استقبال حاشد ليوسف الأول في صور وبرّي يكرِّمه
مصطفى الحمود
أَوْلَمَ رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي ممثّلاً بعقيلته رندا عاصي برّي، على شرف بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للملكيين الكاثوليك البطريرك يوسف الأول عبسي ، في استراحة صور السياحيّة، في حضور ممثّل رئيس الجمهورية الوزير ميشال فرعون، ممثّل البطريرك الماروني بشارة الراعي المطران شكرالله نبيل الحاج، ممثّل شيخ العقل للطائفة الدرزيّة الشيخ غالب سليقة، الوزير محمد فنيش ونوّاب، مُفتي صور ومنطقتها الشيخ مدرار الحبّال، مُفتي صور وجبل عامل الشيخ حسن عبدالله، المطران ميخائيل أبرص وشخصيّات سياسيّة وروحيّة وعسكرية.
وألقى أبرص كلمة، رحّب فيها «بزيارة البطريرك لمدينة صور العطشى لملاقاته بما يمتلئ من قيم سامية وغنيّة بالمحبة». وقال: «صاحب الغبطة، الخدمة والشهادة والشراكة، هذه الثلاثية المتماسكة المتلازمة التي اخترتموها نهج حياة ورسالة، فاخترتم الخدمة مكان السيادة، والشهادة للسيد المسيح بالأعمال الصالحة بدل الجلوس على عرش الكلام، والشراكة محلّ التفرقة والتفرّد. وهنا، يسعدنا أن نبلغكم بأنّنا نعيش في مدينة صور، والبلدات والقرى التابعة لها، الشراكة بقلب واحد ونفس واحدة كأخوة، مُفتين وشيوخاً شيعة وسنّة وأساقفة وكهنة وقساوسة موارنة وأرثوذوكس وبروتستانت وكاثوليك وأهالي وأبناء وسكّان ورسميين وأحزاب وجمعيات، ويشهد على ذلك هذا الحضور الغنيّ المتنوّع».
أضاف: «هنا تتعادل وتتساوى كفّتا الميزان بين أبناء الديانتَين في مختلف المواقع، والفضل في ذلك يعود لفكر الإمام المغيّب السيد موسى الصدر، وللنهج الثابت الثاقب لدولة الرئيس الأستاذ نبيه برّي، وقوة الحكمة لدى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، والخطاب الوطني الجامع لمُفتي الجمهورية ومُفتي صور. ولا ننسى أهمية الدور الشامل الجامع لفخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وسهر القادة العسكريّين والأمنيّين».
ثمّ ألقى عبد الله كلمة، قال فيها: «الوطن يواجه اليوم تحدّيات كبرى، والملجأ الوحيد هو الوحدة الوطنيّة التي تتجلّى اليوم لتشكّل رسالة إلى العالم كلّه».
كما ألقى الحاج كلمة، نقل فيها «تحية البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، الذي يكنّ لكم يا غبطة البطريرك كلّ المحبة والتقدير».
كذلك ألقى الحبّال كلمة، نقل فيها تحية مُفتي الجمهورية للبطريرك، وقال: «في ظلّ الظروف الصعبة التي نعيشها، وأمام مخاطر الانحراف والصراع على كثير من الأمور التي لا تخدم الإنسان، نحن مدعوّون لأن نتّحد مع بعض، ونتمسّك بوحدتنا التي تعكسها هذه الزيارة وهذا المشهد الوحدويّ».
وبعد قصيدة من وحي المناسبة ألقاها الأديب والشاعر رياض حلاق، تحدّث يوسف الأول، فقال: «في لقائنا اليوم يرتسم أمام عيوننا لبنان بلد المواطنة، حيث يعمل أبناؤه كلّهم معاً بألوانهم المتنوّعة الغنيّة وفي مختلف الظروف التي يمرّون بها للدفاع عن وجوده ووحدته واستقلاله وكرامته، وللحفاظ على مؤسساته وثوابته وأعرافه، ولتعزيز رقيّه وازدهاره وسلامه متّحدين متكافلين متضامنين، وهذا الأمر ليس بالجديد الطارئ على لبنان، إنّه كذلك من آلاف السنين، وقد عبّر فخامة الرئيس ميشال عون ودولة الرئيس نبيه برّي عن هذا التضامن أجمل تعبير في الأيام هذه».
وختاماً، تسلّم البطريرك درع تقدير ووفاء من أبرص وأخرى من اتحاد بلديات صور، كما تسلّم مفتاح مدينة صور من رئيس بلديّتها.
وكان البطريرك يوسف الأول زار أمس مدينة صور، حيث أُقيم له استقبال سياسي وروحي وشعبي حاشد.