صدر حديثاً

صدرت عن «دار نلسن» ـ بيروت، مجموعة من الكتب للشاعر والكاتب المسرحيّ والناقد الراحل عصام محفوظ، وهي: «سيناريو المسرح العربي في مئة عام»، «الكتابة في زمن الحرب»، «زهرة المستحية»، «بانتظار غودو»، و«باريس السبعينات… لقاء المشرق والمغرب».

هكذا غنّى الفرات

«هكذا غنّى الفرات»، ديوان شعر لأمل محسن المناور يحتوي قصائد جمعت بين الأصالة والحداثة وجاءت مشبعة بمقومات الشعر وفق شكلين: الأول الشطران والثاني التفعيلة.

وتظهر في الديوان الصادر حديثاً عن «دار فلستينا الشجرة»، عاطفة تستحوذ على مناخات الشاعرة وبيئتها فتأتي بألفاظ رقيقة، لا سيّما عندما تخاطب ولدها في قصيدة «سافرت»، حيث اختارت الرويّ الملائم لمجزوءات البحور فتقول:

سافرت لكن لم تسافر

ما زلت في العينين حاضر

أو هل تظنّ بأن قلب

الأمّ تعنيه السواتر

مهما بعدت فأنت قربي

مثل اسمي أنت ظاهر

يا ابن روحي ابن قلبي

ها خيالك صوت شاعر.

أما قصيدة «تغافلني الأمنيات» فعبّرت فيها المناور عن إحساس امرأة تريد أن تطرح رؤيتها الإنسانية والفكرية عن تجاربها الحياتية وما فيها من فرح وألم حيث انتقت لذلك تفعيلة بنت فيها القصيدة بشكل موحّد فقالت:

تغافلني الأمنيات

وتسرق السمع حتى أنام فتأتي

تباغتني الأغنيات

وتهمل هذا الفضاء القصيّ

لتختار موتي

ألقنها كيف تخرج من فوهة الورد

علّمتها كيف تدخل بيتي.

أما الانتماء الوطني فعبّرت عنه المناور في قصيدة «أنا والفرات ودير الزور» على قارب البحر الكامل الذي جاء بحرف اللام المضمومة كرويّ مليء بالشجن والشوق، يؤكد تعلّق الشاعرة بمسقط رأسها وانتمائها إلى بيئة الفرات فقالت:

فالمرء دوماً نحو مسقط رأسه

يبقى يحنّ وللتواصل يأمل

وأنا يظلّ برغم طول بعادنا

بالروح حبّك يا فرات مؤصل

قلبي رقيق كلما قالوا له

يا بنت دير الزور فوراً يجفل.

وجاءت الشام في ديوان المناور حالة جميلة محببة مليئة بالكبرياء والفخر فعبّرت عنها كأنثى تلهم الشعراء لتقول في قصيدة «يا شام»:

إن قلت أنت الروح لا تتعجبّوا

أو قلت أنت القلب لا تستغربوا

إذ كيف للأنثى تحبّ جميلةً

وعلى لهيب غرامها تتقلب يا شام

إن هاجرت يوماً فاعلمي

أنت المحيط وياسمينك مركب.

الحبّ اللئيم

تأتي القصائد في المجموعة الشعرية «الحبّ اللئيم» لأنور فؤاد الجندي بأسلوب مباشر بسيط يتناول عبره مواضيع متنوّعة من الوطن إلى الحبّ وهموم الإنسان المعاصر.

عنوان المجموعة الإشكالي يطرح ذلك الجانب السلبي من الحبّ الذي قد يأتي قاسياً ولكن صاحبه لا يملك منه فكاكاً كما قال الجندي في قصيدته التي حملت عنوان الديوان «الحب اللئيم»:

طلبت مني عن أجوائها الرحيل

وأنا في أجوائها كنت البلبل الصدّاح

وقت حزنِها أحزن عليها

وقت فرحها أشعل نفسي ضوء الصباح.

ويكرّر الجندي اللغة المباشرة البسيطة ذاتها في قصيدته «تعب الوطن» التي يحرص فيها على حرف الرويّ رغم عدم تقيّده بالوزن، حيث هو لا يميل إلى الرموز والاستعارات والدلالات عندما يكتب عن سورية وما مرّت به من جرّاء الحرب الإرهابية، بين من تخلّى عنها وبين من قدّم لأجلها الغالي والنفيس فقال:

حين بكت الشام

هرب السارقون منها

تركوها تشكي

حملوا ما استطاعوا من خيراتها

وتركوا فيها الدموع والأحزان

أولئك الغادرون

تعبت الشام فهرب سارقوها

وبقي من يودّ غسلها بدموع العينين.

ولا يثقل الجندي نصّه بالصور فهو عندما يتحدّث عن الحبّ تأتي عباراته كغزل مباشر وصريح كما في قصيدته «قلب رقيق» التي جاء فيها:

ما أجملك حين أناديك ولا تردّين

تتركينني أتابعك وأنت بخطاك تسرعين

وأتبعك كمراهق يعرف أن شباكه لا تخطئ الهدف

وأصطادك من جديد

وتبدأ قصة عشق جديدة بأمل جديد.

يشار إلى أن أنه صدر للجندي مجموعتان هما «سلمى» و«كبرت متمرّداً»، إضافة إلى رواية حملت عنوان «انهيار»، كما شارك في عدد من الأمسيات الأدبية.

حوّاء بين أهدابها موطني

تظهر المرأة في المجموعة القصصية «حوّاء بين أهدابها موطني» الصادرة حديثاً للكاتبة لينا عبد الكريم غانم كرائدة اجتماعية تشارك الرجل في محاور أحداث القصص.

وتلجأ غانم إلى صوغ مقدّمة قصصها بشكل فني يذهب إلى نهاية الحدث في موضوع القصة المتوازن، ويحضر الخيال بشكل لافت في المجموعة، لا سيّما في قصة «عرافة» التي كان للمرأة دور أكثر حضوراً في ذهن الرجل معتمدة في أسلوبها السردي على محاولة إيجاد حالة من قوة الدور الذي أوكلته للأنثى.

وتلعب العوامل النفسية وتداعي المشاعر دوراً رئيساً في قصة جدتي الصبية في تصوير هادف لرسم البيئة وتوافقها مع الأشخاص الذين حركتهم في سياق أحداثها القصصية كما أنها أعطت دوراً وحيزاً لأهمية حضور الأم وتمسكها بالثوابت الاجتماعية والإنسانية.

وفي المجموعة أيضاً حضرت الرومنسية في بعض القصص لتعبّر عن ذات الأنثى وحضورها، لافتة في بنية قصصها إلى أهمية الطموح والجمال والمحبّة.

المجموعة القصصية صادرة عن مؤسسة «سوريانا للإنتاج الإعلامي» وتقع في 104 صفحات من القطع الوسط، ويشار إلى أن غانم أصدرت قبل فترة مجموعة «قطاف من بلاد الياسمين».

بقاء

«بقاء»، مجموعة شعرية صادرة عن الهيئة العامة السورية للكتاب، للشاعر بيان محمود السيد، تتضمّن مواضيع مختلفة يغلب عليها الحسّ الوطني الذي ظهرت فيه الشهادة كأهمّ مكوّنات النصوص في بنيات شعرية مختلفة من نصّ إلى آخر، إضافة إلى مواضيع أخرى.

وبعاطفة صادقة للشهداء، يصوّر السيد في قصيدته «هطل الجحيم» الأشخاص الذين استشهدوا من جرّاء قصف التنظيمات الإرهابية للأحياء السكنية حيث يقول: هطل الجحيم ولا غمام

بقذائف انطلقت على عجل

ولم تتذكّر العنوان

فانسكبت بشوق فوق صبر عابر

ليزيد في عبثية الأجواء موصول الركام.

وتبدأ قصيدة «عندما كنّا صغاراً»، مع تداعي الذكريات فيستعرض الشاعر بعض ملامح التاريخ، داعياً إلى العمل على تنمية وعي جديد لدى الناشئة يتّجه للمستقبل فيقول:

عندما كنّا صغاراً

أقنعونا أننا مهد الحضارة

وأنّ الخير من ريا روابينا أنارا

وأن الطهر فينا

وأنّ الفاتحين طلعوا كالبدر

من ظلمات هاتيك الصحارى.

وللغزل وجود في نصوص المجموعة عبر تفعيلات جاءت لتكون منسجمة مع شفافية الموضوع محاولة أن تذهب مع العاطفة إلى إكمال الحدث البنيوي في القصيدة بشكل عفوي، فيقول في قصيدة «سؤال بريء»:

لديّ سؤال

سؤال بريء

لماذا يصير المكان جميلاً

إذا ما بدوت بدرب المجيء؟

وكيف أرى في الهواء نجوماً

وألوان ورد وبعض البريق؟

المجموعة التي تقع في 127 صفحة ضمن مشروع إبداعات شابة في الهيئة العامة السورية للكتاب، غلبت عليها التفعيلة في أشكال مختلفة معتمدة على النزعة الذاتية عند الشاعر.

والشاعر بيان السيد يعمل طبيباً جرّاحاً وشارك في عدد من الأمسيات والمهرجانات الشعرية، وله أربع مجموعات شعرية من بينها «وإليك أرجع».

ملائكة وشياطين

تمزج الأديبة لينا كيلاني في روايتها «ملائكة وشياطين» بين عالمين متناقضين ما بين الخداع والنقاء، تستشرف عبرهما المستقبل وتقف على تخوم ما تتوقعه لتصل إلى نتيجة أن الواقع أصبح يتضمّن مبالغة أكثر من الخيال.

وتطرح الرواية التي هي نحت للخيال العلمي، فكرة استغلال القوى الكبرى التطوّر العلميّ لاستلاب الشعوب والسيطرة على مقدراتها ومصادرة أحلامها عبر شخصية الشيطان الذي يسعى إلى السيطرة على هندسة الجينات العلمية والفتك بالإنسان.

وتمجّد كيلاني في الرواية بأسلوب أدبي، العلم والابتكار والاختراع، معتمدة في ذلك على الواقع الخيالي في العلم ضمن معلومات علمية دقيقة تتعلّق بهندسة الجينات النباتية والبذور المحسّنة وراثياً، والتي يحاول العلماء في تجاربهم الكثيرة إدخال الجينات الحيوانية أو حتى البشرية إليها.

أما المكان الذي تقع فيه أحداث الرواية فهي أرض منسيّة غير مسكونة من البشر لتكون هدفاً للتجارب التي تحتاج مدة زمنية طويلة كي تحقّق أهدافها، لا سيّما الأراضي التي سطا عليها الجوع والحرمان بينما كان أبطالها من الكائنات الحيوانية والنباتية لتجعل من الوجود حدثاً تفعل حوله كلّ مكوّنات الطبيعة وصولاً إلى ابتكار روائيّ جديد.

رواية «ملائكة وشياطين» صادرة عن «دار الحافظ للطباعة والنشر والتوزيع»، وتقع في 143 صفحة من القطع الوسط.

لينا كيلاني كاتبة سورية تميّزت بأعمالها الروائية في أدب الخيال العلمي، منها روايات: «المستقبل»، «الاختيار»، و«بذور الشيطان»، فضلاً عن إصداراتها المتعدّدة في مجال أدب الأطفال.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى