رئيس الجمهورية: بات لدينا وطن يتعامل مع غيره من الدول بالندّية وليس بالإذعان
رأى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، في انعقاد المؤتمر المصرفي العربي السنوي للعام 2017 في بيروت، «دليل ثقة متجدّدة بلبنان، لا سيما من حيث الاستقرار الأمني والسياسي الذي ينعم به منذ أكثر من سنة، والذي لم يتأثر بالتطورات السياسية التي حصلت منذ أسبوعين».
وأبلغ الرئيس عون وفد الاتحاد الدولي للمصرفيين العرب الذي زاره في قصر بعبدا، في أعقاب انتهاء أعمال المؤتمر، أنه يثمن عالياً «إصرار الدول العربية الأعضاء على الحضور إلى بيروت ومشاركتهم في المؤتمر الذي أضيف إلى أكثر من 33 مؤتمراً دولياً وإقليمياً استضافتها العاصمة اللبنانية خلال سنة».
وشدّد رئيس الجمهورية على أن «الأولوية تبقى في المحافظة على السلم الأهلي والوحدة الوطنية وتطوير الاقتصاد في مختلف قطاعاته»، ولفت إلى أن «انتصار لبنان على التنظيمات الإرهابية التي حاولت زعزعة الأمن فيه، شكل تطوراً مهماً على صعيد محاربة الإرهاب، بحيث لن يجد في أي منطقة لبنانية بيئة حاضنة بفضل وعي اللبنانيين وحرصهم على سلامة واستقرار بلدهم، وسهر الأجهزة الأمنية التي تمكّنت من إحباط الكثير من المخططات الإرهابية قبل تنفيذها من خلال العمليات الاستباقية التي نفّذها الجيش والقوى الأمنية».
وأكد رئيس الجمهورية خلال استقباله وفد ضمّ حكام أندية «الليونز» ورؤساء الأندية برئاسة حاكم المنطقة 351 في أندية «الليونز» الدولية نصر الله البرجي، أن «لا أزمات عصيّة على الحل، وأن لبنان اجتاز خلال الأيام الأخيرة، الأزمة الحكومية التي مرّ بها واستطعنا خلال فترة قصيرة تحصين وحدتنا الداخلية وتخطّي الأزمة بجهد دبلوماسي كبير».
وقال «ثمّة مَن يسعى اليوم «لتحويل الموضوع إلى أزمة سياسية، ولكنني اطمئن الجميع إلى وجوب عدم الخوف، الأزمات كلها يمكن حلّها لما فيه مصلحة لبنان».
وتابع: «إن عيد الاستقلال هذا العام كان عيداً حقيقياً وشعر به جميع اللبنانيين، وقرارنا حرّ 100 في المئة ونجحنا في تنفيذه، ولم يعد هناك مَن هو قادر على التأثير علينا بما يهدد استقلالنا وسيادتنا، لأنهما يؤمّنان مصلحة لبنان. فاطمئنوا، لقد بات لدينا وطن يتعامل مع غيره من الدول من باب المساواة والندّية وليس من باب الخضوع والإذعان».
واستقبل الرئيس عون، حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، واطلع منه على الوضع المالي في البلاد، استكمالاً للمتابعة اليومية لرئيس الجمهورية لحركة الأسواق المالية منذ بداية الأزمة الحكومية وحتى انتهائها.
وأوضح الحاكم سلامة أن حركة الأسواق المالية إيجابية، وأن الدولار الأميركي بات معروضاً وليس مطلوباً، كما ارتفع سعر سندات لبنان بالدولار المتداولة في الخارج، ما يُعتبر علامة إيجابية ومؤشراً إضافياً على الثقة بالوضع المالي في لبنان». وأشار سلامة إلى أن «التطوّرات السياسية الأخيرة ساهمت في تعزيز الواقع المالي الإيجابي في البلاد».
واستقبل رئيس لجنة الحوار اللبناني – الفلسطيني الوزير السابق حسن منيمنة والمديرة العامة للإحصاء المركزي مارال توتليان، واطلع منهما على أبرز نتائج تعداد الفلسطينيين في المخيّمات والتجمّعات الفلسطينية والتي ستعلن رسمياً في النصف الثاني من شهر كانون الأول المقبل.
وأوضح الوزير السابق منيمنة أن التعداد شمل 12 مخيماً للفلسطينيين و168 تجمّعاً فلسطينياً في لبنان، واستعملت فيه تقنيات حديثة ومعدّات الكترونية، وفّرت دقة في المعلومات وضماناً بعدم التلاعب بالأرقام، إضافة الى المراقبة الميدانية الفورية.
ولفت إلى أن التعداد نظّمته لجنة الحوار اللبناني – الفلسطيني ونفّذته إدارة الإحصاء المركزي اللبناني بالتعاون مع الإحصاء الفلسطيني، وهو أتى ثمرة اتفاق بين الحكومتين اللبنانية والفلسطينية، ونفّذ على ثلاث مراحل: الأولى شملت حصر الأماكن والمساكن، والثانية مرحلة التعداد الفعلي، والثالثة مرحلة العدّ البعدي أي التدقيق، وبدأ العمل في نيسان 2017 وانتهى في تشرين الأول الماضي.
على صعيد آخر، استقبل عون اللجنة الإدارية لنادي «هومنتمن» الرياضي برئاسة هراير جيرار خجادوريان مع عدد من الإداريين والمدربين واللاعبات واللاعبين. وقدّم الوفد الى رئيس الجمهورية كأس بطولة الأندية العربية لكرة السلة للعام 2017 للسيدات، والتي جرت على ملعب النادي في سنتر مزهر بمشاركة فرق من لبنان ومصر والأردن وتونس والجزائر.
من جهة ثانية، تلقّى عون مزيداً برقيات التهنئة من قادة الدول العربية والأجنبية لمناسبة عيد الاستقلال. وأبرق الملك الأردني عبد الله الثاني بن الحسين، متمنياً للرئيس عون الصحة والعافية وللبنان وشعبه المزيد من التقدم والازدهار.
وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في برقيته «ضرورة دعم سبل التعاون المشترك في المجالات كافة وتطوير العلاقات التاريخية القوية بين بلدينا».
كما تمنّت رئيسة التشيلي ميشال باشليه، التوفيق للرئيس عون ودوام الصحة، وللبنان وشعبه السلام والازدهار.
الى ذلك، وقّع رئيس الجمهورية سلسلة مراسيم رفعتها الأمانة العامة لرئاسة مجلس الوزراء إلى المديرية العامة لرئاسة الجمهورية، بعدما وقّع عليها رئيس مجلس الوزراء الرئيس سعد الحريري، وكان سبق لمجلس الوزراء أن وافق عليها. وشملت هذه المراسيم مناقلات وتعيينات دبلوماسية، إضافة الى تأليف المجلس الاقتصادي والاجتماعي وتعيين مدير عام له هو محمد غازي سيف الدين، وتعيين مرفت احمد عيتاني والسيد علي حسن مرعي عضوين متفرّغين في الهيئة العليا للتأديب.
كما وقّع عون مرسوماً قضى بإجراء مناقلات في الفئة الثانية في السلك الخارجي في وزارة الخارجية والمغتربين شملت 30 مستشاراً نقلوا الى البعثات الدبلوماسية والقنصليات اللبنانية في الخارج.