قرار الجامعة العربية وضع أسسه كيسنجر عام 2011… والإرهاب انطلق من الدرعية السعودية عام 1702
اياد موصللي
مطابقة مدروسة وليست مصادفة مرسومة…
قبل اجتماع وزراء الخارجية العرب لدراسة الشكوى السعودية والخليجية ضدّ حزب الله وإيران صدر تصريح لوزير الطاقة «الإسرائيلي» قال فيه: «نعمل مع السعودية لكبح جماح إيران وعدوانيتها في المنطقة لاحظوا تحديد مكان العدوانية الإيرانية في المنطقة، وليس في فلسطين، حيث يمتدّ العدوان والاحتلال الإسرائيلي.. المنطقة أيّ أنّ «إسرائيل تعتبر المنطقة العربية امتداداً لها».
وتابع يقول: «لنا علاقات مع دول عربية معتدلة، ومنها السعودية». ما يهمّنا هنا ما صدر عن الجامعة العربية أرجو الانتباه… العربية وليس العبرية .
صدر قرار يعتبر حزب الله «جماعة إرهابية»، ما هو الإرهاب في المفهوم الأمني واللغوي ومن هم الإرهابيون؟
الإرهاب في المفهوم العلمي والدولي والقانوني هو الاستخدام المنهجي لوسيلة من وسائل الإكراه من دون أهداف وبأفعال عنف تهدف إلى خلق أجواء من الخوف ويكون موجّهاً ضدّ أتباع ديانة غير ديانة القائمين بأعمال العنف أو أتباع نهج سياسي ايديولوجي، ويستهدف بشكل متعمّد سلامة المدنيين ويقوم بأعمال غير مشروعة.
في لبنان لم نعرف ولم نسمع بالجماعة التي تحمل اسم «حزب الله» إلا بعد الاحتلال «الإسرائيلي» للبنان وظهور مجموعات لبنانية قاومت المحتلّ وشنّت عليه حروب تحرير. وأبرز هذه الجماعات: الحزب السوري القومي الاجتماعي، الحزب الشيوعي اللبناني حركة أمل وحزب الله…
هؤلاء الذين حاربوا «إسرائيل» بشدّة وعنف وقدّموا الشهداء، وعندما نتحدّث عن المقاومة في لبنان ضدّ العدو الصهيوني نتحدّث عن شعب أثبت أننا أمة أبت أن يكون قبر التاريخ مكاناً لها في الحياة، وأنّ الدماء التي تقدّمها هي ملك الأمة وقد أعيدت لها الوديعة وأعيدت الحرية إلى الوطن. وحزب الله سيف المقاومة وترسها وقدّم العديد من الشهداء في مجابهة العدوان والإرهاب، وانتصر على العدو «الإسرائيلي» عام 2000 وأجبره على الهروب من لبنان مدحوراً خائباً ذليلاً،
فوصف حزب الله بالإرهاب مرفوض وغير مطابق وغير صحيح، لا علمياً ولا وطنياً ولا إنسانياً.
أين ينطبق الوصف…؟
وإذا بحثنا عن مطابقة وصف الإرهاب في مكان آخر لوجدنا أنه يطابق كلياً الوهابية السعودية منذ نشأتها وولادتها حتى هذه الساعة، ولئلا نرتكب الهفوات والأخطاء نعود إلى ما كُتب تاريخياً من أعمال ينطبق عليها وصف الإرهاب:
أحدث هذه الصفات الإرهابية تفجير كنيسة القديسين للأقباط في مصر عام 2011 وشاع اعتقاد بتورّط وزير الداخلية آنذاك تبريراً لتمديد قانون الطوارئ إبان حكم الرئيس السابق حسني مبارك…
وفي التاريخ وصف لكثير من الأعمال الإرهابية بذرائع دينية ومنها ما يقوله المؤرّخ ابن بشر: قامت في منطقة نجد وسط شبه الجزيرة العربية أواخر القرن الثاني عشر الهجري الموافق الثامن عشر ميلادي حركة سلفية إسلامية في مدينة الدرعية بقيادة محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود وأعلنا الجهاد بسلسلة حروب أسموها الغزوات ، وصادروا فيها أموال خصومهم من سكان شبه الجزيرة، وكانوا يسمّونها بالغنائم وخسر فيها العديد من عوام المسلمين أرواحهم نتيجة لهذه الحروب.
في عام 1818 حاصرت القوات المصرية بقيادة إبراهيم باشا بن محمد علي باشا الدرعية عاصمة الدولة السعودية الأولى ودمّرتها في ما عُرف بالحرب السعودية العثمانية، إلا أنّ دولة سعودية تأسّست من جديد في أوائل القرن العشرين حاضنة ووارثة للدولة السعودية الأولى في علاقتها مع الدعوة الوهابية، تحت قيادة عبد العزيز بن سعود مؤسّس المملكة العربية السعودية.
ـ في عام 1212 هـ، غزو عرب الشام، ويقول المؤرّخ إبن بشر: وفيها غزا حجيلان بن حمد أمير ناحية القصيم بجيش من أهل القصيم وغيرهم، وقصدوا أرض الجوف شرق الشام، وأغاروا على عربان الشرارات فانهزموا فقتل منهم نحو مائة وعشرين رجلاً. وأخذوا جميع أمتاعهم وأزوادهم وأخذوا من الإبل خمسة آلاف بعير وأغناماً كثيرة. وعزلت الأخماس فأخذها عمال عبد العزيز وقسّم حجيلان باقيها على الجيش غنيمة.
ـ في عام 1216 هـ غزو كربلاء، ويقول المؤرّخ ابن بشر: وفيها سار سعود بالجيوش المنصورة والخيل العتاق المشهورة من جميع حاضر نجد وباديها والجنوب والحجاز وتهامة وقصدوا أرض كربلاء ونازل أهل بلد الحسين، وتسوّروا جدرانها ودخلوها عنوة، وقتلوا غالب أهلها في الأسواق والبيوت، وهدموا القبّة الموضوعة بزعم مَن اعتقد فيها على قبر الحسين، وأخذوا ما في القبّة وما حولها، وأخذوا النصيبة التي وضعوها على القبر، وكانت مرصوفة بالزمرد والياقوت والجواهر، وأخذوا جميع ما وجدوا في البلد من الأموال والسلاح واللباس والفرش والذهب والفضة والمصاحف الثمينة.
ـ في عام 1217 هـ، غزو الطائف، فساروا الوهابية – إلى الطائف وفيها غالب الشريف وقد تحصّن فيها، وتأهّب واستعدّ لحربهم. فنازلته تلك الجموع فيها، فألقى الله في قلبه الرعب وانهزم إلى مكة، وترك الطائف فدخلها عثمان ومن معه من الجموع – الوهابية – عنوة بغير قتال، وقتلوا من أهله في الأسواق والبيوت، فقتل منهم عدة مائتين. وأخذوا من البلد الأموال والأثمان والأمتاع والسلاح والقماش والجواهر والسلع الثمينة مما لا يحيط به الحصر ولا يدركه العدّ.
ـ في عام 1217 هـ، غزو مكة المكرمة، ودخل سعود مكة واستولى عليها وأعطى أهلها الأمان وبذل فيها من الصدقات والعطاء لأهلها الكثير، فلما خرج سعود والمسلمون من الطواف والسعي، فرّق أهل النواحي يهدمون القباب التي بُنيت على القبور والمشاهد الشركية، وكان في مكة من هذا النوع شيء كثير في أسفلها وأعلاها ووسطها وبيوتها. فأقام فيها أكثر من عشرين يوماً. ولبث المسلمون في تلك القباب بضعة عشر يوماً يهدمون، يباكرون إلى هدمها كلّ يوم.
ـ في عام 1220 هـ غزو المدينة المنوّرة، يقول المؤرّخ ابن بشر: وفي أوّل هذه السنة قبل مبايعة غالب، بايع أهل المدينة المنورة سعود على دين الله ورسوله السمع والطاعة، وهدمت جميع القباب التي وضعت على القبور والمشاهد وذلك أنّ آل مضيان رؤساء حرب وهما بادي وبداي ابني بدوي بن مضيان ومن تبعهم من عربانهم أحبوا المسلمين ووفدوا على عبد العزيز وبايعوه، وأرسل معهم عثمان بن عبد المحسن أبا حسين يعلمهم فرائض الدين وقرّر لهم التوحيد. فأجمعوا على حرب المدينة ونزلوا عواليها، ثم أمر عبد العزيز ببناء قصر فيها فبنوه وأحكموه واستوطنوه، وتبعهم أهل قباء ومن حولهم وضيّقوا على أهل المدينة وقطعوا عنهم السوابل وأقاموا على ذلك سنين.
ـ في عام 1220 هـ غزو المشهد العراقية، وفيها سار سعود بالجيوش.. ونازل بلد المشهد المعروف في العراق.. فلم يقدروا على الوصول إليه، وجرت بينهم مناوشة رمي من السور والبروج.. ثم رحل عنه سعود وأغار على الرملات من عربان غزية، فأخذ مواشيهم.
ـ في عام 1222 هـ، غزو البصرة، ونزل عندها وسار المسلمون على جنوبها ونهبوا فيه وقتلوا قتلاً.
ـ في عام 1225 هـ، غزو عمان، فسارت تلك الجنود إلى عمان فنازلوا أهل بلد مطرح المعروف على الساحل وأخذوه عنوة، وقتلوا من أهله قتلى كثيرة، وغنموا منه أموالاً عظيمة.
التاريخ يُعيد نفسه
وفي عصرنا الحديث ظهرت هذه الجماعات التكفيرية في الشام والعراق، وبدأت تمارس الأعمال نفسها وبالأساليب نفسها من قتل للأبرياء وهدم للمعابد كنائس ومساجد وسحق القبور والآثار، تماماً كما حدث في بدء نشوء الوهابية والتاريخ يعيد نفسه. والسعودية تسلّح وتجهّز الرجال وتقدّم الدعم والأموال.
ثم في اليمن، ولكن بـ «أسلوب أكثر عصرية وتمدّناً وحداثة»، أسلوب يؤدّي إلى قتل وإفناء شعب يزيد عدده على عشرين مليون إنسان وتدمير أقدم مدن العالم بأيد إسلامية عربية.
وللإرهاب صورة أخرى من المفيد التذكير بها. لأنها من الفكر والمدرسة نفسيهما.
الإرهاب هو أن يقوم فريق ومجموعة بارتكاب أعمال عنف، وقتل وتدمير من أجل بث الرعب لدى جماعة من الناس من أجل السيطرة على أملاكها وأموالها خدمة وتحقيقاً لمشروع معيّن يؤمن به هذا الفريق. كما فعل مناحيم بيغن وابراهام شتيرن واسحاق شامير وديفيد بن غوريون في فلسطين بإلقاء القنابل وتفجير الممتلكات وقتل الأبرياء، وهم يشرّعون هذا الإرهاب في كتبهم.
ففي البروتوكول الأول 183 يقول: «دولتنا الماضية قدماً في طريقها، طريق الفتح السلمي، من حقها أن تبدّل أهوال الفتن والحروب بما هو أخفّ وأهون وأخفى على العيون وهو إصدار أحكام بالموت ضرورية من وراء الستار فيبقى الرعب قائماً وقد تبدّلت صورته. فيؤدّي ذلك الى الخضوع الأعمى، قل هي الشراسة ومتى كانت في محلها ولا تتراجع الى الرفق غدت عامل القوة الأكبر في الدولة. ونعود فتقرّر إنه العنف».
الآن نقف صامتين أمام مطابقات تاريخية وتنفيذ مطلق للأوامر والتعليمات الدولية. حزب الله عدو «إسرائيل» إذن هو عدو أميركا وعدو كلّ صديق لـ «إسرائيل»، و «إسرائيل» قالت: «لنا علاقات وصداقات مع دول عربية معتدلة ومنها السعودية».
ونعود لنذكر، بما قاله الصهيوني هنري كيسنجر من «أن نصف الشرق الأوسط سيكون لإسرائيل».
في حديث أجراه مع صحيفة «ديلي سكويب» بتاريخ 27/11/2011 الأميركية وأعاد نشره موقع «ريالتي زونيزم» قال وزير الخارجية الأميركي الأسبق اليهودي الصهيوني هنري كسينجر: «إنّ إيران هي ضربة البداية في الحرب العالمية الثالثة».
وأضاف: «لقد أبلغنا الجيش الأميركي أننا مضطرون لاحتلال سبع دول في الشرق الأوسط نظراً لأهميتها الاستراتيجية لنا، خصوصاً أنها تحتوي على البترول وموارد اقتصادية أخرى، ولم يبق إلا خطوة واحدة، وهي ضرب إيران وعندما تتحرك الصين وروسيا من غفوتيهما سيكون «الانفجار الكبير» والحرب الكبرى التي لن تنتصر فيها سوى قوة واحدة هي «إسرائيل» وأميركا وسيكون على «إسرائيل» القتال بكلّ ما أوتيت من قوة وسلاح لقتل أكبر عدد ممكن من العرب واحتلال نصف الشرق الأوسط».
وتابع: «إنّ طبول الحرب تدق الآن في الشرق الأوسط وبقوة ومَن لا يسمعها فهو بكلّ تأكيد أصمّ».
وأوضح كيسنجر «أنّ إيران ستكون المسمار الأخير في النعش الذي تجهّزه أميركا و»إسرائيل» لكلّ من إيران وروسيا بعد أن تمّ منحهما الفرصة للتعافي والإحساس الزائف بالقوة، وبعدها ستسقطان وللأبد، لنبني مجتمعاً عالمياً جديداً لن يكون إلا لقوة واحدة وحكومة واحدة هي الحكومة العالمية «السوبر باور» وقد حلمتُ كثيراً بهذه اللحظة التاريخية».
ليست مصادفة ولا مقاربة… بل تنسيق وتطبيق.
ولم نكتشف ذلك الآن، لقد كشفته الحركة السورية القومية الاجتماعية ونبّهت وحذّرت منه على لسان الزعيم الذي قال:
لم يتسلّط اليهود على جنوبي بلادنا ويستولوا على مدن وقرى لنا إلا بفضل يهودنا الحقيرين في ماديتهم الحقيرين في عيشهم الذليلين في عظمة الباطل.
إنّ الصراع بيننا وبين اليهود لا يمكن ان يكون فقط في فلسطين، بل في كلّ مكان حيث يوجد يهود قد باعوا هذا الوطن وهذه الأمة بفضّة من اليهود، إنّ مصيبتنا بيهودنا الداخليين أعظم من بلائنا باليهود الأجانب.
إننا نواجه الآن أعظم الحالات خطراً على وطننا ومجموعنا، فنحن أمام الطامعين المعتدين في موقف يترتب عليه إحدى نتيجتين أساسيتين هما الحياة والموت، وأية نتيجة حصلت كنا نحن المسؤولين عن تبعتها».