لقاء الأحزاب: محاكمة البطل القومي حبيب الشرتوني سقوط أخلاقي لمنظومة العدل تستوجب تقويم القضاء

أكّد لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية أنّ في محاكمة البطل القومي حبيب الشرتوني علامة من علامات النكوص والسقوط الأخلاقي لمنظومة العدل في لبنان، معتبراً أنّ هذا الأمر يستوجب وضع القضاء اللبناني على مشرحة التقييم والتقويم «نظراً للانحراف المخزي عن مساق القيم والأعراف والمواثيق ودستور الدولة، من خلال تشريع وتشجيع المحرّمات الشائنة خيانةً وعمالةً، وتجريم المقدّسات الشريفة مقاومة وثقافة».

وكان اللقاء ناقش خلال اجتماعه في بيروت أمس، المستجدّات السياسية، وأصدر المجتمعون بياناً نوّهوا فيه بالمواقف الوطنية الاستقلاليّة التي أعلنها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وتأكيده دعم المقاومة ورفض التدخّلات الخارجيّة وضرورة تغيير السياسات الاقتصادية الريعية لصالح دعم الاقتصاد الانتاجي .

ورفض اللقاء بشدّة، تصريحات وزير الدولة السعودي لشؤون مجلس التعاون الخليجي ثامر السبهان، والتي تهجّم فيها على المقاومة في لبنان والشعب اللبناني لدعمه المقاومة، ورأى أنّ استمرار السبهان في إطلاق مثل هذه المواقف وتحريضه على الفتنه في لبنان، إنّما يشكّل تدخلاً سافراً في شؤون لبنان الداخلية، ويتطلّب من وزارة الخارجية اللبنانية استدعاء السفير السعودي في بيروت وتقديم احتجاج على هذه المواقف .

كما شجب اللقاء بشدّة، الاعتداء الصهيوني على لبنان باختراق طائراته الصهيونية لأجواء لبنان وتنفيذ عدوانه على الأراضي السوريّة، وطالب الحكومة اللبنانيّة باتخاذ الموقف المطلوب لإدانة هذا العدوان الصهيوني، وتقديم شكوى إلى مجلس الأمن والمطالبة بإدانة الانتهاكات الصهيونية المتكرّرة للأجواء اللبنانيّة .

وتوقّف اللقاء عند مرور مئة عام على وعد بلفور المشؤوم، الذي أدّى إلى التسبّب بتمكين العصابات الصهيونيّة بمساعدة الدولة الاستعماريّة البريطانيّة باحتلال أرض فلسطين عام 1948، وجلب مئات الآلاف من المستوطنين الذين أقاموا المستعمرات الصهيونيّة على الأرض الفلسطينية، وشرّدوا مئات الآلاف من أبناء الشعب العربي الفلسطيني من أرضهم وديارهم بفعل المجازر الإرهابيّة الوحشيّة، وبفعل تواطؤ الأنظمة الرجعيّة العربيّة التابعة للدولة الاستعمارية البريطانية. وأعرب اللقاء عن إدانته لهذا الوعد البريطاني المشؤوم بإقامة كيان صهيوني استعماري غاصب على أرض فلسطين، ونوّه بموقف رئيس حزب العمال البريطاني بمقاطعة احتفال الحكومة البريطانية بمناسبة الذكرى المئويّة لهذا الوعد الاستعماري المشؤوم باعتباره استمراراً في ارتكاب جريمته الاستعماريّة .

وأكّد اللقاء، أنّ السبيل لتحرير فلسطين وضمان عودة أبنائها إلى أرضهم، إنّما يكون عبر المقاومة المسلّحة والشعبيّة باعتبارها سبيل الشعوب الظافرة التي واجهت احتلالاً لأرضها، خصوصا بعد أن ثبت بالدليل القاطع سقوط خيار التسوية وانتصار خيار المقاومة في غزة وجنوب لبنان والعراق وسورية، ما أبقى القضيّة حيث لا تموت، رغم كلّ المؤامرات التي استهدفت القضية الفلسطينية .

أحزاب البقاع

بدوره، عرض لقاء الأحزاب والقوى الوطنيّة والقوميّة في البقاع، خلال اجتماعه في مكتب الحزب السوري القومي ا جتماعي في كسارة زحلة، شؤون وشجون الساعة على الساحتَين المحلّية والإقليميّة، وأصدر المجتمعون بياناً توقّفوا في مستهلّه عند الإطلالة المتميّزة للرئيس عون لمناسبة انطواء سنة من عهده الرئاسي، «وما رسّخته في الوجدان العام حول شخصية الرئيس الحصيف الواثق، ومكاشفته اللبنانيّين بصدقيّة وعنفوان رجل الدولة حول ما تحقّق وما يصبو العهد لتحقيقه على طريق بناء دولة الحق والعدل والمساواة والرعاية، ومعها اإصلاح المأمول لإنقاذ البلد من براثن الفساد والإفساد».

وحيّا المجتمعون قائد الجيش العماد جوزيف عون، «على موقفه الوطني المبدئيّ الجذريّ من مسألة مخالطة أو مجالسة العدو الصهيوني في المنتديات والمحافل الدوليّة، تجسيداً لعقيدة الجيش الوطنيّة والقوميّة، وتكريساً للمعادلة الذهبيّة الجيش والشعب والمقاومة، في مواجهة إرهاب الدولة الصهيوني وصنوه الإرهاب التكفيري».

ورأى المجتمعون في محاكمة البطل القومي حبيب الشرتوني، علامة من علامات النكوص والسقوط الأخلاقي لمنظومة العدل في لبنان، تستوجب وضع القضاء اللبناني على مشرحة التقييم والتقويم نظراً للانحراف المخزي عن مساق القيم والأعراف والمواثيق ودستور الدولة، من خلال تشريع وتشجيع المحرّمات الشائنة خيانةً وعمالةً، وتجريم المقدّسات الشريفة مقاومة وثقافة، في محاولة لإعادة إحياء الفكر ا نعزالي المتماهي مع المشروع الصهيوني بدفع وتحريك خارجي، والتمهيد مجدّداً للدخول في العصر «الإسرائيلي» الذي أسقط حبيب الشرتوني رأسه والأذناب، ولو تلك البطولة المؤيّدة بصحة العقيدة لكان لبنان دولة وشعباً ومؤسّسات، يُقرأ في كتاب يهوه وحفيده شارون.

ورأى المجتمعون بتهويل السبهان صدىً للبيت «الأسود»، ومجرّد تهويم وتحريف وتخريف يصحّ فيه أنّ نقيق الضفادع يوقف هدير النهر، وسَهَا عن بال «السهيان» ومعه الأميركان أنّ محور المقاومة المنتصر في كلّ الساحات يبالي بهذه «النتعات» البالية، ولبنان عصيّ على ا ختراق بفضل وحدته الوطنية، ولن يكون بد ً عن ضائع أو رصيداً تعويضيّاً عن خيبات المحور الصهيو -خليجي وعاصمته واشنطن، الذي نال الصفعة تلو الصفعة من محور المقاومة في العراق وسورية واليمن وفلسطين.

ولمناسبة مئويّة وعد بلفور المشؤوم، أكّد المجتمعون أنّ «فلسطين كانت وستبقى عربية من البحر إلى النهر، وستتحرّر على يد أبنائها المقاومين ومعهم أشراف وأحرار الأمّة، وسيكون مصير فاقدي الحياء من المفرطين والمطبّعين والمطبّلين للاحتلال ا ستنقاع في وحل الخزي والخذ ن. ولن يزيد استهداف المقاومين في غزة العزّة شعبنا، سوى العزم والتصميم على مواجهة العدوّ المجرم حتى تحقيق النصر والتحرير».

وحيّا المجتمعون الجيش السوري المنتصر على الإرهاب ورعاته ومموّليه دفاعاً عن سورية واحدة موحّدة، ودرءاً لمخاطر تدمير الأمّة بالفتنة والتجزئة، مؤكّدين ضرورة إحياء التنسيق والتعاون المشترك بين الحكومتَيْن اللبنانيّة والسوريّة لإنهاء ملف النزوح الضاغط على كلا البلدين. وأدان المجتمعون العدوان الصهيوني السافر على سورية، والذي إن دلّ على شيء، فعلى تضافر وتعاون وشراكة قوى الشرّ من الأعراب وقطعان الإرهاب وراعيتهم أميركا في استهداف سورية معقل العزّ القومي .

وتناول المحتمعون الوضع ا جتماعي ا قتصادي والبيئي في البقاع، «حيث تفشّي الفقر والبطالة وكساد المواسم الزراعّية ومعضلة تصريف الإنتاج، ناهيك عن الملف البيئي الناجم عن مجرى نهر الموت المسمّى «الليطاني»، والذي سرطن الماء والهواء والبشر والثمر»، داعين إلى خطة إنقاذ سريعة خاصة مع قدوم فصل الشتاء.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى