تجمّع حاشد وسط مدينة حمص في ذكرى تأسيس «القومي» والحركة التصحيحية سمعان: وجودنا معاً في هذه الساحة دليل على أنّ سورية تعافت وتجاوزت كلّ الأخطار
شهدت ساحة الشهداء وسط مدينة حمص أمس حشداً شعبياً كبيراً ضمّ مختلف الفاعليات، إحياء لمناسبة الذكرى الخامسة والثمانين لتأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي والذكرى السابعة والأربعين للحركة التصحيحية المجيدة، وتقديراً لتضحيات الشهداء في سبيل الدفاع عن الوطن ومواجهة مشاريع التفتيت والتقسيم.
شارك في الفعالية إلى جانب محافظ حمص طلال البرازي منفذ عام حمص في الحزب السوري القومي الاجتماعي نهاد سمعان وعدد من مسؤولي الحزب، وأعضاء قيادتي فرعي حمص لحزب البعث العربي الاشتراكي والجبهة الوطنية التقدّمية وقائد شرطة المحافظة وفعاليات محلية وشعبية وأهلية.
وحمل المشاركون اللافتات المعبّرة عن المناسبتين والأعلام السورية وأعلام الزوبعة وصوراً للرئيس الراحل حافظ الأسد والرئيس بشار الأسد، وألقيت قصائد شعرية وطنية وفقرات فنية قدّمها الأشبال والزهرات.
وفي كلمة له أعرب منفذ عام حمص في الحزب السوري القومي الاجتماعي عضو قيادة فرع الجبهة الوطنية التقدمية نهاد سمعان عن ثقته بأنّ سورية ستبقى موحّدة بفضل تضحيات الشهداء وصمود الشعب وحكمة القيادة.
وجاء في كلمة المنفذ العام: من هذا المنبر أقول لكم بكلّ ثقة، وأطمئنكم بأنّ سورية لن تتقسم طالما يمسك دفتها السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد.
إنّ وجودنا معاً في هذه الساحة وفي هذا اليوم المجيد الذي نحتفل فيه بذكرى مناسبتين هامّتين في تاريخ وطننا، ذكرى تأسيس حزبنا العظيم الذي جمعنا ونظم قوانا نحن السوريين القوميين الاجتماعيين، وذكرى الحركة التصحيحية المباركة التي صحّحت مسارات الفكر والنهج في الشام وفتحت آفاق العمل الوطني أمام جميع أعضاء المجتمع، ونحن منهم.
إنّ وجودنا معاً في هذه الساحة لأكبر دليل على أنّ سورية قد تعافت، وتجاوزت كلّ الأخطار، وتغلّبت على كلّ من كان يتربّص بها، وكما قال سعاده: «لو قضوا على المئات والألوف منا لما استطاعوا ان يقضوا على بقيةٍ منا تقيم الحق وتسحق الباطل».
اننا هنا اليوم في تجمعنا هذا نعبّر للعالم الذي ما زال ينظر إلينا بأعين مختلفة المشاعر والقصد، نعبّر للصديق والعدو، نعبّر عن حقيقة شعبنا السوري العظيم، نعبّر عن وحدته، عن صلابته، عن مناعته، نعبّر عن أنفسنا كشعب واحد، مزيج واحد راق عريق، أرقى وأعرق من أيّ عنصر أو عرق رفده على مدى الدهور والأزمان.
إننا لسنا سومريين أو أشوريين أو كلدان أو آراميين أو كنعانيين أو فينيقيين أو يونان، أننا لسنا رومان أو بيزنطيين أو سريان أو عرب أو أروام أو تركمان أو كرد أو داغستان، إننا كلّ هؤلاء مجتمعين في مزيج واحد غير قابل للفصل، نحيا في وعاء دافئ واحد اسمه سورية حياة واحدة، ونتنفّس هواء واحد، وتبللنا وأرضنا أمطار واحدة تهطل علينا من سماء واحدة، إننا لسنا مجموعة شعوب تستضيفهم ربوع سورية المقدسة، اننا مزيج عريق ليس له وطن آخر غير أرضنا المقدّسة هذه التي سمّيت باسمنا وسمّونا باسمها.
أضاف: يكفينا ان نكون سوريين، وفي سوريتنا فقط تتجلى كلّ معاني العراقة والرقي والسموّ، فلو كانت هناك أصالة في هذا العالم فإننا نحن السوريين من نشكل المعنى والمضمون الحيّ لهذه الكلمة، لأننا قدّمنا للبشرية ما هو أهمّ بكثير من القبور الهرمية والبارود والقنابل الذرية، لقد قدّمنا للعالم الحرف الأول والنوطة الأولى والتوحيد والتثنية وحتى الشرك، وإننا نحن من سمّى أوروبا باسمها، ونحن من أدار أول دولاب، ونحن من جعلنا السنة اثني عشر شهراً والأسبوع سبعة أيام، وهنا زرعت أول حبة قمح وعصرت أول حبة زيتون، وهنا كان أوّل كلّ شيء.
نعم لقد سالت على ترابنا دماء كثيرة، لكن لا تظنّوا انّ حربات الأمم قد أتت عفواً بل كانت نتيجة حروب سفكت فيها دماء كثيرة، فضريبة السيادة والاستقلال كبيرة ومؤلمة، وعلى قدر التضحيات والآلام يكون الانتصار كبيراً، وإني على يقين كما وعدنا سعاده بأننا بعد هذه التضحيات لملاقون أعظم انتصار لأعظم صبر في التاريخ.
وستجري الرياح حتماً كما ترغب سفينتنا لأننا نحن الشراع ونحن الريح والقدر. ولتحيَ سوريا وليحيَ سعاده.
وألقى أمين فرع حمص لحزب البعث العربي الاشتراكي مصلح الصالح كلمة أكد فيها انّ هذا التجمع الوطني هو رسالة بأننا ماضون نحو تحقيق النصر الأكيد خلف القيادة الحكيمة للرئيس الأسد، وكلنا ثقة بأنّ سورية لن تغلب وستبنى بسواعد أبنائها الشرفاء، مستعرضاً إنجازات التصحيح المبارك في كلّ المجالات.
وأشار رئيس مكتب الشباب والرياضة بفرع حمص لحزب البعث ورئيس فرع شبيبة الثورة بحمص شحادة مطر إلى أنّ مسيرة نهج التصحيح متواصلة من خلال التنمية الشاملة التي تشهدها سورية في كلّ المجالات وبناء الإنسان القادر على تحمّل المسؤولية.
الشاعرة والمحامية صباح عيسى أكدت أنّ الحركة التصحيحية تورق اليوم بعطاءاتها المتجدّدة مكرّسة آفاق التطوّر في سورية بمختلف المجالات ولا سيما الفكرية حيث ساهمت في نشر الثقافة عبر المكتبات والمسارح ووسائل الإعلام بأنواعه التي وضعت لبنتها الأساسية الحركة التصحيحية، إضافة إلى تنمية الموارد البشرية من خلال الاهتمام بالإنسان وتوظيف قدراته في بناء الوطن ووضع خطط التنمية والتشجيع على الاستثمار وتحديث القوانين والتشريعات وتطوير الإدارة ومحاربة الفساد وذلك بمواكبة انتصارات الجيش السوري على كلّ قوى الإرهاب والعدوان.