مزيد من المواقف المطالبة بعودة الحريري وتشكيل حكومة جديدة تشرف على الانتخابات

استمرّت أمس المواقف المستغربة لاستقالة رئيس الحكومة سعد الحريري والمنّوهة بمنهجية تعاطي رئيس الجمهورية ميشال عون مع الأزمة مع التحذير في الوقت عينه من تداعياتها السياسية والأمنيّة على لبنان.

وفي السياق، عبّر النائب أمل أبو زيد عن ثقته ودعمه لتوجّهات رئيس الجمهورية العماد ميشال عون «في مقاربة موضوع استقالة الرئيس سعد الحريري، والتريّث في اتخاذ أيّ إجراءات قبل عودة الرئيس الحريري إلى بلده، وقبل بلورة نتيجة المشاورات السياسيّة الواسعة التي أُجريت وتجري في قصر بعبدا، للخروج بموقف وطني يحمي الاستقرار ووحدة لبنان، ويضمن مسيرة الأمن بعيداً عن تحويل الساحة الداخليّة إلى صندوق بريد لتبادل الرسائل الإقليمية».

من جهته، رأى رئيس تيّار «الكرامة» الوزير السابق فيصل عمر كرامي، أنّ الموقف الرسمي والشعبي اللبناني لا يحتمل أيّ تأويل، وهو حتمية عودة الحريري إلى وطنه واتّخاذه المواقف والقرارات التي يريدها بملء حريته.

وأعلن في تصريح تضامنه الكامل مع الموقف الذي عبّر عنه بيان كتلة المستقبل الأخير.

وختم: «نقول لأبواق الفتنة في لبنان، ولأصحاب التاريخ العريق في الغدر والطعن في الظهر وانعدام الأخلاق، بأنّ عليهم التزام الصمت، لأنّ كلامهم بدأ يشكّل خطراً على وحدة اللبنانيين والعيش المشترك وتفريطاً بالسيادة الوطنية».

وتابع الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد اتصالاته لتبادل وجهات النظر في الأوضاع السياسية بعد إعلان الحريري استقالته من الرياض، فاتصل بالنائبة بهيّة الحريري بهدف الاطمئنان منها إلى الرئيس الحريري وعائلته.

وشدّد على أنّ «الاعتبارات الوطنيّة والإنسانيّة تدعونا إلى المطالبة بعودة الرئيس الحريري وعائلته سريعاً إلى لبنان، موفوري الكرامة وبكلّ حرية».

واتّصل أيضاً بمُفتي صيدا الشيخ سليم سوسان، وتداول معه التطوّرات الراهنة.

وكان سعد اتّصل بالأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني حنا غريب، وناقش معه التطوّرات السياسية التي طرأت بعد استقالة الحريري.

وأفاد المكتب الإعلامي للتنظيم، أنّه تمّ التعبير خلال الاتصال عن «الاعتراض الكامل على الاستقالة، سواء لجهة مكان إعلانها من خارج لبنان، أم لجهة التوقيت المفاجئ، أم لجهة مضمون الاستقالة التصعيدي المناقض للتفاهمات بين التيارات السياسية اللبنانية».

ولفتَ إلى أنّه «جرى تأكيد ضرورة اتّخاذ كلّ الإجراءات لحفظ الاستقرار في كلّ المجالات السياسية والأمنيّة والاقتصادية والمالية والاجتماعية».

وأضاف: «في ما يتعلّق بالحكومة، اتّفق أنّه بعد بتّ استقالة الحكومة، تتطلّب هذه المرحلة الدقيقة تشكيل حكومة خلاص وطني تستجيب لطموح الشعب اللبناني بالتغيير، وتتولّى الإشراف على الانتخابات النيابيّة المقبلة بكلّ حياد ونزاهة، وتعبِّر عن نبض التحرّكات النقابيّة والمدنيّة والشعبية وتستجيب لمطالبها».

من ناحيته، أكّد نائب رئيس المكتب السياسي في حركة «أمل»، الشيخ حسن المصري، «أنّنا أمام حكومة قائمة بالفعل حيث لا يوجد أيّ استقالة»، داعياً اللبنانيّين إلى التحلّي بالصمت الإيجابي المؤقّت تجاه هذا الأمر للحفاظ على وحدة لبنان بكلّ مكوّناته.

وطالب الأمين العام لـ«التيّار الأسعدي» المحامي معن الأسعد في تصريح، رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مخاطبة اللبنانيين مباشرة ومشاركتهم في ما يحصل، وإعلان الحقائق حول الاستقالة المفاجئة للرئيس الحريري في مكانها ومضمونها، وما إذا كان معتقلاً أم لا» ، معتبراً «أنّ اللبنانيين بلغوا مرحلة صعبة من القلق والرعب على حاضرهم ومستقبل أولادهم، ومن الآتي المجهول بسبب الإشاعات وتضخيمها حول الأوضاع الأمنيّة والآتية على البلد، وما يزيد من هلعهم الاجتماعات المكثّفة لرئيس الجمهورية مع مختلف القوى السياسية والحزبية والدينية والطائفية، والتي لم يسبق أن شهد اللبنانيّون مثلها من قبل».

ورأى «أنّ وضع سفراء أجانب وعرباً في أجواء الاستقالة وخلفيّاتها ونتائجها المقلقة، يشير إلى خطورة ما يُحاك للمنطقة ولبنان».

ودعا الأسعد السلطة السياسية «إلى التعاطي بواقعية ومسؤولية مع الذي يتعرّض له لبنان، واستباق تداعيات حفل الجنون من المحور الأميركي «الإسرائيلي» الخليجي على المنطقة ولبنان بتحصين إدارات الدولة ومؤسّساتها، والتركيز على حملة توعويّة وطنية لمنع الفتنة التي يخطّط لها».

واستغرب رئيس جمعية «قولنا والعمل» الشيخ أحمد القطان استقالة الحريري، مؤكّداً «أنّ الوحدة الوطنيّة والإسلامية في لبنان هي خط أحمر».

واعتبر «أنّ المقاومة هي جزء من الاستقرار في لبنان، وأنّ أيّ مسّ بها هو مسّ بالوحدة الوطنية والإسلامية»، مشيراً إلى «أنّ الاستقرار في لبنان هو بفضل الأجهزة الأمنيّة والعسكرية والمقاومة التي قدّمت الغالي والنفيس».

وشدّد على عدم تدخّل الدول في الشؤون اللبنانيّة، وطالب «جميع الساسة اللبنانيّين بالعمل جاهدين لوحدة اللبنانيين الوطنية والإسلامية». ونوّه بالمشاروات التي يجريها عون وكلّ من هو حريص على لبنان ووحدته الوطنيّة والإسلامية.

وإذ أيّد كلّ ما يؤدّي إلى استقرار لبنان واللبنانيّين، مطالباً في الوقت ذاته بِاستشارات للكتل النيابيّة، والعمل من أجل بقاء لبنان من خلال حكومة وحدة وطنيّة تحمي معادلة الشعب والجيش والمقاومة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى