مواقف مندّدة ببيان الجامعة العربية وقرار العار: يتطابق مع الحملة الأميركية – الصهيونية على محور المقاومة

ندّد نوّاب وأحزاب وشخصيات سياسية لبنانية وفصائل فلسطينية ببيان الجامعة العربية الذي وصف المقاومة بالإرهاب، و«هجومها المسموم» على إيران والمقاومة في لبنان والعراق وسورية، مشيرةً إلى أنّ هذا الأمر يتطابق تماماً مع الحملة الأميركية الصهيونية بِاستهداف محور المقاومة.

وفي السِّياق، رفض النائب قاسم هاشم في حديث تصنيف حزب الله «منظمة إرهابيّة»، لأنّ «الحزب يشكّل مكوّناً أساسياً من نسيج المجتمع اللبناني، فهو يشارك في الحياة السياسية في المجلس النيابي والوزاري وله ثقل في الحضور الشعبي والسياسي».

وأوضح «أنّ من واجب جامعة الدول العربية تفهّم الخصوصية اللبنانية»، ومؤكّداً «أنّ لبنان يراعي علاقاته مع الدول العربية كافّة، ويحرص على أن تكون متينة وممتازة».

أمّا رئيس حزب «التوحيد العربي» وئام وهّاب، فقد غرّد عبر حسابه على «تويتر»، معتبراً أنّ «وصف حزب الله بالإرهابي بيان «إسرائيلي» صاغته أقلام عربية».

وأدان الأمين العام لـ»حركة النضال اللبناني العربي» فيصل الداود، في بيان، «ما صدر عن بعض وزراء الخارجية العرب بنعت حزب الله بالإرهابي، وهو توصيف أميركي – صهيوني عن حزب أطلق المقاومة ضدّ الاحتلال «الإسرائيلي»، وحرّر لبنان منه، وفق ما نصّ عليه الدستور اللبناني، ومواثيق الجامعة العربية والأمم المتحدة بحقّ الشعوب في تقرير مصيرها».

وقال: «الإرهاب متمثّل في الأنظمة العربيّة التي أقامت اتفاقات ذلّ وعار مع دولة الإرهاب «إسرائيل»، وهي التي استسلمت للعدوّ الصهيوني وبدأت التطبيع معه، ولا يحق لها أن تصف المقاومة بالإرهاب»، لافتاً إلى أنّ «حزب الله مكوّن سياسي لبناني، موجود في مجلس النوّاب والحكومة ويمثّل أكثريّة شعبيّة من خلال تحالفاته اللبنانية، بما يعطيه وزناً لبنانياً وحاضنة سياسية له يدعم خيار المقاومة».

وختم: «إنّ مؤتمر وزراء خارجية دول عربية انعقد ضدّ محور المقاومة، بعد أن صنّفت نفسها في المحور الأميركي – الصهيوني، باعتراف قادة العدو «الإسرائيلي»، حيث المطلوب رأس المقاومة في لبنان».

من جهته، اعتبر النائب السابق إميل لحّود، أنّ «الجامعة العربية باتت أشبه بجمعية دفن الموتى، وهي ما عاد يعتمد عليها إلّا لتنفيذ الأجندة الأميركية – الإسرائيلية، وما عاد ينقص إلّا أن يضاف مقعد لـ»إسرائيل» فيها، وقد باتَ بعض العرب أقرب إليها من دول عربية أخرى».

وقال في بيان: «لم تلتئم الجامعة العربية إلّا بناءً على دعوة السعودية بعد أن سقط صاروخ على أرضها، إلّا أنّ الجامعة نفسها ووزراء الخارجية العرب لم يتحرّكوا عند سقوط آلاف الصواريخ على اليمن، هذا البلد المعتدى عليه من قِبل من يظنّون أنّ امتلاك المال والنفط يعوّضهم عن فقدان أمورٍ كثيرة، العنفوان من بينها» .

أضاف: «لم تجتمع هذه الجامعة إلّا لتدين الحزب العربي الذي وقف في وجه «إسرائيل» وفي وجه الإرهاب، وساهم ويساهم في القضاء على «داعش» الإرهابي الذي يملك بعض من صاغ مقرّرات الاجتماع بصمات في صناعته».

وأشار لحود إلى أنّ «بيان الجامعة صنّف حزب الله بالإرهابي، وصنّف المقاومين في الدفاع عن بلدهم في اليمن بالإرهابيّين، وإذا كان هذا المعيار المعتمد، فإنّ الإرهاب وسام على صدرنا سنواجه فيه الخاضعين والمتآمرين والمطبّعين».

ورأى أنّ «الاهتمام بالإرهاب من قِبل وزراء الخارجية العرب كان يستوجب التوقّف عند احتجاز رئيس حكومة لبنان لأسبوعين».

وختم: «كنّا نتمنّى أن يعود سعد الحريري إلى لبنان فوراً بعد لقائه الرئيس الفرنسي، وذلك لشكر رئيس الجمهورية ومن وقف إلى جانبه، وإطلاق موقف حاسم لأنّ لبنان ليس ملكية خاصة ومصيره ليس مرتبطاً بمصير شخص، بل هو أكبر من الجميع. كان وسيبقى أكبر من الجميع».

لقاء الأحزاب

وأصدر لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية بياناً، جاء فيه: «لم نُفاجأ بقرار العار الذي صدر عن الاجتماع الطارئ لوزراء خارجية الأنظمة العربية، والذي ركّزوا فيه هجومهم المسموم على الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمقاومة في لبنان والعراق وسورية، على نحو يتطابق تماماً مع الحملة الأميركية الصهيونية بِاستهداف محور المقاومة، والتي تسعى إلى تشكيل حلف عربي لمواجهة إيران وشيطنة المقاومة ووصمها بالإرهاب بهدف حرف الصراع عن مجراه الحقيقي، بما هو صراع عربيّ إسلاميّ مع الكيان الصهيوني المحتلّ لفلسطين، والهيمنة الاستعمارية في المنطقة وقوى الإرهاب التكفيري الوهابي».

واعتبر أنّ «توقيت صدور القرار على وقع الهزائم التي مني بها الحلف الأميركي الصهيوني العربي في سورية والعراق واليمن، وفشل محاولات إثارة الفتنة في لبنان في وجه المقاومة، دفع الجامعة العربية إلى إصدار مثل هذا القرار الذي يُضاف إلى سلسلة القرارات التي تصبّ في خدمة العدو الصهيوني وعلى حساب القضية العربية المركزية قضية فلسطين».

ورأى أنّ «الجمهورية الإسلامية تدفع ثمن مواقفها الداعمة لفلسطين ومقاومتها، ولكلّ حركات المقاومة في المنطقة، كما أنّ المقاومة تتعرّض اليوم إلى هذا الكَمّ من المؤامرات والاستهداف لأنّها هزمت الجيش «الإسرائيلي» وأفشلت مشاريع الهيمنة الأميركية والصهيونية على امتداد منطقتنا وأمّتنا».

وندّد اللقاء بـ»أشدّ العبارات بما صدر عن جامعة الأنظمة العربية»، وعبّر عن «رفضه المطلق لزيارة الأمين االعام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط للبنان المنتصر على العدو الصهيوني والإرهاب التكفيري بفضل ثلاثية النصر: جيش وشعب ومقاومة»، مؤكّداً أنّ «ما عجزت عن تحقيقه القوة الصهيونية والأميركية، واحتياطها من جيوش الإرهابيّين، لن يستطيع تحقيقه قرار صهيوني أميركي صدر بلسان عربي، حاول يائساً إرباك محور المقاومة ومنعه من توظيف انتصاراته لتقوية الموقف العربي والإسلامي في مواجهة العدو الصهيوني، ودعم مقاومة الشعب العربي في فلسطين المحتلّة وتعزيزها».

تيّارات وجمعيات

وأعلنت ندوة العمل الوطني، في بيان، أنّ «اتّهام المقاومة بالإرهاب هو تجنٍّ واضح وفاضح وخضوع كامل للإرادة الأميركية الصهيونية، والشعب اللبناني لا يمكن أن ينسى أنّ هذه المقاومة طردت «جبهة النصرة» من جرود عرسال، وكانت لها مساهمة صامتة في تحرير الجيش اللبناني لجرود رأس بعلبك والقاع من «داعش»، ولا تزال تقف سدّاً منيعاً مع جيشنا البطل في وجه مطامع العدو الإسرائيلي».

وأشارت إلى أنّ «إدخال لبنان الذي حافظ على استقراره عبر التسوية السياسية القائمة حتى الآن في الصراع الدائر في المنطقة، سينقلب وبالاً على من يحاول إدخال الدولة اللبنانية في هذا الصراع».

وثمّنت الندوة «عالياً المواقف المشرفة لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وكذلك لرئيس مجلس النوّاب نبيه برّي، كما قدّرت الوعي الذي أبداه الشعب اللبناني بمختلف اطيافه وأحزابه وهيئاته التي وقفت صفّاً واحداً، مطالبة بعودة الرئيس الحريري إلى لبنان، واستنكرت التدخّل في شؤونه الداخلية». واعتبرت أنّ «عودة الرئيس الحريري إلى لبنان لن تنهي الأزمة السياسية، بل قد تكون بداية لها».

وطالبت «الصف الوطني بمختلف أحزابه وهيئاته باتّخاذ موقف واضح من الأخطار التي تحيق بلبنان، عبر مشاورات سريعة يجب أن تنتهي بعقد مؤتمر وطنيّ لاتخاذ المواقف التي تحتاجها المرحلة الحاليّة».

واعتبرت «جبهة العمل الإسلامي في لبنان»، أنّ «وحدة اللبنانيين ووعيهم وتماسكهم وتعاونهم، إضافةً إلى الثلاثيّة الماسية الدفاعية «الجيش والشعب والمقاومة»، كفيلان بتحطيم كلّ المؤامرات الداخلية والخارجية».

ووصف «مؤتمر بيروت والساحل»، في بيان، قرار جامعة الدول العربية، بـ»المشين في حقّ المقاومة اللبنانية». ورأى «أنّ هذا القرار يضرب سيادة لبنان وحقّه في مقاومة العدوان «الإسرائيلي»، ويمنح تأشيرة استمرار الاحتلال لمزارع شبعا وتلال كفرشوبا والغجر».

واستنكر أمين عام جبهة البناء اللبناني ورئيس هيئة مركز بيروت الوطن زهير الخطيب ، «القرارات المتصهينة الغافلة عن فلسطين، والمستهدفة لمقاومة لبنان ووحدة مجتمعه والصادرة عن اجتماع وزراء خارجية الجامعة العربية في اجتماعهم الأخير بدعوة وإدارة وإملاء من بعض دويلات الخليج و الجزيرة العربية»، معتبراً أنّ «الدعوة العاجلة للاجتماع هروباً خليجياً للأمام بعد هزائم أدواتها الـ»داعشية» في سورية والعراق، وفي غيرتها من انتقال الثقل السياسي بعيداً عنها، والذي كرّسه الاجتماع الإقليمي الإيراني التركي، مع روسيا في تركيا ».

ورأى الخطيب، أنّه «لو قُدّر لمشروع الفتنة الخليجية في لبنان أن يتحقّق بالإيقاع بين اللبنانيين، فإنّه سيؤدّي بلا شكّ لأكثر من مليون ضحية وخسائر تفوق المئة مليار دولار ، وبالتالي يصبح ثمن إفشال هذا الخطر لو احتاج الأمر لخسارة ثلاثمائة ألف وظيفة وتحويلات الأربعة مليار سنوياً ثمناً بخساً لضمان السيادة وحماية الأمن في لبنان».

ورأى الأمين العام لـ»الحزب الديمقراطي اللبناني» وليد بركات، في تصريح، «أنّنا ندفع ضريبة انتصارنا على المشروع الأميركي – الإسرائيلي في المنطقة، وأنّ جامعة الدول العربية تحوّلت إلى منصّة للدفاع عن «إسرائيل» وإدانة الشرفاء الذين يحملون قضايا الأمّة»، مستشهداً بـ»تعليق رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي: شكراً، وعذراً أنّنا في لبنان قاتلنا إسرائيل».

واعتبرت رئيسة الكتلة الشعبية ميريام سكاف في تصريح لها عبر مواقع «التواصل الإجتماعي»، أنّ «الجامعة العربية لم تكن في يوم من الأيام جامعة للصف العربي»، مضيفةً «تعوّدنا على مرّ التاريخ أن يتفرّقوا أكثر ممّا يتوحّدوا، وما يهمّنا اليوم هو أن نتمسّك بوحدتنا رغم كلّ التحديات».

ورأى «تيّار الفجر»، أنّ «ما حصل في جامعة الدول العربية لم يكن مستغرباً أبداً»، لافتاً إلى «انكشاف حجم التواصل والتعاون والتنسيق بين كبريات الممالك العربية والكيان الصهيوني»، وأشاد «بالموقف الرسمي اللبناني الذي أتقن التمرّد على حملات العداء للمقاومة».

من جهته، أعلن رئيس تيّار «صرخة وطن» جهاد ذبيان، «أنّنا دخلنا في مرحلة جديدة من التصعيد السعودي – الخليجي ضدّ إيران وقوى المقاومة».

وأضاف في بيان له: «سمعنا وزير خارجية السعودية يتحدّث عن صواريخ إيران وتهديداتها لدول الخليج، بينما لم يتطرّق إلى ترسانة «إسرائيل» الصاروخية وأسلحتها النوويّة». وأشار رئيس تيّار «صرخة وطن» في موقفه الأسبوعي، إلى أنّ «محور المقاومة ليس لديه الوقت ليستمع إلى بيانات الخيانة والغدر التي تصدرها السعودية ومن لفّ لفيفها، فهو يستكمل إنجازاته الميدانيّة، وهنا نتوجّه بالتهنئة إلى الجيش العربي السوري والقوى الحليفة التي نجحت بتحرير مدينة البوكمال الحدودية مع العراق»، والتي كانت تمثّل آخر معاقل تنظيم «داعش» الإرهابي في سورية».

وتابع ذبيان: «نطمئن «إسرائيل» ومعها السعودية ومن خلفهما الولايات المتحدة الأميركية، إلى أنّ ما عجزوا عن أخذه من خلال الحرب، لن يستطيعوا تحقيقه من خلال الضغوط السياسيّة، وسقف طموحهم إصدار بيان يحرّض على المقاومة والجمهورية الإسلامية في إيران، وما عدا ذلك مجرّد أوهام وسراب».

ورأى «تجمّع العلماء المسلمين» في بيان، أنّ «ما ورد في بيان الجامعة العربية حول وصف حزب الله بأنّه تنظيم إرهابي، هو تناغم واضح وتكرار سمج لكلام الصهاينة، ويعني بشكلٍ آخر إنشاء حلف موضوعي معلَن بين الكيان الصهيوني وبعض العرب، وتوفير غطاء عربي لاعتداء صهيوني على لبنان».

وأكّد أنّ «الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي داعم أساسي ودائم لحقّ العرب في استرجاع فلسطين المحتلّة إلى الأمّة، وبدعمها هذا فضحت تقصيرهم».

وأشارت «حركة الأمّة» في بيان، إلى أنّ هذه «الجامعة» كانت الغطاء لاستهداف العراق وليبيا وسورية، وهي الآن تستهدف لبنان ومقاومته التي حقّقت الانتصارات النوعيّة الكبرى على العدو «الإسرائيلي» والإرهاب التكفيري».

ودعا رئيس «لقاء الفكر العاملي» السيد علي عبد اللطيف فضل الله، إلى «صرخة عربية وإسلامية رفضاً لموجة العداء المتنامية للمقاومة ومحورها، والتي تتعامى عن جرائم العدو الصهيوني ومخطّطاته التوسّعية التي تستهدف فلسطين وسورية ولبنان والمنطقة بأسرها».

وشجب أيّ «تدخّل خارجي بشؤوننا، والتعرّض لرموزنا وكراماتنا، داعياً كلّ الحريصين في هذا البلد إلى الوقوف يداً بيد مع الشعب في وجه فتن التقسيم وإعادة الأزمات إلى مؤسسات لبنان».

فصائل فلسطينية

وأكّد ممثّل حركة «الجهاد الإسلامي» في لبنان، إحسان عطايا، أنّ «البيان الختامي لاجتماع وزراء الخارجية العرب ليس مستغرباً، خاصة في ظلّ الهرولة الخليجية والسباق نحو التطبيع مع كيان الاحتلال الصهيوني».

ورأى أنّه «لم يعدْ لدى السعودية وبعض دول الخليج أيّ حرج أو خجل، بحيث أصبح التطبيع علنياً ومن فوق الطاولة»، مُعرباً عن أسفه لعدم ذكر البيان الختامي «أيّة إدانة لجرائم وانتهاكات الكيان الصهيوني بحقّ الفلسطينين».

وأكّد أنّ لا قيمة للبيان على المستوى العملي»، لافتاً إلى أنّ «الخطورة في الظروف التي يمرّ بها العالم العربي اليوم، هي في محاولات السعودية إذكاء نيران الفتن الطائفية لتحقيق مكاسب الصهاينة والأميركيين على قاعدة «فرّق تسد» بهدف تقسيم المقسَّم».

بدورها، اعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، في بيان، «أنّ قيام الجامعة العربية بوصف حزب الله بالإرهاب بأنّه قرار عدواني على الأمّة، ويؤكّد الخضوع والانصياع للإملاءات الأميركية والصهيونية».

وأدانت الجبهة الموقف الرسمي الفلسطيني الذي وافق على الحرب السعودية على اليمن وأعلن تأييده لبيان الجامعة العربية، مؤكّدةً أنّه لا «يعبّر إطلاقاً عن مواقف شعبنا القوميّة الأصيلة»

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى