بري من جنيف: لتضافر الجهود في مواجهة الارهاب حين تدخل الحرب من النافذة يخرج الإنماء من الباب
أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري «أن الدعم الدولي للبنان لا يكفي لمساعدته في قضية النازحين السوريين، كذلك بالسماح للشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة، إضافة الى مشكلة لبنان النابعة من عدم استكمال اسرائيل تنفيذ قرار مجلس الأمن 1701 وبقية القرارات الدولية، واستمرار الخروقات الاسرائيلية لأجوائه ومياهه الاقليمية وأراضيه». قائلاً: «عندما تدخل الحرب من الباب تهرب الاستثمارات من الشباك، وحيث الارهاب لا تنمية».
ودعا بري في كلمة ألقاها في المنتدى العالمي للاستثمار 2014، في مقر الامم المتحدة في جنيف، إلى تعزيز الجهود الدولية: أولاً- في إطار مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان في الأمم المتحدة، وفي إطار هذا المنتدى العالمي للاستثمار.
ثانياً- دعم لبنان لمواجهة تصاعد الإرهاب.
ثالثاً- تعزيز موقع لبنان كمركز للسلام وحوار الحضارات، وكمركز مستقبلي لسوق عربية ومتوسطية مشتركة.
رابعاً- دعم جهود دول المنطقة لمواجهة الإرهاب التكفيري ومحاولة تهجير فئات من السكان، وبالتالي تقسيم المقسّم في المنطقة، في سورية والعراق.
وأكد بري أهمية منتدى الاستثمار العالمي في تضييق الهوة الكبيرة القائمة في البنية الاقتصادية الدولية، مشيراً إلى «أن هذا الأمر مهم جداً للبنان الذي يرحب بإطار عمل هذا المنتدى في سياسة الاستثمار للتنمية المستدامة على رغم الوضع السياسي والامني، فعام 2013 جذب لبنان نحو مليارين و800 مليون دولار اميركي». ولفت إلى «نشوء مشكلات جديدة لم تكن متوقعة، في طليعتها ما يشهده الشرق الاوسط من أحداث تعكس نفسها في الطليعة على لبنان، ومنها أزمة مليون ونصف مليون نازح سوري ونحو 100 ألف نازح فلسطيني من مخيمات سورية زادوا في نسبة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان لتبلغ نصف مليون. إن عدد هؤلاء النازحين بلغ واحداً على اثنين من السكان، وهم يرتبون أعباء جديدة في مجالات السكان والماء والكهرباء والبيئة». وأضاف: «هناك مليار و200 مليون لا يزالون محرومين في العالم من الكهرباء، و870 مليوناً يعانون سوء التغذية، و780 مليوناً لا يحصلون على مياه الشرب المأمونة، وملياران و500 مليون محرومون خدمات الصرف الصحي. فلماذا لا يكون هناك قانون بيئي موحد في كل العالم وفي كل الاوطان، وملزم في الوقت نفسه؟ لماذا لا يستحدث قانون سيادي في كل دولة لأجل التنمية المستدامة وبدعم من الدول الغنية حيث تدعو الحاجة»؟
وقد تصدّر بري المشاركين في قمة القيادات العالمية للاستثمار التي عقدت أمس في اطار أعمال المنتدى العالمي للاستثمار الذي تنظمه الامم المتحدة، بالتعاون مع الاتحاد البرلماني الدولي، في مقرها في جنيف بين 13 و16 تشرين الاول الحالي. وكان بري المتحدث العربي الوحيد وأول المتكلمين من بين القادة والشخصيات، وهم رئيسة مجلس النواب الاسترالي برونوين بيشوب، ورئيس مجلس النواب النيوزيلندي دافيد كارتر، وكبير العاملين في مجال الاستثمار الدولي رونالد كوهن. كذلك شارك في القمة كبار الخبراء في الاقتصاد والاستثمار من اليابان والصين والولايات المتحدة وسويسرا، وممثل الشباب في الامم المتحدة أحمد الهنداوي. واستهلّ القمة الأمين العام لمؤتمر الامم المتحدة للتجارة والتنمية موخيسا كيتويي بكلمة تحدث فيها عن توفير مناخات الاستثمار في الدول النامية وخلق جيل جديد للمستثمرين.
وفي ختام أعمال القمة، أبدى كل من القادة والخبراء ملاحظة ختامية، فقال بري: إن الصناعة الوطنية لا يمكن أن تستمر أو تستثمر إذا لم يكن هناك جو سلام دائم». وفي ملاحظتها، نوّهت رئيسة مجلس النواب الاسترالي بما قاله الرئيس بري: «حين تدخل الحرب من النافذة يخرج الإنماء من الباب».