ولافروف يشدّد على أنّ الحوار الوطني خطوة لتطبيق القرار 2254

أكّد حسين جابري أنصاري، مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية، أنّ اللقاءات في أستانة بشأن التسوية في سورية مستمرّة حتى عودة السلام الدائم إلى هذا البلد.

وفي تصريح لوكالة «إرنا» الإيرانيّة، أمس الجمعة، قال جابري أنصاري: «نحن نواصل هذا المسار حتى الوصول إلى استقرار وثبات في سورية»، مشيراً إلى عدم إمكانيّة تحديد فترة زمنيّة لتحقيق هذا الهدف.

ولفت المسؤول الإيراني إلى أنّ عملية مكافحة الإرهاب قد شهدت نجاحات ملموسة طيلة السنة الماضية، سواء في سورية أو العراق، موضحاً أنّ تنظيم «داعش» يواجه حالياً أزمة حقيقية في البلدين، حيث فقد هذا التنظيم النسبة الكبرى من الأراضي التي كانت تخضع له.

كما شدّد مساعد وزير الخارجية الإيراني على ضرورة الاستفادة من الانتصارات على الإرهاب لتعزيز المسار السياسي في سورية، لتجاوز ما تواجهه مسيرة السلام والاستقرار هناك من عوائق وتحدّيات.

على صعيد مؤتمر الحوار الوطني المقرّر عقده في مدينة سوتشي الروسية، ذكر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أنّ مؤتمر الحوار الوطني السوري سيكون أول محاولة لتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2254، والذي يطالب المجتمع الدولي بدعم السوريّين في إقامة حوار شامل.

وأعلن لافروف أمس الجمعة، أثناء مؤتمر صحافي بموسكو، في أعقاب مباحثاته مع الأمين العام لمنظّمة الأمن والتعاون في أوروبا توماس غريمينغير، أنّ الدعوات إلى المشاركة في المؤتمر المقبل وُجّهت إلى الحكومة السورية وجميع فصائل المعارضة من دون استثناء، سواء كانت داخل البلاد أو خارجها.

وأضاف لافروف، أنّ العديد من المدعوّين، بمن فيهم الحكومة، قد أكّدوا مشاركتهم في المؤتمر.

وأشار الوزير الروسي إلى وجود أحاديث وتنبّؤات كثيرة سابقة لأوانها بخصوص المؤتمر المقبل. وتابع لافروف قائلاً، إنّ موعد انعقاد المؤتمر سيُعلن قريباً.

وكانت «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة التي تتّخذ من الرياض مقرّاً لها، قد أعلنت عن رفضها للمشاركة في المؤتمر، مدّعية أنّ هذه الفعالية تهدف إلى إعادة تأهيل الحكومة السورية.

ميدانياً، أعلن الجيش السوري وحلفاؤه في محور المقاومة أمس، تحرير مدينة دير الزور بالكامل، وذلك بعد معارك دارت ضدّ تنظيم «داعش» في الأحياء القليلة التي كانت تشكّل حوالى 5 من المدينة.

وأشار مصدر إلى أنّ كلّ أحياء دير الزور باتت آمنة بالكامل، باستثناء ديب الحويقة الواقع خارج مدينة دير الزور، حيث لم يعد هناك أيّ مدنيّين في أمكان تواجد «داعش»، بل فقط عناصر التنظيم بحسب المصدر.

ويقوم الجيش السوري وحلفاؤه بقصف ما تبقّى من فلول «داعش» في حويجة قاطع.

وجاء في بيان رسمي للجيش السوري، أنّ «وحدات القوات المسلّحة وبالتعاون مع القوات الرديفة والحليفة تمكّنت من تحرير مدينة دير الزور بالكامل من براثن تنظيم «داعش» الإرهابي، بعد أن قضت على أعداد كبيرة من إرهابيّي التنظيم بمن فيهم من متزعّمين وأجانب، ودمّرت أسلحتهم وعتادهم واغتنمت مستودعاتهم من الأسلحة والذخيرة».

وأضاف بيان الجيش السوري، أنّ «وحدات الهندسة في الجيش تتابع تفتيش الشوارع والساحات والمباني في أحياء دير الزور المحرّرة، وتقوم بإزالة المفخّخات والألغام والعبوات الناسفة التي زرعها تنظيم «داعش» الإرهابي في المنطقة».

وكان المرصد المعارض قال أول أمس الخميس، إنّ الجيش السوري وحلفاءه سيطروا بشكل كامل على دير الزور، وأكّد مصدر آخر تحرير حيّ الحميديّة في دير الزور، وأنّ قوات الجيش السوري وحلفاءه باتت على بعد 45 كلم من وسط البوكمال.

وكانت القيادة العامّة للجيش والقوّات المسلّحة السورية أصدرت بياناً بشأن تحرير مدينة دير الزور بالكامل.

وجاء في هذا البيان، أنّ «الوحدات المسلّحة السورية وبالتعاون مع القوّات الحليفة، أنجزت مهامّها في إعادة الأمن إلى مدينة دير الزور بالكامل».

وأكّدت القوّات المسلّحة السورية بأنّها سواصل الحرب على ما تبقّى من فلول تنظيم «داعش» وغيره من التنظيمات، حتى إعادة الأمن إلى كامل الأراضي السورية.

من جهةٍ أخرى، أسفر تفجير انتحاري بسيارة مفخّخة استهدف مدخل بلدة حضر بريف القنيطرة، عن استشهاد 9 أشخاص وجرح 23 آخرين على الأقلّ، وجاء الهجوم الارهابي بدعم من جيش العدو الصهيوني الذي يحتضن «جبهة النصرة».

وقالت مصادر عسكرية، إنّ سيارة مفخّخة يقودها انتحاري اقتحمت حاجزاً للجيش السوري وتفجّرت على مداخل بلدة حضر، كما أشارت المصادر ذاتها أنّ البلدة الآن محاصرة من قِبل «جبهة النصرة».

وأفاد مصدر، أنّ مجموعات مسلّحة من «بيت جن» بريف القنيطرة، التي كانت شهدت في الفترة الماضية مصالحة، تحرّكت لمؤازرة مسلّحي «جبهة النصرة».

هذا، وقد انضمّت مجموعات كبيرة من الشبان في قرى الجولان للجيش السوري لمؤازرته في فكّ الطوق عن حضر.

وكانت وسائل إعلام سوريّة قد تحدّثت في وقت سابق، أنّ التفجير الانتحاري وقع قرب مرتفعات الجولان، وخلّف 6 شهداء وأكثر من 20 مصاباً، مشيرة إلى أنّ المسلّحين يستهدفون بين الفينة والأخرى مواقع للجيش السوري، في محاولة للسيطرة على جبل الشيخ، الذي يعدّ منطقة استراتيجية، الواقع على الحدود اللبنانيّة السوريّة.

ويتزامن ذلك مع إعلان الجيش السوري، تحرير كامل مدينة دير الزور من قبضة مسلّحي «داعش».

وفي سياقٍ ميدانيّ آخر، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس، أنّ القوات الروسية وجّهت ضربات جوية وصاروخية قاضية إلى مسلّحي تنظيم «داعش» الإرهابي في البوكمال السورية.

وقال المتحدّث بِاسم الوزارة إيغور كوناشينكوف، إنّ «قاذفات استراتيجية من نوع «تو-22» وجّهت على مدى الأيام الثلاثة الأخيرة 18 ضربة إلى مسلّحي «داعش» في شرق سورية، كما وجّهت 9 ضربات باستخدام صواريخ مجّنحة من نوع «كاليبر» من الغوّاصتين الروسيتين «فيليكي نوفغورود» و»كولبينو» الموجودتين في البحر المتوسط».

وأوضح كوناشينكوف، أنّ القوّات الجوية الروسيّة وجّهت أمس ضربات باستخدام ست قاذفات استراتيجية وستة صواريخ مجنّحة انطلقت من غواصة «كولبينو» إلى مواقع إرهابيّين في محيط بلدة البوكمال.

وقال المسؤول العسكري الروسي، إنّ الضربات الروسيّة سمحت لوحدات القوات السورية بقيادة العميد سهيل الحسن بشنّ عمليات هجوميّة نشطة في المعقل الأخير لتنظيم «داعش» في شرق سورية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى