رئيس الجمهورية للقائم بالأعمال السعودي: طريقة استقالة الحريري غير مقبولة ونطالب بعودته

أنهى رئيس الجمهورية ميشال عون المشاورات الدبلوماسية والسياسية التي أجراها في قصر بعبدا على مدى 5 أيام على أن ينصرف اليوم لتقييم كل الاتصالات التي أجراها هذا الأسبوع كما سيتابع الاتصالات مع المعنيين.

وأعرب الرئيس عون عن قلقه لما يتردّد عن الظروف التي تحيط بوضع رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، بعد إعلانه استقالة حكومته السبت الماضي من خارج لبنان، مطالباً بضرورة جلاء هذه الظروف، ومذكراً بالاتفاقات الدولية التي ترعى العلاقات مع الدول والحصانات التي توفّرها لأركانها.

موقف الرئيس عون جاء خلال استقباله في قصر بعبدا، بحضور وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، سفراء دول مجموعة الدعم من أجل لبنان في مجلس الأمن، وهم: الروسي الكسندر زاسيبكين، الصيني وانغ كاجيان، الفرنسي برونو فوشيه، البريطاني هوغو شورتر، الولايات المتحدة الأميركية اليزابيث ريتشارد، المانيا مارتن هوث والإيطالي ماسيمو ماروتي، نائب ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة فيليب لازاريني، سفيرة الاتحاد الأوروبي كريستينا لاسن وممثل جامعة الدول العربية عبد الرحمن الصلح.

ووزّع مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية المعلومات الرسمية عن اللقاء، فأشار إلى أن رئيس الجمهورية عرض على السفراء أعضاء مجموعة الدعم من أجل لبنان في مجلس الأمن، موقف لبنان من التطورات الأخيرة بعد إعلان الرئيس الحريري استقالة الحكومة من الخارج، والملابسات التي رافقت هذا الإعلان، ومنها ظروف بقاء الحريري خارج لبنان. وأعاد التأكيد أن بتّ هذه الاستقالة ينتظر عودة الحريري والتأكّد من حقيقة الأسباب التي دفعته إلى إعلانها.

عبّر الرئيس عون عن قلقه لما يتردّد عن الظروف التي تحيط بوضع الرئيس الحريري وضرورة جلائها، مذكراً أعضاء المجموعة بالاتفاقات الدولية التي ترعى العلاقات مع الدول والحصانات التي توفّرها لأركانها. وطمأن السفراء إلى وعي القيادات اللبنانية وتضامنها في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ لبنان وحرصها على تعزيز الوحدة الوطنية، وقد ساعد ذلك في المحافظة على الاستقرار الأمني والمالي في البلاد.

وتحدّث لازاريني منوّهاً باسم الدول الأعضاء في المجموعة بالجهود التي بذلها رئيس الجمهورية لضبط الأوضاع التي نشأت بعد إعلان الحريري استقالته، مؤكداً تأييد الدول الأعضاء لموقف الرئيس عون من كل جوانبه. وشدّد على أن المجموعة الدولية تدعم سيادة لبنان واستقلاله وأهمية الوحدة الوطنية فيه.

ثم تحدّث السفراء أعضاء المجموعة فرداً فرداً فأكدوا لرئيس الجمهورية التزام بلدانهم بالموقف الموحّد للمجموعة، منوّهين بطريقة معالجة الرئيس عون للأزمة وموقفه منها، كما جدّدوا تأييدهم للبنان ودعمهم له واستعداد بلدانهم للمساعدة في إيجاد الحلول المناسبة للأزمة الراهنة».

ووزّعت مجموعة الدعم الدولية من جهّتها، بياناً أعلنت خلاله أن أعضاءها التقوا رئيس الجمهورية وأن البحث تناول «الوضع في لبنان بعد الإعلان عن طلب استقالة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري».

أضاف البيان «عبر أعضاء مجموعة الدعم الدولية عن قلقهم المستمر حول الوضع والغموض السائد في لبنان. وناشدوا إبقاء لبنان محمياً من التوترات في المنطقة. وشدّدوا على أهمية استعادة التوازن الحيوي لمؤسسات الدولة اللبنانية الذي هو ضروري لاستقرار لبنان. وفي إشارة إلى الإنجازات السياسية الإيجابية خلال العام الماضي، حثّ أعضاء المجموعة كافة الأطراف على مواصلة العمل من أجل مصالح لبنان الوطنية.

وأشاد أعضاء مجموعة الدعم الدولية بقيادة الرئيس عون في الدعوة إلى الهدوء والوحدة. ورحّبوا بالخطوات المتخذة لاحتواء الأزمة السياسية ولحماية وحدة البلد واستقراره وسيادته وسلامة أراضيه. وفي هذا الإطار، رحّب أعضاء مجموعة الدعم الدولية بدعوة رئيس الجمهورية إلى عودة الرئيس الحريري إلى لبنان.

وتضامناً مع لبنان، أعاد أعضاء المجموعة تأكيد التزامهم بدعم لبنان وقيادته وشعبه خلال هذه الفترة الصعبة.

كذلك أطلع الرئيس عون القائم بأعمال السفارة البابوية في لبنان المونسينيور ايفان سانتوس على موقف لبنان من التطوّرات المرتبطة بظروف إعلان الحريري عن استقالته من الخارج، وطلب منه إبلاغ المسؤولين في الكرسي الرسولي الموقف اللبناني.

بعد ذلك أجرى رئيس الجمهورية سلسلة لقاءات مع سفراء الدول العربية المعتمَدين في لبنان، بحضور الوزير باسيل، وأبلغهم خلالها الموقف من التطورات التي استجدت بعد اعلان الرئيس الحريري استقالته. وفي هذا الإطار استقبل القائم بأعمال السفارة السعودية في بيروت وليد البخاري وأبلغه أنه من غير المقبول الطريقة التي حصلت فيها استقالة الحريري. وطالب بعودة رئيس مجلس الوزراء إلى لبنان.

وعُلم أن السفارة السعوديّة لدى لبنان ممثلة بالبخاري عرضت على رئيس الجمهورية توجّه وزير الخارجيّة جبران باسيل للقاء الرئيس سعد الحريري، إلا أن مصادر قصر بعبدا لم تعلّق حتى الآن على العرض السعودي حول إيفاد وزير الخارجية الى الرياض للقاء الرئيس الحريري.

ثم التقى الرئيس عون تباعاً سفراء: الإمارات العربية المتحدة حمد عبد الله الشامسي، مصر نزيه علي النجاري، الأردن نبيل المصاروة، قطر علي بن حمد المري وسورية علي عبد الكريم علي، الذين أكّدوا وقوفهم الى جانب استقرار لبنان وسيادته والحفاظ على أمنه، ودعمهم ما يقوم به الرئيس عون في مواجهة هذه الأزمة التي يمر بها لبنان.

واستكمل رئيس الجمهورية بعد الظهر لقاءاته الدبلوماسية فالتقى كلاً من سفراء: العراق علي العامري، سلطنة عمان بدر بن محمد بن بدر المنذر، فلسطين أشرف دبور، الجزائر أحمد بوزيان، والمغرب أحمد أكرين وتونس كريم بودالي، اليمن عبد الله عبد الكريم الدعيس، والسودان علي صادق علي.

وأبدى السفراء «حرص بلادهم على الاستقرار والأمن في لبنان»، وأبدوا تقديرهم «للجهود التي يبذلها رئيس الجمهورية من أجل الخروج من الأزمة السياسية، التي يشهدها البلد حالياً».

واستقبل عون السفيرة اللبنانية في جمهورية الصين الشعبية ميليا جبور عشية مغادرتها لتسلّم مهامها في العاصمة بكين وزوّدها بتوجيهاته، متمنياً لها التوفيق في مسؤولياتها الجديدة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى