«أستانة 7»: هل من جديد؟

حميدي العبدالله

تعقد جولة جديدة في أستانة هي السابعة. ويمكن القول إنّ الجولة الجديدة هدفها الرئيس مراجعة ما تمّ تحقيقه في الجولات السابقة.

حتى الآن لم يتحقق في مناطق خفض التصعيد الأربع أيّ شيء من اتفاقات أستانة سوى وقف العمليات العسكرية الكبرى، أما البنود الأخرى، فهي لا تزال حبراً على ورق، سواء تعلق الأمر بإدلب أو في المناطق الثلاث الأخرى…

في إدلب لم يتحقق بعد الجولة السادسة أيّ بند من بنود الاتفاق، وما يردّده الرئيس التركي والحكومة التركية حول دخول وحدات عسكرية تركية إلى ريف حلب الشمالي الغربي ليس له علاقة باتفاق أستانة، فهو موجّه ضدّ الأكراد وتمّ تنفيذ الخطوات بالتنسيق بين القوات التركية وجبهة النصرة التي تنص اتفاقات أستانة على محاربتها.

السؤال المطروح الآن هل تأتي الجولة السابعة بجديد؟

إذا كان تنفيذ ما اتفق عليه في أستانة سيكون خاضعاً للمعايير السابقة، فالأرجح أنّ نتائج «أستانة 7» لن تختلف عن نتائج الجولات الستّ السابقة، أيّ التأكيد على ذات المبادئ التي تمّ التوصل إليها في ما عرف «بإعلان موسكو» والتي أسّست لجولات أستانة.

لكن في المقابل هناك تطوّران هامان قد يؤثران على نتائج «أستانة 7» ويجعلان هذه النتائج مختلفة، على الأقلّ جزئياً، التطور الأوّل، تغيّر توازن القوى بشكل كبير ما بين «أستانة 6» و»أستانة 7» على مستوى سورية والعراق، حيث باتت موازين القوى لا تعمل في مصلحة الدول والجهات التي تعرقل التوصل إلى حلول للأزمة في سورية تساعد على وضع نهاية للحرب في سياق تفاهم سياسي إقليمي دولي.

التطور الثاني، مع انعقاد «أستانة 7»، بدأت القوات السورية والقوات الحليفة لها فتح معركة بالقرب من تخوم محافظة إدلب، حيث بدأت هجوماً على مواقع «جبهة النصرة» وتنظيم داعش في الريف الشرقي الشمالي لمحافظة حماة، ويتوقع أن تتوسع المعارك وصولاً إلى الريف الشرقي لمحافظة إدلب بمحاذاة طريق اثريا- خناصر وصولاً إلى مطار أبو الضهور.

قد تضغط هذه التطورات على مداولات «أستانة 7» وتساعد على تحقيق تقدّم ملموس، والانتقال من الاتفاق النظري إلى وضعه موضع التطبيق.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى