زاسيبكين: يجب التوصل لاتفاقات للحفاظ على العمل الطبيعي للحكومة

شهد بيت الوسط أمس، حركة دبلوماسية لافتة، حيث استقبل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري في بيت الوسط السفير الروسي الكسندر زاسيبكين، بحضور مستشار الرئيس الحريري للشؤون الروسية جورج شعبان.

بعد اللقاء قال زاسبكين: «لقد قدّرت روسيا عالياً خلال الفترة الماضية موقف الشعب اللبناني وتلاحمه مع الرئيس الحريري أثناء وجوده في المملكة العربية السعودية. والآن نتمنى النجاح للمشاورات، ويجب الوصول الى اتفاقات للحفاظ على العمل الطبيعي للحكومة ولمؤسسات الدولة لكي يكون فعالاً في المجالات الاقتصادية والاجتماعية تمهيداً للانتخابات النيابية المقبلة، وحتى يكون القرار اللبناني من دون تدخلات خارجية لمصلحة الأمن والاستقرار. وهذا هو موقف المجتمع الدولي خلال هذه الفترة كلها».

وأكد أن روسيا تعمل في إطار مجموعة الدعم الدولية للبنان، وهناك بعض الثوابت والمبادئ التي نتمسك بها في السنوات الأخيرة، وبعض الأمور تتعلق بالنهج السياسي اللبناني، ويتفق اللبنانيون عليها في ما بينهم، وهذا هو القاسم المشترك بينهم. يجب أن يتفقوا على التفاصيل، وقد سمعنا التصريحات الأخيرة التي صدرت من الاطراف بما فيها من السيد حسن نصرالله. ويبدو انه خلال المشاورات الحاصلة هذا الأمر سيكون مطروحاً. وكما قال الرئيس نبيه بري كل طرف يجب ان يجتاز جزءاً من الطريق للوصول للقواسم المشتركة».

وتابع «نحن نرى أن فرنسا ومصر لم تتدخلا في الشؤون الداخلية، بل كانت مساعدة ووساطة لتسهيل الأمور، ونحن في الجزء المتعلق بقدراتنا جاهزون للمساعدة، ونتابع التطورات والأوضاع وما هو مطلوب منا أنجزناه، وسنقوم به في المستقبل».

وأضاف نتمنى نتائج إيجابية للمشاورات. وهذا هو موقف روسيا من حيث المبدأ، عندما نتحدّث عن التحالف الحاكم فنفضل للبنان تقليدياً أن يشمل عدداً أوسع من الأحزاب».

واستقبل الحريري رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان السفيرة كريستينا لاسن، وبحث معها التطورات في البلاد والعلاقات بين الاتحاد الأوروبي ولبنان.

ووزعت لاسن بياناً بعد اللقاء أعربت فيه عن أملها في حوار بناء بين الأطراف السياسية يرتكز على فهم مشترك لأهمية استقرار البلاد ووحدتها وسلامة أراضيها وسيادتها. كما أشادت بجهود الرئيس الحريري لصون استقرار لبنان وأمنه.

وأضافت: «أن استقلال لبنان واستقراره أولوية بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي وسط الاضطرابات الإقليمية، والاتحاد الأوروبي سيتابع العمل مع لبنان للبناء على الإنجازات التي تمّ تحقيقها، بما في ذلك إجراء الانتخابات النيابية في موعدها السنة المقبلة».

وشددت على «أننا سنتابع دعمنا للمؤسسات اللبنانية والجيش والأجهزة الأمنية ولشعب لبنان للاستجابة للتحديات الحالية وفق روحية شراكتنا العريقة مع البلاد. فالتزامنا دعم لبنان ثابت ودائم».

وكان الحريري التقى نائب المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان فيليب لازاريني وعرض معه الأوضاع والنشاطات التي تقوم بها الأمم المتحدة في لبنان.

وتلقى الحريري اتصالاً هاتفياً من مستشار الأمن القومي الأميركي الجنرال هربرت مكماستر، الذي أكد له «تمسك الإدارة الأميركية باستقرار لبنان ودعمها للدولة ومؤسساتها الشرعية».

واستقبل الحريري عائلات وشخصيات بيروتية. وقال: قد تكون الأسابيع القليلة الماضية فرصة لكي نفكر ملياً في ما حصل، فهذا البلد يواجه تحديات كبيرة جداً، لأننا نعيش في منطقة مشتعلة وهناك تدخلات كثيرة، ولذلك لا بد للبلد أن ينأى بنفسه، من هنا ستحصل مشاورات وسنرى نتائجها ونأمل أن يكون لكل الأفرقاء السياسيين موقف واضح فعلاً وليس قولاً».

أضاف: «لا بد من أن نعمل سوياً. هناك من يهوى العنتريات وإطلاق الخطب النارية ويعمل في الوقت نفسه لغايات شعبوية ومصالح خاصة وبعيدة كل البعد عن مصلحة الناس والوطن. أما أنا فمواقفي واضحة: هناك خلاف سياسي وضعناه جانباً في مرحلة من المراحل، والآن نطالب بالنأي بالنفس قولاً وفعلاً، ونريد أفضل العلاقات مع أشقائنا العرب».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى