مواقف مشيدة بالوحدة الوطنيّة ورفض الإهانة السعوديّة للبنان
تواصلت أمس المواقف الشاجبة لإهانة السعوديّة لبنان وإجبار رئيس الحكومة سعد الحريري على الاستقالة مطالباً بعودته فوراً إلى لبنان، ومشيدةً بالوحدة الوطنية في مواجهة العدوان السعودي.
وفي السيّاق، أكّد رئيس تيّار «المردة» النائب سليمان فرنجية، في تعليق على مواقع التواصل الاجتماعي، أنّ «كرامة وطننا من كرامة رؤسائنا، فلنبدِّ مصلحة الوطن على حساب الحاقدين. مع عودة رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري»، مشدّداً على «أنّنا لا نريد العودة إلى الماضي، فالماضي سيّئ للجميع، ولكن في الماضي والحاضر والمستقبل لن نتغيّر».
بدوره، غرّد رئيس «الحزب الديمقراطي اللبناني» وزير المهجّرين طلال أرسلان عبر حسابه على «تويتر»، قائلاً: «كلّ ما يُطرح حول بدائل عن الرئيس سعد الحريري مرفوض جملة وتفصيلاً، وهذا تعدٍّ على القيادات اللبنانية وعلى مؤسّساتنا الدستورية».
وطالب «بعودة رئيس الحكومة اللبنانية إلى لبنان فوراً»، مؤكّداً أنّ «غيابه يشكّل مسّاً بكرامتنا الوطنيّة».
كما غرّد رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط عبر «تويتر»، فقال: «بعد أسبوع من إقامة جبريّة كانت أو طوعيّة، آن الأوان لعودة الشيخ سعد والاتفاق معه على استكمال مسيرة البناء والاستقرار. وبالمناسبة، لا بديل عنه».
وفي تغريدة ثانية قال جنبلاط: «كم يشعر لبنان واللبنانيون بالوحدة واليتم في هذا الوقت، كون المملكة السعودية غاضبة عليهم وعلى ابنها وابن لبنان البار سعد رفيق الحريري ».
من جهةٍ أخرى، قال جنبلاط، في حديث إلى وكالة «رويترز»: المحزن حقاً أن تعامل السعودية لبنان بهذا النحو بعدما كنّا أصدقاء لعقود».
بدوره، اعتبر الوزير السابق خليل الهراوي في بيان أمس، أنّ «لا مصلحة للبنان على الإطلاق إلّا بإكمال مسيرة التسوية السياسيّة التي أُنجزت منذ سنة، والتي أنتجت بعد فراغ دام سنتين، رئيساً للجمهورية ورئيس حكومة وقانون انتخاب، وهو ما ساهم في انتظام الحياة السياسية واستنهاض مؤسّسات الدولة».
وأوضح «أنّ إكمال تنفيذ التسوية لا يمكن أن يتحقّق إلّا مع المسؤولين عنها، وتحديداً الرئيس عون والرئيس الحريري، الذي لا بدّ من عودته إلى لبنان للمضيّ بعمل السلطة التنفيذية، وخصوصاً للتحضير للانتخابات النيابيّة التي أصبح أكثر من الواجب أجراؤها».
وختم: «إنْ كان من محاسبة على أداء القوى السياسية فلنترك للشعب المحاسبة، وما يقرّره الناخب هو ملكه، وما على السلطات إلّا احترام إرادته خارج أيّ إملاءات خارجية تُفرض على لبنان من هنا أو هناك».
واعتبر النائب السابق إميل لحود، في بيان، أنّه «بعد أن تبيّن بأنّ رئيس الحكومة محتجز في السعودية، فإنّ واجبنا الوطني يحتّم علينا، على الرغم من الاختلاف السياسي والاستراتيجي العميق مع سعد الحريري، أن نرفض رفضاً قاطعاً هذه الإهانة السعوديّة التي تتعدّى شخص الحريري وما ومن يمثّل، إلى كلّ لبناني سواء ناصره أو اختلف معه».
ورأى أنّ «سلوك السعودية يعيدنا إلى عهد السلاطين العثمانيين، فاحتجاز المسؤول الثالث في الدولة اللبنانية هو بمثابة إعلان حرب على لبنان، حكومة وشعباً، وقد سبقته ورافقته مواقف تحريضيّة وتهديدية هدفها تضييق الخناق على لبنان سياسياً واقتصادياً، وكأنّ ما عجزت عنه «إسرائيل» عسكرياً تريد السعودية تنفيذه بأساليب أخرى، وهما باتا في مرتبة متقدّمة من التنسيق».
وقال: «نحن ننتمي إلى فريقٍ لا يفرِّط بأسراه، والرئيس الحريري في موقع الأسير اليوم، وهو أُرغم على الاستقالة وممنوع من الحركة إلّا بناءً على أوامر سعودية، وفِي ذلك إساءة لكرامة اللبنانيين من قِبل دولة تشجّع على الإرهاب وتتآمر على دولة عربيّة أخرى، وهي فشلت في ذلك كلّه وستفشل اليوم أيضاً، لأنّ كرامة اللبنانيين أكبر من أن تُحتجز في فندق «الريتز». أخبروا ثامر السبهان بذلك».
من جانبها، أكّدت الأحزاب والقوى الوطنيّة والإسلامية في عكار، في بيان بعد اجتماع طارئ في دارة رئيس التجمّع الشعبي العكّاري النائب السابق وجيه البعريني في وادي الريحان، تناول الاستقالة المفاجئة للرئيس الحريري، أنّ «ما يحصل من صراعات داخل أجنحة العائلة الحاكمة في السعودية، وما تمخّض عنها من اعتقالات وتوقيفات ومصادرات وتدابير مالية وأمنيّة وغيرها، هو شأن داخلي سعودي لا نسمح لأنفسنا بالتدخّل فيه. لكن الذي لا يسعنا تقبّله وتحمّله، هو أن يستدعى رئيس حكومة لبنان ويُملى عليه نصّ استقالته من رئاسة الحكومة اللبنانيّة، وإجباره على تلاوتها من السعودية بالذات، وحصراً على قناة «العربية». فإنّنا نعتبره تدخّلاً فاضحاً وصارخاً ويشكّل استباحة لكرامة لبنان واللبنانيّين، كما أنّه يعتبر سابقة خطيرة في التعامل بين الدول، سواء كان ذلك في الشكل أو في المضمون».
واستنكر اللقاء بشدّة «هذا التصرّف المشين والمهين في حق لبنان واللبنانيين بكلّ اتّجاهاتهم ومكوّناتهم، فالرئيس سعد الحريري هو رئيس للحكومة اللبنانيّة، ورئيس أكبر كتلة نيابيّة في البرلمان اللبناني».
وتوجّه المجتمعون بالتحية والتقدير «لمن عمل على استيعاب الصدمة واحتواء تداعياتها، وتحويلها إلى صدمة وإرباك لمن يعملوا على فرط التسوية السياسية وإسقاط الحكومة اللبنانية وإذكاء الصراع الداخلي الأهلي، وفي مقدّمهم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، الذي استوعب بخطابه الهادئ والرصين والمطمئن، والتمسّك بحكومة الوحدة الوطنية ورئيسها، وإلى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي احتوى تداعياتها بوضع المسألة بين أيدي كافّة مكوّنات الشعب اللبناني، ما شكّل سدّاً منيعاً أمام أيّ اختراق أيّاً كان نوعه».
ونوّه اللقاء «بموقف مُفتي الجمهورية ودار الفتوى البنّاء والحاضن والدّاعم للوحدة الوطنية اللبنانيّة».
كما تمنّى اللقاء على البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي، العمل على التنسيق والتعاون مع مطلب رئيس البلاد لتحصين الموقف السياسي الوطني اللبناني الواحد.
ورأى العلّامة الشيخ عفيف النابلسي، أنّ «بلدنا يمرّ بأزمة دقيقة بفعل عدوان سعودي «إسرائيلي» جديد، يريد أن يدفع بشعبنا إلى الفتنة والتقاتل».
أضاف: «إنّ السعودية بتجرّئها وتجاسرها على سيادة لبنان وتعريض أمنه واستقراره للحظر، إنّما تلعب بالنار وتعرّض صورتها للعار وتدفع اللبنانيين إلى الغضب والسخط على سياساتها الرعناء. إنّ مسؤوليتنا في لبنان أن نقف خلف رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون وكلّ القادة الوطنيين لمواجهة التحدّيات القادمة بتضامن وطني ووحدة واسعة، رافضين سياسة التخويف والترهيب السعودية بكلّ انتباه وإباء».
وأدان الشيخ صهيب حبلي الانتهاك السعودي السافر للسيادة الوطنية اللبنانيّة، ودعا إلى إعلان موقف لبناني جامع يتمّ خلاله الدعوة إلى إطلاق سراح الرئيس الحريري وتأمين عودته إلى لبنان مع كامل أفراد أسرته».
ونوّه رئيس حزب الوفاق الوطني بلال تقيّ الدين «بحكمة تعاطي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مع أزمة استقالة الحكومة والتريّث في عدم قبول استقالته، وهذا التعاطي يحافظ على الوحدة الوطنية وعلى الاستقرار الداخلي».
وفي تصريح له، اعتبر تقيّ الدين أنّ «هذه المرحلة الدقيقة تتطلّب التروّي والتضامن والوحدة بين كلّ الطوائف اللبنانية لمواجهة المخاطر وكيفيّة مواجهتها كدولة.