عصر الفرجة
عصر الفرجة
في عالم وسائل التواصل الاجتماعي، لفتني كيف بدأت تظهر نتائج سلوكيّاتنا بردود فعلنا تجاه بعضنا، حينما نلتقي واقعياً ونبادر إلى السلام.
فمنذ أيام اتصلت بأحد الأصدقاء من الذين أهتم بمنشوراتهم على «فايسبوك» لقلّتها، للاطمئنان عن الأحوال. فاجأني بعد السؤال عنه والاطمئنان إليه بردّه، أما هو فإنه لن يسألني عن حالي وكيف هي أحوالي على اعتبار أنه يتابع منشوراتي ومقالاتي، فأنا كما يعرفني نشيطة ومتجدّدة ومتطوّرة، وأشعّ بالحيوية وبخير ويتمنّى لي ويتوقّع لي كل مستقبل نيّر وكل كل الخير.
في الحقيقة ضحكت وتابعنا الحديث إنما استوقفتني ردّة فعله عند رد السلام وكلماته، فقلت في نفسي هذا وأنا لست مداومة على وسائل التواصل بشكلٍ عام فلست ممن يستهويه أن يطالع الآخرين على صوره ومغامراته ونشاطاته وتنقلاته والأكل الذي يتناوله ولا حتى مرضه وما يحيط من ظروف به وغيره…
ويراودني: ألهذه الدرجة أصبحنا في عصر الفرجة؟ أم أنّ مع وسائل التواصل الاجتماعي بات السلام على الواقع لا يحتاج أصلاً لكيف الحال أو لأيّ كلام؟
هل بات يستهوينا أننا متاحون للجميع وجميلٌ أن نستعرض ما لدينا؟ أم باتت وسائل التواصل تضيف إلينا أكثر مما تأخذ منّا؟ أم أياً كان فهي تدخل السعادة إلى قلوبنا، وكلّنا يستحق العيش فهو إنسان؟
ريم شيخ حمدان