حدثان خطفا الأضواء اجتثاث الإرهاب حقيقة ناجزة
معن حمية
حدثان بارزان خطفا الأضواء وطغيا على ما عداهما من أحداث، الأول سيطرة الجيش السوري والقوى الرديفة والحليفة على دير الزور، والثاني سيطرة الجيش العراقي والحشد الشعبي على القائم، لما لهذه السيطرة من أهمية استراتيجية في الحرب ضدّ الإرهاب ورعاته.
تحرير المدينتين من تنظيم «داعش»، يشكل تحوّلاً جديداً مهماً في مسار الحرب ضدّ الإرهاب، ويُسرّع وتيرة العمليات العسكرية للقضاء بشكل تامّ على تنظيم «داعش» الإرهابي في سورية والعراق. وهذا التحرير الذي جاء متزامناً، يشكل نقطة ارتكاز للعملية العسكرية التي كان الجيش السوري بدأها لتحرير مدينة البوكمال، كما خفّف الكثير من الضغط عن القوات العراقية، التي أمامها مهمات أخرى إضافية ضدّ الإرهاب، ولكبح جماح الحركات الانفصالية، التي لا تزال تراهن على تكريس واقع انفصالي، بالرغم من الصفعة الكبيرة التي تلقتها في مدينة كركوك.
وإذا كان من السابق لأوانه، رسم صورة كاملة عما سيؤول إليه الوضع في سورية بعد القضاء كلياً على تنظيم «داعش»، فإنّما هو واضح أنّ أولوية الدولة السورية هي القضاء على المجموعات الإرهابية المتطرفة، بمختلف تسمياتها ولافتاتها، وتأخذ هذه الأولوية بعين الاعتبار، مسار ما اصطلح على تسميته «المصالحات»، فإذا أدّى هذا المسار إلى نتيجة، تتخلى بموجبها المجموعات المسلحة عن سلاحها وتنتظم في حركة المجتمع، فإنّ عناصر هذه المجموعات سيحظون بهذه الفرصة، والفرص أيضاً متاحة، في اللقاءات التي عُقدت وستُعقد، سواء في أستانة أو في سوتشي، لكن الوقت قد ينفد، وتضيع الفرص كافة على كلّ مَن حمل السلاح ومارس الإجرام ضدّ الدولة السورية، لأنها ـ أيّ ـ الدولة السورية حاسمة في موقفها وعازمة على بسط سلطتها كاملة على الأرض السورية كلّها.
ما بعد الانتهاء من «داعش» في سورية، هناك جدولة لعمليات اجتثاث العناصر الإرهابية أياً كان التنظيم الذي تتبعه، وأياً كانت الدولة الغربية والإقليمية والعربية التي تعمل هذه العناصر لحسابها. وهذا ما أكدته سورية عندما أعلنت بكلّ وضوح، أنها لا تعتبر مدينة الرقة محرّرة، إلا حين يدخلها الجيش السوري ويبسط عليها السيطرة، وهذا الاتجاه أكدته القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية التي تعهّدت بمواصلة الحرب على ما تبقى من فلول «داعش» وغيره من التنظيمات الإرهابية حتى إعادة الأمن والاستقرار إلى جميع أراضي البلاد.
المشهدية الآنفة الذكر، قد يعتبرها البعض مجرد أمنيات، لكن كلّ متابع للتطورات الميدانية والسياسية، يدرك أنّها حقيقة وأصبحت ناجزة، في ظلّ الإنجازات التي يحققها الجيش السوري والقوى الحليفة والرديفة على الأرض، وما يصاحبها من حركة سياسية خارجية باتجاه دمشق وتفكّك المحور الخليجي الذي أخذ على عاتقه تمويل الحرب الإرهابية على سورية وشعور تركيا بالخطر الذي يتهدّدها بعدما شدّت أميركا عصب «قسد» ومَن يدور في فلكه، وإدراك أميركا نفسها، أنها تفقد الورقة تلو الأخرى في سورية والهلع الذي يُصيب العدو الصهيوني ما دفعه لرعاية وتغطية الهجوم الذي نفّذته جبهة النصرة الإرهابية على قرية حضر السورية والذي ردّ عليه الجيش السوري ونسور الزوبعة وأبناء القرية والقرى المجاورة بهجوم معاكس أدّى إلى استعادة المواقع كلّها التي احتلها الإرهابيون، للتأكيد بأنّ الإرهاب لن يجد له موطأ قدم على الأرض السورية.
عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي