بقرادونيان: المطلوب الحلّ في المنطقة والوصول إلى المواطنة والمشاركة

أكّد الأمين العام لحزب الطاشناق النائب هاكوب بقرادونيان أنّ المطلوب هو الحلّ في المنطقة للحفاظ على ما تبقّى من الوجود المسيحي، والعمل من أجل الخروج عن منطق الرعايا والوصول إلى منطق المواطنة والمشاركة الفعليّة.

جاء ذلك في ندوة نظّمتها لجنة الإعلام في «حزب الطاشناق»، بعنوان «مسيحيو الشرق…إلى أين؟»، في قاعة مطرانيّة الأرمن الأرثوذكس، في برج حمود، شارك فيها إلى جانب بقرادونيان، رئيس الرابطة السريانية وأمين عام اللقاء المشرقي حبيب أفرام والباحث السياسي حسن حمادة، في حضور وزير السياحة أواديس كيدانيان، السفير الأرميني في لبنان صاموئيل مكردجيان وحشد كبير من الشخصيات الأكاديمية والروحية والفكرية ومثقفون.

أدارت الندوة أليس بوغوضيان، التي شدّدت على «أهميّة هذا اللقاء من أجل البحث في مصير مسيحيّي الشرق».

وقال بقرادونيان في كلمته، إنّ «موضوع المناقشة اليوم هو وجود المسيحيّين في «الشرق الأوسط»، نتيجة القلق حول ما سيكون مصير المسيحيين في المنطقة. إنّ مصطلح الوجود المسيحي يدلّ بالحديث عن مسيحيّين منتشرين في مناطق مختلفة من الدول العربية».

وسأل: «هل نحن نتحدّث عن وجود مسيحي متجانس في المنطقة؟ هل نتحدّث عن وجود مسيحي موحّد لا خلافات فيه بين الطوائف والمذاهب المسيحيّة؟ وانطلاقاً من هذه الأسئلة الاعتراضيّة، والتي تعطي انطباع الأجوبة أيضاً، أطرح السؤال الأهم: ماذا نريد من المسيحيّين أنفسنا في هذه المنطقة؟ ماذا نفعل نحن للحفاظ على المسيحيّين؟ أمام الزحف الإرهابي في المنطقة، هل نكتفي فقط بإلقاء التّهم والعتب واللوم على التطرّف الإسلامي ونطلق شعارات تتلاشى مع غروب الشمس».

ورأى «أنّ المطلوب هو الحلّ في هذه المنطقة للحفاظ على ما تبقّى من الوجود المسيحي، والعمل من أجل الخروج عن منطق الرعايا في الدول العربية والوصول إلى منطق المواطنة والمشاركة الفعلية، ورفض منطق مواطن درجة ثانية. العمل على منطق مسيحيّة موحّدة بعيداً عن الطوائفية والمذهبيّة، والكف عن الصراعات. العمل بجدّية وبسرعة على البقاء».

وأكّد «أنّنا لسنا بحاجة إلى بناء المزيد من الكنائس، لا نحتاج إلى أديرة جديدة، بل نحن في حاجة إلى العمل والبقاء والتثبّت بالأرض والنضال في الشرق، وعلينا العمل مع مؤسّسات كنسية في الخارج لدعم جهود إبقاء المسيحيّين، ولا سيّما النازحين منهم في سورية والعراق، وعدم نقلهم أو تهجيرهم إلى الغرب حيث فقدان الهويّة والتقاليد المسيحية».

وختم قائلاً: «فلنبدأ نحن كمسيحيّين بالعمل على بقائنا قبل المطالبة من المسلمين أن يقبلوا بوجودنا».

وأشار أفرام في مداخلته: «نحن بتاريخنا وثقافاتنا وهويّاتنا وحضاراتنا جزء لا يتجزّأ من تراب وأرض هذا الشرق. لا يمكن لأحد أن يلغينا أو ينفي دورنا أو يعاملنا كمواطنين درجة ثانية، أو كذمّيين أو كأتباع أو كجاليات».

ودعا إلى «نهضة فكرية تبدأ بالإصرار على هويتنا. ليس هيّناً أن نبيع كرامتنا، ونلتحق بالأقوى، ونتماهى مع أيّ محتل، ونقبّل اليد التي تذبحنا. أن ننسى تاريخنا ومجازرنا مثلاً. أن ننكر أنّ العثمانيّين شنّعوا بنا وذبحونا وريداً وريداً».

وتابع «أنّنا دعاة مواطنة وحقوق إنسان وحقوق جماعات وحريّات للشرق. لا نريد لأنفسنا امتيازاً، بل لنا ولكلّ المكوّنات».

واعتبر أفرام أنّ «لبنان يبقى واحة وآخر قلعة مسيحيّة في الشرق».

بدوره، اعتبر حمادة في مداخلته أنّه «بعد كلّ الأهوال التي تعرّضنا لها، آن الأوان لكي نغلّب موضوع الانتماء الوطني على أيّ انتماء آخر، لأنّ الوطنية لا تحدّد لا بالانتماء الديني ولا بالانتماء العرقي ولا بحصريّة اللغة، بل هي مشاركة مستدامة بدورة الحياة والعمران».

وأبدى حمادة أعجابه بالفقه الفاتيكاني، واستشهد «بما ورد في رسالة البابا في يوم السلام العالمي في مطلع العام 2011، حين تحدّث بشكل واضح في الفقرة 14 من هذه الرسالة، حيث اعتبر أنّ المشاكل الحاصلة لدى الأوروبيّين بسبب طلاقهم الكامل لجذورهم المسيحيّة، ولأنّهم ما لم يتصالحوا مع جذورهم المسيحيّة فهم لن يعرفوا السلام ولن يتمكّنوا من إقامة علاقات صراحة وصدق مع باقي شعوب الأرض»، معتبراً أنّه «يعترف أنّ كلّ هذه العلاقات الدولية القائمة هي علاقات كاذبة».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى