رشا يوسف لـ«البناء»: شدّدنا على مفهوم المقاومة كفعل وطنيّ مشروع نصّت عليه القوانين الدولية
استضافت العاصمة الأردنية عمّان منتصف الشهر الحالي، اللقاء الرابع عشر لـ«شباب العواصم العربية» تحت عنوان «دور الشباب العربي في مكافحة الإرهاب والتطرّف» الذي نظّمته وزارة الشباب الأردنية بالتعاون مع جامعة الدول العربية، بمشاركة 14 دولة عربية السعودية، مصر، موريتانيا، البحرين، فلسطين، عُمان، لبنان، تونس، العراق، ليبيا، الصومال، الإمارات، السودان، والأردن .
شاركت في المؤتمر رشا يوسف عن الحزب السوري القومي الاجتماعي، ضمن الوفد اللبناني الذي حضر وشارك بأعمال المؤتمر برئاسة مدير الشباب في وزارة الشباب والرياضة.
التمييز بين فعل المقاومة وجرائم الإرهاب
وفي حديث إلى «البناء»، أشارت يوسف إلى أن عملها تركّز مع باقي أعضاء الوفد اللبناني بشكّل أساس من أجل التأكيد على مفهوم المقاومة كفعل وطني مشروع، نصّت عليه القوانين الدولية وشرعة الأمم المتحدة التي أعطت الحق للشعوب في مقاومة الاحتلال. والتمييز بن فعل المقاومة وبين ما تقوم به العصابات المتطرّفة من أعمال إرهابية لا تمتّ إلى المقاومة بِصلة لا من قريب أو بعيد.
ورأت أن هذه الخطوة كانت بمثابة الإنجاز والنقطة الأبرز والمهمة جداً والمحورية بالنسبة إلى المؤتمر الذي تناول دور الشباب العربي في مكافحة الإرهاب، والإنجاز الذي حققناه هو التصدي لمحاولة المساواة بين الإرهاب والمقاومة والتمييز بينهما.
الشباب يقعون ضحية «بروبغاندا» الإرهاب
وشدّدت يوسف على أهمية المؤتمر خصوصاً في هذه المرحلة الدقيقة والحسّاسة التي تمرّ بها المنطقة وتفشي ظاهرة الإرهاب، لا سيّما في العراق وسورية، التي تعتبر بمثابة ناقوس خطر من أجل القيام بخطوات للتصدّي للفكر الإرهابي الذي يتغلغل في عقول وأدمغة الشباب الذين يقعون ضحية الإرهاب، و«البروبغاندا» التي تروّج لها غرف إعلامية سوداء بهدف خداع الشباب وجذبهم للانخراط في التنظيمات الإرهابية، تحت عناوين برّاقة حيث تستغل تلك الجهات حماسة واندفاعة الشباب للزجّ بهم في هذا المشروع المدمّر للشباب وللمجتمع.
ممارسات العدوّ الصهيوني… إرهاب دولة
من جهة ثانية، أشارت يوسف إلى أن الوفد اللبناني تقدّم بتوصية تطالب بإدانة كل ما يقوم به العدو «الإسرائيلي» في فلسطين المحتلّة من ممارسات إرهابية بحقّ الفلسطينيين، والتي لا تقل خطراً عمّا يقوم به تنظيما «داعش» و«النصرة»، والمفارقة الوحيدة أن ما يقوم به الإحتلال في فلسطين هو إرهاب دولة بكلّ ما للكملة من معنى.
وتابعت: كذلك عرضنا لتجربة لبنان في المقاومة ضمن ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، والتي شكّلت معادلة انتصار للبنان في وجه العدوّ في حرب تموز 2006، وكانت هذه المعادلة حاضرة أيضاً في حرب لبنان ضدّ الإرهاب في معارك فجر الجرود الأخيرة في جرود عرسال ورأس بعلبك والقاع، وبفضل هذه المعادلة تم القضاء على وجود التنظيمات الإرهابية، حيث تكاملت الأدوار بين المقاومة والجيش بظل حالة الإحتضان الشعبي الواسع.
تغييب سورية غير مبرّر
وختمت يوسف مشيرة إلى أنها توجّهت إلى رئيس البرلمان الأردني بسؤال حول سبب غياب وفد يمثل الدولة السورية خصوصاً أنها تمرّ بتجربة في حربها على الإرهاب، وأعربت عن أسفها لتغييب وفد سورية عن المؤتمر، وتعتبرها خطوة غير مبرّرة. فمسالة حضور وفد من سورية ومشاركته كان أمراً ضرورياً من أجل مناقشة شأن يهمّ سورية والعراق بنسبة أكبر من باقي الدول الأخرى، لأنهما يعيشان في حرب حقيقية مع الإرهاب.
من توصيات المؤتمر
وأشارت يوسف إلى أبرز توصيات المؤتمر والتي تضمّنت التالي:
ـ التأكيد على دعم الدول العربية شبابها في مواجهة الإرهاب والتطرّف من أجل حماية المجتمعات العربية والمحافظة على أمنها.
ـ سَنّ التشريعات والقوانين التي من شأنها حماية الحرّيات وصونها واحترام التعدّدية والرأي الآخر، إضافةً إلى تجديد وتطوير الخطاب الديني وإيصاله للعالم بصورة توضح حقيقة الإسلام ورسالته السمحة التي تدعو للسلام والأمن.
ـ العمل على إصدار وثيقة شرف لوسائل الإعلام المختلفة من أجل محاربة العنف والتطرّف والإرهاب.
ـ التأكيد على دور المؤسّسات التعليمية لنشر الفكر الوسطي المعتدل، كما طالب المشاركون من «جامعة الدول العربية» تكرار وزيادة مثل هذه اللقاءات الشبابية التي تساهم في التواصل وتبادل الخبرات بين الشباب.