بغداد تحذّر من افتعال تفجيرات ضدّ المدنيين
حذّر رئيس وزراء العراق حيدر العبادي، ورئيس تيّار الحكمة عمار الحكيم، من التحدّيات التي يفتعلها «داعش» باستهداف المدنيّين بتفجيرات، وأكّدا على ضرورةِ الالتزامِ بمواعيد الانتخابات.
وقال مكتب الحكيم في بيان، إنّ «رئيس تيّار الحكمة عمار الحكيم بحث مع رئيس الوزراء حيدر العبادي عند استقباله له، مستجدّاتِ الأوضاع الأمنيّة والسياسية، والمواعيد الدستورية لإجراءِ الانتخابات والاستعدادات الحكومية والقوانين الواجب إقرارها لهذا الملف».
وذكر الحكيم في البيان: «أكّدنا على ضرورةِ الالتزامِ بالمواعيد، لأنَّ الانتخاباتِ عمادُ الممارسة الديمقراطية، كما تمَ التأكيدُ على أهميةِ الانتصار في الجانبِ الخدميّ ومكافحةِ الفساد حيثُ تمثلُ أهم الملفات التي تواجهُ العراقَ في المرحلةِ القادمةِ»، مشيداً بـ»الجهودِ التي بذلتها الحكومةُ والأجهزةُ الأمنيّةُ والعسكريةُ والحشدُ الشعبيّ، وكلُّ الأطراف الداعمة والتي أنهت «داعشِ» الإرهابي عسكرياً».
وأضاف الحكيم، أنّه «تمّ التشديد على ضرورةِ التنبّه للتحدّياتِ الأمنيّة التي يفتعلها «داعش» لإثباتِ وجوده من خلال استهدافِ المدنيين».
وحذّرت الولايات المتحدة الأميركيّة، الأربعاء، من بؤر إرهابية متخفّية ستستمر في محاولة زرع الرّعب في قلوب العراقيين.
وعن الأزمةِ مع إقليمِ كردستان، أكّد الحكيم «أنّنا دعونا جميعَ الأطراف إلى حوارٍ عميقٍ وجديّ وفقِ الدستور والقانون النافذ، والالتزامِ بتوجيهاتِ المرجعيّة التي دعتْ إلى الالتزامِ بالدستورِ نصّاً وروحاً».
وتشهد العلاقة بين الحكومة الاتحادية وإقليم كردستان توتّراً كبيراً، بعد إجراء الأخير استفتاء على الانفصال في الخامس والعشرين من أيلول الماضي، ما دفع حيدر العبادي إلى فرض إجراءات عدّة، بينها إيقاف الرحلات الدوليّة في مطارَي أربيل والسليمانيّة، ومطالبة الإقليم بتسليم المنافذ الحدوديّة البرّية كافّة.
ميدانياً، أعلن قائد عسكري عراقي أمس، عن انطلاق عمليات تحرير مناطق الجزيرة بين محافظات صلاح الدين ونينوى والأنبار.
وقال الفريق الركن عبد الأمير رشيد يار الله، قائد عمليات تطهير أعالي الفرات والجزيرة، في بيان، إنّ «قوّات الجيش وقوّات الحشد الشعبي شرعتا بعملية واسعة لتطهير مناطق الجزيرة الواقعة بين محافظات صلاح الدين ونينوى والأنبار، ضمن المرحلة الثانية من عمليّات تطهير الجزيرة وأعالي الفرات».
يُذكر أنّ القوات الأمنيّة والحشد الشعبي حرّرت جميع المناطق السكنيّة في محافظات الأنبار وصلاح الدين وديالى وكركوك ونينوى، والتي كانت تحت سيطرة «داعش»، ما دفع بعناصر التنظيم إلى اللجوء لمناطق الجزيرة الصحراوية في هذه المحافظات.
وتأتي عملية القوات العراقية بعد يوم من قيام طيران التحالف الدولي بقصف مواقع تنظيم «داعش» في صحراء الجزيرة.
من جهته، أعلن قائد عمليات الحشد الشعبي أبو علي البصري، انطلاق عمليات تحرير الجزيرة وصحراء صلاح الدين والأنبار والموصل.
وتمكّن الحشد من تحرير قريتَيْ الشيخان والشيخة جنوب الحضر ومنطقة المالحة بقضاء بيجي، بالإضافة إلى ثلاث قرى ومنطقتَين غرب تلول الباج جنوب غربي قضاء الحضر.
وبسط الحشد الشعبي سيطرته على قرى المالحات وبيرعزيز غرب جزيرة الصينية، بالإضافة إلى قرية مسليلية في بادية الجزيرة، كما وصلت إلى جسر «أم العكارب» وسنجار مخلف.
وتقدّمت قوّات الحشد الشعبي بمسافة 20 كلم باتجاه عمق بادية الجزيرة، حيث فجّرت أربع سيارات مفخّخة، كما استهدف سلاح الجوّ العراقي مفارز هاونات ومقارّ لتنظيم «داعش» في الجزيرة.
وبحسب إعلام الحشد الشعبي، فإنّ اللواء الثاني في الحشد، والفرقة المدرّعة التاسعة للجيش، حرّرا منطقة المالحة التابعة لقضاء بيجي غرب صلاح الدين، ضمن عمليات تحرير الجزيرة الكبرى.
وفي السياق ذاته، أكّد حاكم الزاملي رئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية العراقية، أمس، على أنّ «داعش أصبح بحكم المنتهي عسكرياً» في العراق، مشيراً إلى أنّ المرحلة المقبلة تتطلّب تفعيل الجانب الاستخباري للقضاء على الخلايا النائمة.
وقال الزاملي في بيان، إنّ «القوات المسلّحة العراقية بمختلف صنوفها وتشكيلاتها، تمكّنت من تحرير الأراضي التي سيطر عليها تنظيم «داعش» الإرهابي في عهد الحكومة السابقة».
وأوضح الزاملي، أنّ «القوات المسلّحة تمكّنت من قتل أكثر من 70 ألف مقاتل إرهابيّ عراقيّ وأجنبي، فضلاً عن اعتقال 5 آلاف بينهم قيادات «رفيعة المستوى» وأغلبهم من دول أجنبية»، مشدّداً على «أهمية تفعيل الجانب الاستخباري للقضاء على الخلايا النائمة المتخفية بين المواطنين، وطيّ صفحة تنظيم «داعش» الإرهابي في العراق إلى الأبد».
وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، قد أعلن الثلاثاء الماضي، القضاء على تنظيم «داعش» في العراق عسكرياً، مؤكّداً أنّ الحكومة العراقية «لا تسمح بتجريم» كلّ من قاتل التنظيم.