياق، أشادت الولايات المتحدة بقرار رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني عدم تمديد ولايته، التي تنتهي في 1 تشرين الثاني، وذلك وفق بيان لوزارة الخارجية الأميركية.
وأضافت الخارجية الأميركية في البيان أمس، أنّ واشنطن تشيد كذلك بتصويت برلمان الإقليم على توزيع صلاحيات الرئاسة على سلطات الإقليم.
هذا، وأشار البيان إلى أنّ واشنطن تدعو الحكومة العراقيّة وحكومة إقليم كردستان، إلى العمل بسرعة لحلّ القضايا العالقة وفق دستور البلاد.
ويشهد الإقليم أسوأ أزمة سياسيّة منذ سنوات بعد إجراء استفتاء الانفصال عن العراق، والذي لاقى رفضاً من بغداد ودول إقليميّة وانتقاداً دولياً، تبعه تقدّم عسكري سريع للقوّات العراقيّة لاستعادة السيطرة على المناطق المتنازع عليها والمعابر الحدودية.
وكان البرزاني اعتبر أمس في خطاب، بعد فشل رهانه في الحصول على الاستقلال، ما أدّى إلى خسارته غالبيّة الأراضي التي يطالب بها الأكراد حكومة بغداد المركزيّة، أنّ «الخيانة القوميّة العظمى» ساهمت في دخول القوات الاتحادية إلى تلك المناطق من دون مواجهة.
وجاء خطاب البرزاني، بعد إعلانه تنحّيه من منصبه بعد الأول من تشرين الثاني في رسالة تُليت أمام برلمان الإقليم.