الجيش السوري يصدّ هجوم حلب ويبدأ هجومه المضاد
بعد أيام على تفاعل التقرير الصحافي للكاتب الأميركي سيمور هيرش حول وقوف رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان وراء الهجوم الكيماوي في الغوطة الشرقية لدمشق، مشيراً إلى تلاعب واشنطن بالأدلة الكيماوية لاتهام الحكومة السورية، وكشفه وثيقة محظورة صادرة عن الاستخبارات العسكرية الأميركية تفيد بأن «جبهة النصرة» لديها خلية لإنتاج غاز السارين.
كشف موقع للمحاربين الأميركيين القدامى أن غاز السارين الذي استُخدم في هجوم الغوطة الشرقية بريف دمشق، مصدره وزارة الدفاع الأميركية «التي أنشأت وتشرف على شبكة مختبرات بداخلها أسلحة دمار شامل ذات قدرات هجومية في جورجيا». وأضاف الموقع: «إن الغاز السام تسلمته الاستخبارات التركية لاستكمال تجهيزه، ومن ثم سلم لقوى المعارضة السورية بتعاون كبير مع جهاز الاستخبارات السعودي، وبعض رجال الأعمال اللبنانيين من ذوي الصلات الوثيقة مع أجهزة الاستخبارات الأميركية والسعودية».
وقالت نشرة «فيترانز توداي» إن معلوماتها تستند إلى تحقيق أجراه فريق أميركي أخصائي بأسلحة الدمار الشامل، وجاء في أحد استنتاجاته أن «الأسلحة الكيماوية مصدرها جورجيا، وتقع بكاملها تحت سيطرة وإشراف الولايات المتحدة وبريطانيا».
وأضافت إن السيناتور الجمهوري السابق ريتشارد لوغار «قدم التسهيلات الضرورية لنقل الأسلحة من مقرها في جورجيا عبر تركيا وجهتها سورية»، وأن تلك المعلومات كانت متوافرة منذ 27 آب 2013.
واعتبرت النشرة أن فريق التحقيق استطاع «تتبّع واقتفاء أثر الأسلحة الكيماوية في جمهورية جورجيا، التي سُلمت لوحدات من القوات المسلحة التركية التي نقلتها إلى إرهابيي القاعدة العاملين في الأراضي السورية»، كما حدد الفريق «مختبر المرجع المركزي CPHRL الواقع في مستوطنة اليكسيفكا في ضواحي العاصمة تبليسي بالقرب من المطار الدولي، والذي يجري تخزين غاز الأعصاب وأسلحة كيماوية أخرى بداخله منذ عام 2004 وحتى اليوم».
يأتي ذلك في وقت أشار رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني إلى أن الأزمة السورية بدأ التحضير لها قبل 10 سنوات بالتزامن مع حرب أفغانستان والعراق.
إلى ذلك، دعت موسكو إلى وضع الحد لإمداد الإرهابيين في سورية بالسلاح، مشيرة إلى أنه من الضروري للغاية صد جميع مظاهر الإرهاب ووقف المساعدات للإرهابيين، من بينها الأسلحة.
وجاء في بيان أصدرته وزارة الخارجية الروسية أمس تعقيباً على التفجير الأخير في مدينة حمص السورية، أنه بحسب المعلومات الرسمية فإن 25 شخصاً قتلوا وأصيب 107 آخرون، بينهم نساء وأطفال، مؤكداً أن موسكو «تندد بحزم هذا العمل الإرهابي ضد المدنيين في سورية، وتأمل أن يقوم المجتمع الدولي ومجلس الأمن أيضاً بالتنديد».
وأوضح البيان أن «المدن والتجمعات السكنية في سورية تتعرض إلى إطلاق قذائف هاون من قبل المسلحين، ما أدى إلى مقتل عشرات المدنيين من سكان دمشق وريفها وحلب وحمص وأدلب… الهجمات العشوائية هذه تستهدف بشكل رئيسي تكون الأقليات». كما دان البيان مقتل الأب فرانس في حمص.
إلى ذلك، طالبت وزارة الخارجية السورية، الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بإدانة التفجيرين الإرهابيين في حمص ومحاسبة الدولة التي تدعم الإرهاب.
وأضافت أن استمرار مجلس الأمن في الصمت عن الجرائم الإرهابية في سورية وعن الدعم الذي يتلقاه مرتكبو هذه الجرائم يثير تساؤلات مشروعة حول خطورة ممارسة الازدواجية في تعاطي بعض الدول دائمة العضوية في المجلس مع ظاهرة الإرهاب وأثرها على تهديد التوافق الدولي حول مكافحة الإرهاب في العالم.
ميدانياً، صدّ الجيش السوري هجوماً واسعاً للمسلحين على القسم الغربي من مدينة حلب، انطلق من محاور بستان القصر، الليرمون والراشدين وصولاً إلى أطراف حي الزهراء ومبنى الاستخبارات الجوية، حيث تدور أشرس المعارك بين الجيش السوري والمسلحين.
وقد استطاعت وحدات الجيش احتواء الهجوم والمبادرة بهجوم مضاد على محاور الراشدين والليرمون، سيطرت من خلاله على عدد من المباني التي كان المسلحون قد احتلوها منذ بدء هجومهم، إضافة لسيطرتهم على عدد من النقاط الاستراتيجية المشرفة بالنار على أماكن انطلاق هجوم الإرهابيين، في وقت استهدف الطيران الحربي والمدفعية السورية خطوط المسلحين الخلفية في الليرمون وكفرحمرة ودمر عدد من الآليات ومنصات إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون وقتل عدد كبير من المسلحين أغلبهم من الشيشان.
وقد استهدفت وحدات الجيش أيضاً تجمّعات المسلحين في المنطقة الصناعية وحريتان ومحيط السجن المركزي ومحيط كويرس وخان طومان وحميمة والأتارب وعندان وحلب القديمة وكفر حمرا وضهرة عبد ربه والفردوس والحدادين والوضيحي ومعارة الأرتيق.
وفي ريف دمشق، تابع الجيش السوري عمليته العسكرية في المليحة والمزارع المحيطة بها، وقتل عدداً من المسلحين ودمر أنفاقاً ومنصات لإطلاق الصواريخ والهاون، في وقت استهدفت وحدات أخرى من الجيش تجمّعات للمسلحين في عين ترما ودوما وعدرا وحرستا ومزارع عالية و الصرخة وجبعدين وجوبر وداريا وسهل رنكوس ولإره وحلبون.
يأتي ذلك في وقت استهدف الإرهابيون مدينة دمشق بأكثر من ستين قذيفة هاون توزعت على مناطق جرمانا والقصاع والمزة 86 والعباسيين والدويلعة والطبالة وكشكول، أسفرت عن سقوط عدد من الشهداء والجرحى.
وفي هذا السياق، سلم أكثر من 44 مسلحاً أنفسهم وأسلحتهم للجيش في مناطق معلولا وزاكية وديرخبية والمقيلبية والطيبة، ليصل عدد المسلحين الذين سلموا أنفسهم في ريف دمشق خلال آذار ونيسان أكثر من 700 مسلح.
وفي حمص وأحياء المدينة القديمة في القنيطرة، سلم أكثر من 256 مسلحاً أنفسهم وأسلحتهم للجيش .