بوتين يحذر أوروبا من توقف إمدادات الغاز الروسي
حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين القادة الأوروبيين من المخاطر التي تهدد إمدادات الغاز الروسي، بسبب الأزمة الأوكرانية، بحسب ما أعلن المتحدث باسم الكرملين دميتري بسكوف أمس.
ونقلت وكالة ريا نوفوستي عن بسكوف قوله إن «بوتين يعبّر عن عميق قلقه إزاء الوضع الحرج للديون الأوكرانية المتوجبة لشركة غازبروم ، وبالتالي بشأن إمدادات الغاز الروسي»، مضيفاً أن الرسالة سلمت إلى القادة الأوروبيين عبر القنوات الدبلوماسية. واقترح بوتين في رسالته «اتخاذ إجراءات عاجلة لأن الوضع لا يحتمل الانتظار».
من جانبها، أوضحت وكالة انترفاكس نقلاً عن الرئيس بوتين إن «الوضع قد تترتب عليه حقاً انعكاسات سلبية على نقل الغاز الروسي عبر أوكرانيا».
وحذر الرئيس الروسي عقب اجتماع مع حكومته أول من أمس، كييف بشأن إمدادات الغاز الروسي، حيث ترفض السلطات الأوكرانية تسديد مستحقاتها بسعر يزيد بثمانين في المئة عن السعر التفضيلي.
لكن الرئيس الروسي ترك فرصة أخيرة لحل تفاوضي قبل الانتقال إلى التسديد المسبق لشحنات الغاز، ما يعني قطع إمدادات الغاز عن أوكرانيا إذا لم تدفع المبالغ المتوجبة عليها.
يُذكر أن نصف إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا، يتمّ عبر أنابيب الغاز الأوكرانية.
من جهته، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن نشر قوات للناتو قرب الحدود الروسية سيعتبر خرقاً لالتزامات حلف شمال الأطلسي.
وفي حديث إلى وكالة «إنترفاكس» الروسية أمس، قال لافروف: «دراسة الناتو لمسألة نشر قوات ومعدات على الأراضي المتاخمة لروسيا بضغط من دول الناتو الواقعة في شرق أوروبا يُعتبر انتهاكاً لميثاقه ومبادئ معاهدة فيينا». وأشار إلى أن الكراهية لروسيا داخل الناتو تتغلب على مصالح الأمن الأورأطلسي.
وقال لافروف إن «تقويض أسس الاستقرار في أوروبا، التي وضُعت بعد زوال الاتحاد السوفياتي ومعاهدة وارسو، تلك الأسس التي ساعدتنا على التعاون بشكل فعال في أفغانستان وفي محاربة الإرهاب وتهريب المخدرات والقرصنة البحرية، الأسس التي أعطت فرصاً جيدة للعمل في عدة توجهات… تقويضها يعني فقط أنه بالنسبة للناتو كراهية الروس، المفروضة من قبل الأقلية. وأنا واثق من ذلك، أهم من تلك الحلول التي يتعلق بها أمن منطقة الأورأطلسي والعالم أجمع».
وأشار لافروف الى أن «أعضاء الناتو بتصريحاتهم ابتعدوا عن الواقع وعن المصالح الحقيقية والشرعية والعميقة لشعوب الدول التي يضمها الناتو، وهذا بالنسبة لي أمر يثير الاستغراب».
يشار إلى أن روسيا والناتو وقعتا الاتفاقية الأساسية للعلاقات بينهما عام 1997. وتنظم هذه الاتفاقية أطر العلاقات والتعاون في مجال الأمن. أما في ما يخص معاهدة فيينا التي تم التوصل إليها خلال المؤتمر العالمي لحقوق الإنسان بتاريخ 25 حزيران 1993، فقد أعلن رؤساء الدول والحكومات الأعضاء في مجلس أوروبا، فإنها تؤكد على أن نهاية تقسيم أوروبا يمنح إمكانية تاريخية لتعزيز السلام والاستقرار في القارة.
وكانت وزارة الخارجية الروسية قد حذرت في وقت سابق من أن استخدام حلف الناتو للمعايير المزدوجة في الشأن الأوكراني يشكل خطراً مباشراً على أمن المنطقة واستقرارها. واعتبرت الوزارة في بيان أصدرته أمس أن الاتهامات التي يوجهها الأمين العام للحلف أندرس فوغ راسموسن دائماً إلى روسيا تعتبر دليلاً على محاولة الناتو استغلال الأزمة في أوكرانيا من أجل «توحيد صفوف» الحلفاء أمام «خطر خارجي وهمي». وجاء في البيان أن موسكو لم تسمع من الناتو خلال الفترة الماضية أية مقترحات بنّاءة أو ما يدل على اهتمامه بتطبيع الوضع في أوكرانيا.
وأشارت الخارجية إلى أن راسموسن أدلى بتصريحات كثيرة في الآونة الأخيرة مشبعة بروح المواجهة وتعيد إلى الأذهان فترة الحرب الباردة.
على صعيد آخر عارضت واشنطن الاقتراح الروسي بدعوة ممثلين عن الأقاليم للمشاركة في الحوار لتسوية الأزمة الأوكرانية، وقالت ماغنوسون المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي لورا لوكاس إن واشنطن تعارض الاقتراح الروسي الخاص. وأوضحت المسؤولة الأميركية أن سلطات كييف هي من يجب أن يمثل أوكرانيا في المفاوضات المقبلة. وتوقع مسؤولون أوروبيون أن يعقد اللقاء الدولي الرباعي بمشاركة الولايات المتحدة وأوكرانيا والاتحاد الأوروبي وروسيا الخميس المقبل في جنيف في محاولة لإيجاد حل للأزمة الأوكرانية.
وكانت موسكو قد أصرّت على معرفة تفاصيل أكثر من جدول أعمال اللقاء المرتقب قبل أن تعلن رسمياً عن مشاركتها فيه، إلا أن الجانب الأوروبي ما زال يلزم الصمت حول تفاصيل اللقاء.
وتوقع عدد من الدبلوماسيين الأوروبيين أن تبلغ المفوضة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون وزراء خارجية دول الاتحاد بتفاصيل الخطط المتعلقة بالمفاوضات المرتقبة، خلال اللقاء المقرر في بروكسل الاثنين المقبل.
وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري قد أكد أن واشنطن «تتخذ إجراءات لاستخدام نفوذها على سلطات كييف لتشجيعها على إقامة حوار أوكراني داخلي بهدف تطبيع الأوضاع في جنوب شرقي أوكرانيا». وأفادت وزارة الخارجية الروسية في بيان أن هذا التأكيد جاء في اتصال هاتفي بين كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف أول من أمس، وهو الثاني بينهما خلال يوم واحد.