رئيس الجمهورية يواصل مشاوراته ويلتقي السفير الفرنسي

واصل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لقاءات التشاور مع القيادات الوطنية والشخصيات السياسية والحزبية والفاعليات، التي بدأها الثلاثاء الماضي للبحث في النتائج المتأتية عن استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري من الخارج.

استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، في قصر بعبدا، البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وأجرى معه جولة أفق تناولت الأوضاع الراهنة والتطورات الأخيرة. ولم يدل البطريرك الراعي لدى مغادرته قصر بعبدا بأي تصريح. وأكدت مصادر بعبدا أن «زيارة الراعي الى السعودية قائمة، وأنه سيعمل على لقاء الرئيس سعد الحريري للتأكد من وضعه». ولفتت المصادر الى أن «الراعي سيحمل رسائل الى السعودية، حيث سيبلغ المملكة بأن لبنان لا يحتمل حروب الآخرين على أرضه، وكذلك الصراع الإيراني السعودي»، وأضافت: «أن ما يقوم الرئيس به سيستكمله البطريرك الراعي حيثما كان». وأشارت المصادر الى أن «البطريرك الراعي طلب من المسؤولين السعوديين مقابلة الحريري اثناء زيارته المملكة وقيل له إن ذلك ممكنٌ جداً». وأعلن المستشار الإعلامي للبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي وليد غياض لوكالة «رويترز»، أن الراعي سينقل إلى المملكة رسالة مفادها أن لبنان لن يتحمل أي صراع، مضيفاً أن اجتماعاً سيعقد «من حيث المبدأ» بين الراعي والحريري.

واستقبل رئيس الجمهورية، بحضور وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، سفير فرنسا برونو فوشيه، يرافقه المستشار الاول في السفارة ارنو بيشو، وأجرى معه جولة افق تناولت الاوضاع الراهنة والتطورات الاخيرة، اضافة الى العلاقات اللبنانية – الفرنسية وسبل تطويرها.

والتقى عون في القصر الجمهوري في بعبدا الرئيس تمام سلام الذي غادر من دون الإدلاء بأي تصريح. ثم التقى وفد الهيئات الاقتصادية برئاسة الوزير السابق عدنان القصار، كما التقى وفداً من نقباء المهن الحرة ووفداً من الاتحاد العمالي العام برئاسة بشارة الأسمر.

وأطلع عون الوفود على صورة الاتصالات ولقاءات التشاور التي يُجريها لمعالجة مسألة إعلان الرئيس الحريري استقالة الحكومة من خارج لبنان والظروف التي رافقت ولا تزال هذا الإعلان.

وشدد خلال لقاءاته على الاهتمام بالمحافظة على الوحدة الوطنية، لافتاً إلى أن «الإجراءات التي اتخذت للمحافظة على الاستقرار الأمني والمالي مستمرة وقد حققت أهدافها».

ونوّه بتجاوب القيادات اللبنانية على اختلاف انتماءاتها مع دعواته للتهدئة وتعزيز الوحدة الوطنية، لافتاً الى «ضرورة التنبه للشائعات التي تروج من حين الى آخر بهدف الاساءة الى الاستقرار».

وأكد أنه لا يزال عند الموقف الذي أعلنه منذ السبت الماضي، لجهة ضرورة عودة الرئيس الحريري الى لبنان للبحث معه في اسباب الاستقالة والتأكد من ظروفها لاتخاذ الموقف المناسب منها. وسجل عون ارتياحه الى «المواقف الدولية التي صدرت عن دول شقيقة وصديقة، وأكدت التضامن مع لبنان وجددت التزامها الدعم الذي تقدمه له على مختلف المستويات». ودعا الى عدم القلق «لأن الاوضاع الاقتصادية والمالية والامنية ممسوكة، والمطلوب المزيد من التضامن وتوحيد الصف لتجاوز الظرف الراهن لما فيه خير لبنان واللبنانيين».

وأكدت وفود الهيئات الاقتصادية ونقباء المهن الحرة والاتحاد العمالي العام من جهتها، ثقتها بالمعالجة التي يقوم بها رئيس الجمهورية للخروج من الأزمة الراهنة، واضعة إمكاناتها بتصرفه ومنوّهة «بمواقف الرئيس عون الوطنية واجتماعات التشاور التي عقدها لمشاركة الجميع في مقاربة هذه الظروف».

وأكد الأسمر في بيان وزّعه الاتحاد العمالي «أولوية الاستقرار الأمني والمالي والنقدي وعدم الانجرار إلى أي موقف يعكر العلاقات الإيجابية السائدة على مختلف المستويات».

وشدّد على «مسؤولية وسائل الإعلام والبرامج الحوارية في تنفيس الاحتقان وإيجاد مناخات للحوار بين اللبنانيين بعيداً عن التشنج والتفرقة».

وأشار باسم الاتحاد إلى أن «الوضع الذي يقوده فخامة الرئيس وأركان الدولة يحتاج إلى دعم ومساندة من جميع اللبنانيين والحفاظ على الهدوء الكامل في هذه المرحلة المصيرية من تاريخ لبنان لما في ذلك من انعكاسات إيجابية على مجمل الوضع الاقتصادي والأمني، بما يجنب البلاد بعض مناخات الاستغلال التي قد تنشأ من أي تحركات غير منسقة أو فردية».

وناشد رئيس الجمهورية في اتصال هاتفي أجراه مع رئيس المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع عبد الهادي محفوظ، «المؤسسات الإعلامية كافة، التحسس بدقة المرحلة ومقتضياتها الوطنية». ودعا «إلى تجنب التشويش والتشكيك والتحريض، وإلى التحلي بروح المسؤولية الإنسانية والأخلاقية، خصوصاً على مواقع التواصل الاجتماعي، لأن الأزمة الحالية هي أبعد من أن تكون استبدال حكومة بحكومة، ولأن الضمانة الفعلية هي في الوحدة الوطنية وفي إعلام بناء يوحِّد اللبنانيين تحت سقف الحقيقة ويجعلهم على المصلحة الوطنية العليا». وثمن المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع من جانبه موقف فخامة رئيس الجمهورية هذا، ويأمل من الإعلام عموماً تهدئة الأمور واستبعاد أي سياسات تحريضية أيا كانت».

والتقى الرئيس عون وفداً من قيادة حركة المقاومة الاسلامية «حماس» برئاسة رئيس مكتب العلاقات العربية الاسلامية في المكتب السياسي عزت الرشق موفداً من رئيس المكتب السياسي في الحركة الرئيس اسماعيل هنية. وضم الوفد، جمال عيسى، اسامة حمدان، علي بركة وجهاد طه. وقد نقل الرشق للرئيس عون «تحيات الرئيس هنية»، وأطلعه على «آخر التطورات المرتبطة بالمصالحة الفلسطينية التي انهت الانقسام الذي كان حاصلاً بين الاطراف الفلسطينيين». واكد «حرص الحركة على امن لبنان واستقراره». وحمل الرئيس عون تحياته الى الرئيس هنية، مؤكداً ان «القضية الفلسطينية تبقى في اولى اهتماماته».

واستقبل الرئيس عون وفداً من قيادة الجيش، ضم، رئيس جهاز المراسم العميد الركن رفعت رمضان، رئيس فرع العلاقات العامة في مديرية المخابرات العميد الركن فاتك السعدي ورئيس فرع العلاقات العامة في الغرفة العسكرية العقيد الركن ايلي مزهر، الذين سلموه دعوة لترؤس العرض العسكري الذي تقيمه قيادة الجيش بمناسبة الذكرى الـ 74 للاستقلال.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى