الكرملين ينتقد التفسير المزدوج لبيان «الرئيسين» بشأن سورية.. ودمشق تطالب مجلس الأمن بالتحرّك ضدّ جرائم التحالف

بعد تأكيد الرئيسَين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب على استقلال وسيادة ووحدة أراضي وعلمانيّة سورية، وتشديدهما على عدم وجود حلّ عسكريّ للأزمة السورية، وذلك في بيان مشترك صدر عن الرئيسَين على هامش قمّة آبيك في فيتنام، جاء التفسير المزدوج للبيان من قبل الولايات المتحدة الذي دفع الكرملين إلى عدم تأويل نصّ البيان.

وقال المتحدّث بِاسم ديمتري بيسكوف أمس، إنّ التفسير المزدوج للبيان، الصادر عن الرئيسَين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب بشأن سورية، «غير مناسب».

ونقلت وكالة «سبوتنيك» الروسيّة عن بيسكوف، قوله إنّ «البيان المشترك تمّ التنسيق له على مستوى الخبراء، قبل أن يضع وزيرا خارجية البلدين اللمسات الأخيرة عليه ليعتمده الرئيسان».

ووفق بيسكوف، فإنّ واشنطن حاولت تنسيق اجتماع غير رسمي بين الرئيسين، لكنّ الوقت والمكان كانا مناسبين لواشنطن فقط.

وقال المتحدّث بِاسم الكرملين، إنّه ليس «هناك حاجة للتعليق بأيّ شيء على البيان»، معتبراً أنّ أيّ تفسير مزدوج «غير ملائم».

من جهته، قال ممثّل الخارجية الأميركية سابقاً عن البيان الذي وقّعته روسيا، الولايات المتحدة والأردن، إنّه ينصّ على إزالة وجود القوات غير السوريّة، بما فيه الإيرانية وتوابعها، من جنوب غربي سورية، مؤكّداً أنّ روسيا وافقت على البحث مع السلطات السوريّة في هذه المسألة.

وأفاد متحدّث الخارجية الأميركية، أنّ الوثيقة أيضاً تنصّ على إبقاء سيطرة القوات المعارضة على مناطق في جنوب غربي سورية حتى عملية التسوية السياسية، معتبراً أنّ «الولايات المتحدة حاولت تنسيق اجتماع غير رسميّ منفصل، ولكنّ الوقت والمكان كانا مناسبان لواشنطن فقط».

على صعيدٍ آخر، دعت دمشق، أمس، مجلس الأمن الدولي إلى التحرّك الفوري لإيقاف ما سمّتها بـ»جرائم التحالف الوحشيّة» ضدّ المدنيّين السوريين.

ونقلت وكالة «سانا» السوريّة رسالة وجّهتها الخارجية إلى كلٍّ من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلسها، جاء فيها: «إنّ استمرار طيران التحالف الدولي في سعيه لعرقلة انتصارات الجيش السوري وحلفائه على تنظيم «داعش» الإرهابي، يثبت دور التحالف المشبوه وخطره على الجهود الحقيقية لمحاربة هذا التنظيم الإرهابي».

وأضافت الوزارة: «التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركيّة يواصل اعتداءاته على سيادة الجمهورية العربية السورية وسلامة أراضيها منذ بدء عملياته بتاريخ 23 أيلول 2014».

وتابعت: «التحالف أضاف مجزرة دموية جديدة إلى سجلّه الحافل بالمجازر وجرائم الحرب والجرائم ضدّ الإنسانيّة، بعد قيام طائراته الحربيّة بتاريخ 11 تشرين الثاني 2017، بالاعتداء على مواقع سكنيّة في منطقة تلّ الشاير وقرية الدعيجي في محافظة دير الزور»، لافتةً إلى أنّ «الهجوم أسفر عن مقتل أكثر من عشرة مدنيّين وجرح العشرات، ووقوع أضرار ماديّة كبيرة بممتلكات الأهالي ومنازلهم».

وأشارت الوزارة في رسالتها، إلى أنّ «التحالف لم يكتفِ بجريمته، بل إنّ طائراته تابعت مهمّتها باستهداف سيارة تقلّ مسعفين حاولوا إنقاذ مدنيّين جرحى، ما أدّى إلى تدمير السيارة ومقتل جميع من فيها».

وأكّدت الخارجية، أنّ «الحكومة السورية تدين بشدّة اعتداءات التحالف الدولي وجرائم الحرب والجرائم ضدّ الإنسانية التي يرتكبها بحقّ المدنيين السوريين»، وأنّها «تحتجّ على غضّ الكثير من الأطراف التي تدّعي الحرص على سيادة القانون وحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني عن المجازر في محافظتي الرقة ودير الزور».

وكان قد استشهد 10 مدنيّين وعدد من المسعفين، أول أمس السبت، بقصف لطائرات التحالف الدولي في منطقة تلّ الشاير بقرية الدعيجي في ريف الحسكة على الحدود السوريّة العراقيّة.

وأفاد شهود عيان، بأنّ طيران التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، قام بالاعتداء على مواقع سكنيّة في المنطقة، ما تسبّب بوقوع شهداء وأضرار ماديّة كبيرة في ممتلكات المدنيّين ومنازلهم.

وقالت مصادر محلّية، إنّ طائرات مسيّرة للتحالف، استهدفت سيارة تقلّ عدداً من المسعفين برفقة عدد من الجرحى، ما أسفر عن تدمير السيارة واستشهاد من بداخلها.

على صعيدٍ متّصل، اتّهم الوزير الأول الجزائري، أحمد أويحيى، ما سمّاهم بلداناً شقيقة بإنفاق «130 مليار دولار من أجل تدمير ليبيا واليمن وسورية».

وتساءل أويحيى، الذي يزور العديد من المدن الجزائرية في إطار حملة الانتخابات المحلّية، «كيف سيكون حال الجزائر اليوم، لو لم نتخلّص من المشاكل ولم ننجُ من كارثة الربيع العربي؟»، مضيفاً أنّ «الفضل يعود للرئيس بوتفليقة، الذي قاد الشعب الجزائري إلى المصالحة».

ميدانياً، تمكّن الجيش السوري بدعم جوّي من القضاء على العديد من مسلّحي تنظيم «داعش»، بينهم قياديّون، خلال عمليات متواصلة في ريف دير الزور.

وأفادت وكالة «سانا»، بأنّ الطيران الحربي السوري نفّذ عشرات الغارات على تجمّعات ونقاط تحصين التنظيم في الريف الغربي لمدينة البوكمال، ما أسفر عن تدمير آليّات وأسلحة وعتاد.

وأضافت الوكالة، أنّ من بَين قتلى التنظيم عدداً من قياديّيه، بينهم هاني الثلجي وأبو منذر الشيشاني وأبو محمد الصافي.

هذا، ويتابع الجيش تقدّمه داخل منطقة «حويجة قاطع» شرق مدينة دير الزور بشكلٍ حذر، بسبب استغلال التنظيم للمدنيّين كدروع بشرية.

من جهةٍ أخرى، أكّدت مصادر محلّية من الريف الشرقي لمدينة دير الزور فرار مجموعات جديدة من التنظيم من قرية الزر.

وفي السّياق الميداني، صدّت وحدات من الجيش السوري هجوماً شنّه مسلّحو تنظيم «جبهة النصرة» على نقاط عسكرية في محيط محطة محردة لتوليد الطاقة الكهربائية شمال مدينة حماة، حسبما أفادت وكالة الأنباء السورية «سانا».

وذكرت الوكالة، أنّ القوّات السورية خاضت خلال الليلة قبل الماضية «اشتباكاتٍ عنيفةً مع مجموعات إرهابيّة تابعة لتنظيم «جبهة النصرة»، شنّت هجوماً على نقاط عسكرية في محيط مدينة محردة ومحطة توليد الكهرباء بالريف الشمالي».

وأكّدت «سانا»، أنّ الاشتباكات أسفرت عن مقتل وإصابة العديد من أفراد «النصرة»، وإجبار من تبقّى منهم على الفرار تاركين أسلحتهم وعتادهم.

إلى ذلك، قالت الوكالة إنّ سلاح الجوّ السوري، شنّ سلسلة غارات في ريف حلب الجنوبي، استهدفت مواقع محصّنة للتنظيم وخطوط إمداده، موضحةً أنّ المواقع التي تمّ استهدافها كانت في قريتَي رملة ورسم الكبارة جنوب غربي بلدة خناصر بالريف الجنوبي الشرقي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى