موسكو وواشنطن نحو تعاون استخباري لمواجهة «داعش»
قالت الخارجية السورية إن الحكومة التركية دأبت منذ بدء الأزمة في سورية على القيام بشكل منهجي بكل ما من شأنه ضرب الاستقرار في سورية وتهديد سيادتها ووحدة وسلامة أراضيها.
وأضافت الوزارة في بيان، «إن هذه الحكومة قامت بتوفير كل أشكال الدعم السياسي والعسكري واللوجستي للتنظيمات الإرهابية المسلحة وإيوائها وتدريبها وتمويلها وتسليحها وتسهيل مرور الإرهابيين الذين ينتمون إلى أكثر من 83 دولة إلى سورية، ما جعل من تركيا قاعدة أساسية للإرهاب الذي يضرب سورية والعراق، ويهدد باقي دول المنطقة وما المؤامرة التي تكشفت على عين العرب إلا دليل فاضح على العلاقة الوثيقة القائمة بين أنقرة وتنظيم داعش الإرهابي».
وتابعت الخارجية: «إن المحاولات التركية لإقامة منطقة عازلة على الأراضي السورية تشكل انتهاكاً سافراً لمبادئ وأهداف ميثاق الأمم المتحدة ولقواعد القانون الدولي التي توجب احترام السيادة الوطنية للدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، كما تشكل انتهاكاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بمكافحة الإرهاب وضرورة تجفيف منابعه ولاسيما القرارات 1373-2170-2178 ما يتطلب من المجتمع الدولي وبخاصة مجلس الأمن التحرك السريع لوضع حد لانتهاكات الحكومة التركية التي تشكل تهديداً للأمن والسلم الإقليمي والدولي».
وأكدت أن الشعب السوري هو صاحب الحق الحصري في تحديد خياراته ومستقبله ولن يسمح لأحد بأن يتدخل في شؤونه وهو مصمم على مواجهة المخططات التي تستهدف وحدة وسلامة سورية أرضاً وشعباً والدفاع عن سيادته وقراره الوطني المستقل.
وإذ ذكّرت إنها ترفض رفضاً قاطعاً أي تدخل عدواني لقوات أجنبية فوق أراضيها، فإنها وفي هذا السياق ستتخذ بالتشاور مع أصدقائها كل الإجراءات الضرورية لحماية سيادتها الوطنية ووحدة وسلامة أراضيها.
جاء ذلك في وقت أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أن بلاده قلقة للغاية في شأن الوضع في مدينة كوباني السورية، وفي محافظة الأنبار العراقية، حيث يواصل مسلحو «داعش» هجومهم.
وفي اجتماع مع رئيس لجنة رؤساء أركان القوات المسلحة الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي ونظرائه من دول التحالف المناهض للإرهاب، أكد أوباما أن طائرات التحالف ستواصل غاراتها ضد مواقع التنظيم في كل من محيط كوباني ومحافظة الأنبار.
واستهل أوباما اللقاء بالثناء على الوفود المشاركة «في الائتلاف بغية تقويض وتدمير «داعش»، مشدداً على أبعاد الصراع الأخرى معها لا سيما «الصراع الأيديولوجي» والذي ينبغي تعزيزه ببلورة «برامج تنمية اقتصادية وتوفير رؤيا بديلة للعناصر المنتسبة والمرشحة أيضاً».
وأشار أوباما إلى أن الحملة ضد تنظيم «داعش» ستكون طويلة الأمد وأن إحباطات قد ترافقها إلى جانب النجاحات، مؤكداً أن «محاربة المتطرفين ستتواصل حتى هزيمتهم الكاملة».
إلى ذلك، أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أنه قرر ونظيره الروسي سيرغي لافروف تكثيف تبادل المعلومات الاستخبارية بشأن تنظيم «داعش».
وقال كيري في مؤتمر صحافي عقب اجتماعه إلى نظيره الروسي في باريس: «كلانا يدرك الحاجة لتدمير وهزيمة «داعش» بشكل كليّ، وأيضاً لمواجهة الأهداف الإرهابية لهذا التنظيم، لذلك وخلال محادثاتي مع الوزير لافروف اقترحت عليه زيادة تعاوننا الاستخباري بالنسبة لـ «داعش» والعديد من القضايا المتعلقة بالإرهاب في المنطقة وتم الاتفاق على ذلك.
بدوره، قال لافروف إن باستطاعتنا التعاون بشكل أفضل في مجال واسع من القضايا، وذلك لزيادة الفاعلية في حل الكثير من المشاكل لا سيما محاربة الإرهاب والذي أصبح التهديد الأكبر للشرق الأوسط ككل ولمنطقة شمال أفريقيا». وأضاف «هناك فهم للدور الخاص الذي تلعبه روسيا والولايات المتحدة في الجهود الدولية الرامية إلى حل مشاكل كافة الشعوب والدول بلا استثناء».
من جهته، أعلن رئيس الوزراء الروسي دميتري مدفيديف أن اتخاذ قرار في شأن أي نشاط لمكافحة الإرهاب يجب أن يقوم على توافق دولي وقرارات مشتركة، مضيفاً أن روسيا تملك خبرة كبيرة في التعاون مع دول أخرى، وبينها الولايات المتحدة، في مجال مكافحة الإرهاب.
وأكد ميدفيديف أن بلاده تدرك مسؤوليتها في هذا المجال كدولة تملك قدرات معينة وكذلك تواجه خطر الإرهاب من قبل قوى ينشأ الكثير منها في الشرق الأوسط، مؤكداً أن موسكو لم تتخل أبداً عن التعاون في مكافحة الإرهاب، وأن أي تفويض لإجراء عمليات لمكافحة الإرهاب يجب أن يقوم على ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي والتوافق بين الدول.
وانتقد رئيس الوزراء الروسي الخطوات الأحادية في هذا المجال، مؤكداً أن مكافحة الإرهاب في سورية تتطلب التوصل إلى اتفاق مشترك وموافقة الحكومة الشرعية لأنها الجهة الوحيدة التي تمثل سيادة سورية، مضيفاً أن الولايات المتحدة نفسها لا تصر اليوم، على ما يبدو، على رحيل الرئيس السوري بشار الأسد وتحاول إقامة اتصالات مع القيادة السورية.
وأعلنت القيادة المركزية للجيش الأميركي أن طيران التحالف نفذ 18 ضربة على مواقع لتنظيم «داعش» قرب بلدة كوباني السورية المحاصرة يومي الثلاثاء والأربعاء، وأشارت إلى استهداف 16 موقعاً للتنظيم في محيط المدينة.