نصرالله: يجب البحث عنه وعن السبب الحقيقي لاستقالته

أكّد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، أنّه «يجب البحث عن السبب الحقيقي لاستقالة رئيس الحكومة سعد الحريري، لأنّها خطوة سعودية»، وسأل: «هل الاستقالة تأتي في سياق ضرب الاستقرار في لبنان أو تبديل رئيس الحكومة، أو في سياق صراعات شخصية؟».

وسأل: «هل الحريري في الإقامة الجبريّة كما يتناقل؟ وهل لن يُسمح له بالعودة إلى لبنان؟ فمن حقّنا أن نقلق وأن نبحث عنه».

ولفتَ السيد نصرالله في كلمة متلفزة له مساء أمس، إلى أنّ هناك أسئلة، وهذه الأسئلة مشروعة في ظلّ الاعتقالات في السعودية، وأضاف متسائلاً: «هل السبب أنّ هناك خطة للسعودية بالهجوم على لبنان وبالتالي هذه الخطة في سياق معركة كبيرة؟ أم هل السبب هو صراع له أبعاد مالية ويقضي بوضع اليد على ممتلكات فلان التي تضمّ مئات أو عشرات مليارات الدولارات؟ وبالتالي، الرئيس الحريري ضاع في هذه المعمعة وحُسب على أمير من الأمراء؟ هل السبب صراع داخلي في السعودية بين الأمراء، صراع على العرش بين وليّ العهد وأبناء العائلة؟»، نافياً أن يكون سبب إجبار رئيس الحكومة على الاستقالة، داخلي لبناني، ومشدّداً على أنّ «المناخ كان مناخاً معقولاً في البلد، والحكومة كانت تملك القدرة على الاستمرار ومواكبة إنجازات جديدة حتى إجراء انتخابات نيابية مقبلة».

وأضاف: «نحن لم نكن نتمنّى أن تحصل هذه الاستقالة»، مشيراً إلى أنّ «الكلّ فوجئ، وحتى تيار المستقبل، بهذه الاستقالة التي أوجدت حالة من القلق في لبنان، وبالخصوص مع ما رافقها من إشاعات».

وإذ شدّد السيد نصرالله على أنّ فهم السبب الحقيقي هو مفتاح للتعاطي مع هذا التطوّر، قال: «علينا أن نتريّث جميعاً، لأنّ المطلوب بالدرجة الأولى أن نفهم السبب، وحتى هذه اللحظة ما أعرفه أنّ الكلّ في لبنان لم يفهم السبب الحقيقي لهذه الاستقالة».

وحول بيان الاستقالة، قال السيد نصرالله: «نتوقّف عند شكل تقديم الاستقالة، وما فيه من دلالات ترتبط بكرامة لبنان وبكرامة رئيس الحكومة نفسه»، وأضاف: «هذا الشكل يكشف عن طريقة وأسلوب التدخّل السعودي في الشؤون الداخلية اللبنانية»، وسأل: «لماذا لم يسمح للحريري أن يعود إلى لبنان ويعلن الاستقالة من لبنان؟».

ودعا السيد نصرالله إلى «إبقاء قناة التواصل بين الجميع، والتواصل بين القوى السياسية المختلفة للتعاطي مع المرحلة»، كما دعا «إلى عدم العودة إلى المناخات السابقة، وإلى التحريض الطائقي وللابتعاد عن الشارع، لأنّ حضور أيّ فريق في الشارع لن يؤدّي إلى نتيجة»، وأضاف: «أدعو إلى عدم التصعيد السياسي، لأنّ هذا لن يقدّم ولن يؤخّر شيئاً». ودعا أيضاً «إلى الهدوء والتريّث على المستوى الإعلامي، وهناك شخصيات في لبنان يناسبها هذا التصعيد».

وبينما شدّد أنّ حزب الله «سيتصرّف بكامل المسؤولية والهدوء والحفاظ على أغلى ما عندنا في لبنان هو الأمن»، أكّد «حرصنا على الأمن والاستقرار والسلم الأهلي في لبنان»، داعياً «إلى الهدوء وإلى الصبر وإلى التريث بانتظار اتّضاح الصورة والمشهد، وبالتالي عدم الإصغاء إلى كلّ التكهّنات والشائعات والتهويلات، بانتظار عودة الحريري يوم الخميس إذا أُذن له بالعودة».

ولفتَ إلى أنّ «الإشاعات التي تمّ بثّها في اليومين الماضيين كبيرة جداً»، وقال: «حديث العربية عن محاولة الاغتيال ربما هدفه التبرير لاحقاً لمنع الحريري من العودة إلى لبنان»، وأوضح أنّ «قناة العربية وحدها تحدّثت عن محاولة لاغتيال الحريري، ولكنّ الأجهزة الأمنيّة نفت ذلك تماماً».

وأشار السيد نصرالله إلى أنّ «الإسرائيليّين مجمعون على أنّ «إسرائيل» لن تذهب إلى حرب مع لبنان إلّا إذا كانت هذه الحرب نصرها حاسم وجدواها عالية، وهناك حذر «إسرائيلي» من الحرب»، وأضاف: «اليوم الحسابات «الإسرائيلية» في أيّ عدوان على لبنان تأخذ في الاعتبار التطوّرات الإقليمية والدولية التي أصبحت مختلفة تماماً عمّا كانت في حرب تموز»، وتابع: «أقول لكم بهذه الحسابات والمؤشرات لا يوجد فيها شيء اسمه هل يوجد حكومة في لبنان ومن هو الرئيس».

وحول الإشاعات التي أُثيرت ايضاً، لفتَ إلى أنّ «الإشاعة الثالثة هي أنّ وليّ العهد السعودي اجتمع برؤساء أركان التحالف تحضيراً لعاصفة حزم تجاه لبنان»، وقال: «قبل أن تفكّر السعودية بعاصفة حزم على لبنان، عليها أن تخرج من عاصفة الحزم في اليمن»، وأشار إلى أنّه «قبل أن نتحدّث عن خطوات السعودية ضدّ لبنان، علينا أن ننتظر ماذا سيحدث في السعودية، وعلى الجميع أن ينتطر قليلاً حتى نرى السعودية إلى أين تتّجه».

ونبّه السيد نصرالله إلى أنّ «أيّ جهة أو شخص أو متربّص يعمل ليعيد لبنان إلى ما كان عليه في السابق، يجب أن نتّهمه بأنّه يعمل لمصلحة أسياده»، وسأل: «هل مصلحة أحد أن نرجع إلى ما كنّا عليه في الماضي»، وأضاف: «نحن لدينا مؤسسات دستورية، والعالم تتشاور حتى نقطع هذه المرحلة».

ولفتَ السيد نصرالله إلى أنّ موعد لقائه مع السرايا كان مقرّراً مسبقاً، ولم يكن يعلم باستقالة رئيس الحكومة، ولا علاقة لهذا اللقاء بهذا التطوّر السياسي ولا بأيّ شأن داخلي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى