استنكار واسع للمذبحة الوحشيّة في العريش ودعوات إلى تضافر الجهود لاقتلاع الإرهاب من جذوره

أثار العدوان الإرهابي الذي استهدف أمس مسجداً في منطقة العريش في مصر موجة من الاستنكار والتنديد بالمذبحة الوحشية، فيما أعلن لبنان الرسمي تضامنه مع مصر في مجابهة الإرهاب التكفيري.

عون

فقد أبرق الرئيس عون إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مديناً الجريمة الإرهابية، واعتبر أنّ «هذا العمل الجبان الذي استهدف مواطنين لجأوا إلى مركز عبادة، يثبت بما لا يدع مجالاً للشكّ أنّ الإرهاب لا يعترف بالأديان السماويّة، وأنّه يؤمن فقط بالإجرام والقتل بعد أن حاول إيهام الناس بأنّه يدافع عن الإسلام، فيما عمد فعلياً إلى تشويه صورته واضطهاد الديانات الأخرى».

وقال: «إنّني، إذ أُدين بشدّة، بِاسمي وبِاسم الشعب اللبناني هذا العمل الإرهابي الشنيع، أسأل الله أن يرحم الشهداء الذين سقطوا، وأن يمنّ على الجرحى بالشفاء العاجل، وأجدّد وقوف لبنان إلى جانب مصر وقيادتها وشعبها لمكافحة الإرهاب والقضاء عليه أينما وجد».

برّي

بدوره، أبرق رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي إلى الرئيس السيسي معزّياً بضحايا العملية الإرهابيّة، ومديناً ومستنكراً هذا «العمل الإرهابي»، ومؤكّداً على «التعاون لمواجهة الإرهاب».

وجاء في البرقيّة: «إنّ هذه المذبحة مُدانة وتمثّل واحدة من أعلى درجات الجريمة المنظّمة التي استهدفت مصر وتستهدف مثيلاتها على مستوى أقطارنا العربية من دون أن يردعها وازع قدسيّة المكان، وهي سبق أن استهدفت الكنائس والنسيج الوطني في بلدكم العزيز، كما استهدفت مقامات وأسواقاً وتحشّدات شعبية، الأمر الذي يستدعي أعلى درجات التنسيق بين المستويات الأمنيّة في بلادنا، لأنّ هذا الإرهاب الواحد يتطلّب مواجهة موحّدة والعمل لتجفيف موارده ومصادره واستكمال الانتصارات على مخطّطاته».

الحريري

وأدان رئيس الحكومة سعد الحريري في بيان، الاعتداء الإرهابي، وقال: «إنّ هذا الاعتداء الإجرامي الذي استهدف مصلّين أبرياء يوم الجمعة المبارك، يعبِّر عن مدى الحقد والكراهية التي بلغتها أساليب التنظيمات الإرهابية في تدمير المجتمعات العربية والإسلامية».

أضاف: «لقد كشفت هذه الاعتداءات زيف التستّر وراء الدين لارتكاب أبشع الجرائم بحقّ الأبرياء، وهي اعتداءات تستدعي التأكيد من جديد على وجوب تضافر كلّ الجهود لاقتلاع الإرهاب من جذوره، وحماية الإسلام والمسلمين من العابثين بأمنهم ودينهم وسلامة أوطانهم».

وأكّد «وقوفنا إلى جانب أشقّائنا في جمهورية مصر العربية، ونعبِّر عن تضامننا القوي مع مصر الشقيقة رئيساً وحكومة وشعباً، في الجهود والمساعي التي تبذلها لمحاربة هذه التنظيمات الإرهابية».

باسيل

واتّصل وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل بوزير الخارجية المصري سامح شكري ، معزّياً بضحايا الهجوم الإرهابي، وشدّد على وقوف لبنان إلى جانب مصر في مصابها الأليم، كما أكّد ضرورة وأهميّة محاربة الإرهاب وتجفيف منابعه.

نوّاب

وأبرق الرئيس تمام سلام إلى الرئيس السيسي معزّياً، وقال: «إنّ الجريمة المروّعة … إنّما تدلّ على مستوى الوحشية والانحطاط الأخلاقي الذي بلغته الجماعات الإرهابية الظلامية»، مضيفاً أنّ «الدماء الزكيّة التي سالت على أرض مصر اليوم، يجب أن تكون حافزاً لجميع حكماء الأمّة وعلمائها وزعمائها السياسيين وقادة الفكر فيها إلى مزيد من العمل للتصدّي لظاهرة الإرهاب المتستّر برداء الدين واستئصالها».

وغرّد الرئيس نجيب ميقاتي على حسابه عبر موقع «تويتر»، قائلاً: «يد الإرهاب الآثمة امتدّت إلى مصر، محاولة ضرب ما تحقّقه من إنجازات وما تبذله من جهود لتثبيت استقرارها واستقرار منطقتنا العربية».

وأكّد التضامن مع مصر قيادة وشعباً.

وأبرق رئيس كتلة «المستقبل» الرئيس فؤاد السنيورة إلى الرئيس السيسي، معتبراً أنّ «هؤلاء المجرمين الذين وقفوا خلف الانفجار يجب الاقتصاص منهم وضربهم بيد من حديد، لأنّهم لا يمتّون إلى الإسلام والمسلمين بصلة، بل هم مجموعة من السفّاحين والقتلة يجب القضاء عليهم».

كما أبرق الرئيس السنيورة، للغاية نفسها، إلى رئيس الوزراء المصري شريف إسماعيل، معزّياً ومستنكراً ومتضامناً مع «الشعب المصري وعائلات الشهداء والجرحى».

وقال رئيس تيّار «المردة» النائب سليمان فرنجية ، في تعليق على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى أنّ «كلّ العزاء لمصر شعباً وقيادةً»، مؤكّداً أنّ « الإرهاب لا وطن ولا دين له».

وقال النائب محمد الصفدي: «إنّ هذه الجريمة الكبيرة تشير إلى الخطر الإرهابي الذي يستهدف الجميع من مسلمين ومسيحيّين»، داعياً إلى تضافر الجهود العربية والدولية للقضاء على الإرهاب.

وتقدّم الصفدي بأحرّ التعازي إلى القيادة والشعب في مصر، ودعا إلى تضامن العالم معها.

الخازن وأحزاب وجمعيات

وأبرق رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن إلى السيسي، مستنكراً الانفجار الإرهابي، وجاء في البرقيّة «إنّ ما حدث في مسجد الروضة في العريش من تفجير إجرامي، إنّما هو موجّه إلى كلّ من يحارب الإرهاب الذي لا فرق لديه، لأنّه لقيط خارج عن شرائع الأرض والسماء. آلمنا هذا التفجير الشنيع وما خلّفه من ضحايا وجرحى، لا يمكن إلّا أن نشارك سيادتكم وأشقّاءنا في مصر وذوي الضحايا في هذه المحنة، لأنّ مصاب مصر هو بمثابة مصاب لبنان، ولأنّ العدو المشترك واحد، فكلا البلدين مستهدف في هذه الحلقة الجهنميّة التي تستهدف السِّلم الأهلي في جمهورية مصر، والتي تمثّل حالة جنونيّة لإحداث فتنة خارجة عن السيطرة وعن الحدود».

وتابع الخازن: «إنّنا، في المجلس العام الماروني في لبنان، قيادة وأعضاء، إذ نشجب ونستنكر هذا العمل الإجرامي الجبان الذي أصابنا جميعاً، نتوجّه إلى سيادتكم وإلى الشعب المصري الشقيق وأهل الضحايا بأحرّ التعازي، متمنّين للجرحى الشفاء العاجل».

واعتبر رئيس حزب «الحوار الوطني» المهندس فؤاد مخزومي، «أنّ استهداف المصلّين هو أشنع أنواع الإرهاب»، ومجدّداً التأكيد أنّ «هذه الأعمال الإجرامية لن تثني مصر قيادةً وشعباً عن محاربة الإرهاب».

وإذ شدّد مخزومي على موقفه الثابت من الإرهاب «الذي يستهدف أمن الشعوب ويستخف بالإنسانية جمعاء»، توجّه بالتعازي إلى القيادة المصرية والشعب المصري بالضحايا المصلّين الأبرياء، متمنّياً للجرحى الشفاء العاجل.

ورأى حزب الله، «أنّ هذه العملية الإرهابية المروّعة، التي لم تراع حرمة الإنسان والزمان والمكان هي نتاج الفكر التكفيري الوهابي الذي لا يرى في المسلمين والمؤمنين الذين لا يتبعون خطه إلّا كفاراً يستحقّون القتل حتى لو كانوا في بيوت الله، وهي جريمة في سياق الجرائم المتنقّلة التي تضرب منطقتنا لزرع الفوضى والرّعب وعدم الاستقرار في بلداننا العربية والإسلامية».

وأشار إلى أنّ «هول الجريمة يكشف هويّة مرتكبيها، وطبيعتهم الإجرامية التي تؤكّد أنّهم قوم يمتهنون الإجرام ولا يمكن أن ينتسبوا لشريعة أو دين»، مجدّداً «دعوته الدائمة للعمل الجادّ والمسؤول في مواجهة الإرهاب والإرهابيّين، والدول التي تدعم وتموّل فكرياً وسياسياً ومالياً، وتنتهج أساليب ووسائل مدمّرة لتحقيق غاياتها الخبيثة وأهدافها الشريرة».

بدوره، علّق «تجمّع العلماء المسلمين» على التفجير الإرهابي في مسجد الروضة في سيناء، لافتاً إلى أنّ

«مصر هي إحدى الدول المرشّحة لانتقال الجماعات الإرهابيّة إليها لأسباب عدّة، أهمها وجود الأرضية المناسبة لهم نتيجة فترة طويلة من ترويج الفكر التكفيري في أوساط الشباب المصري وتقاعس الجهات الدينية عن المواجهة».

وأشار إلى أنّ «هذه الجماعات التكفيريّة اختارت هذا المسجد كونه يحتضن مقاماً وضريحاً لأحد أولياء الله الصالحين، وحيث أنّهم يكفّرون كلّ من يصلّي في مقامات الأضرحة وكلّ من ينتمي للطرق الصوفية، قاموا بهذا التفجير الذي أدّى إلى ما يزيد عن مئة وخمس وخمسين شهيداً وعدداً أكبر من الجرحى».

واعتبر أنّ «هذا الفكر المنحرف لا يواجَه باعتقال المنتمين إليه ومصادرة أسلحتهم فقط، مع أهمية هذا الأمر، إلّا أنّ بقاء الدُّعاة إليه سيؤدّي لاحقاً إلى إنتاج تكفيريين جدد يبتكرون متفجّرات وأسلحة ويعودون للعمل، لذا لا بُدّ من مواجهة الأصول الفكريّة لهؤلاء، وهنا تكمن مسؤولية العلماء، وعلى رأسهم الأزهر الشريف الذي نعتقد أنّه إلى الآن لم يقم بكلّ ما يمكنه القيام به للقضاء على هذه الغدّة السرطانية».

واعتبر التجمّع، أنّ «هذه الجريمة تريد إدخال مصر في أتون معارك دامية، لأنّها إلى الآن لم تدمّر بالشكل الذي دمّرت فيه سورية والعراق. ومن المعروف أنّ المؤامرة الصهيو- أميركية تستهدف ضرب الجيش المصري كما استهدفت الجيشين السوري والعراقي، وعليه فإنّ على الحكومة المصرية اتّخاذ الإجراءات التي تؤدّي إلى القضاء على هذه الحال في مهدها وقبل انتشارها».

وأدان العلّامة السيد علي فضل الله في بيان الجريمة الإرهابية، وأشار إلى «ضرورة التحرّك السريع لكشف هذه الجهة ومعاقبتها ومعرفة الغايات المشبوهة والمريبة التي تعمل لتحقيها، من أجل إفشالها وإفشال المخطّطات الخارجيّة التي تخدمها في سعيها لزرع بذور الفتن والفوضى والقتل في عالمنا العربي والإسلامي».

ودعا المرجعيات الدينيّة والإسلاميّة إلى «توحيد جهودها وطاقاتها لمواجهة هذه الأعمال والمخطّطات التي لا تريد إلّا شرّاً لهذه الأمّة».

من جهتها، رأت «جبهة العمل الإسلامي» أنّ «هذه الجريمة البشعة والخطيرة تدلّ على العقليّة التكفيريّة والإجرامية لهذه الجماعات المتطرّفة، وتدلّ على مدى خطورتهم على المجتمعات الإنسانيّة كافّة، لذلك لا بدّ من وقفة حقيقيّة ورجوليّة للتصدّي لتلك المجموعات التكفيريّة الإرهابية ومنعها من تنفيذ مآربها وأحقادها الدفينة، التي تصبّ حتماً في مصلحة العدو الصهيوني الغاصب، وخدمة أهدافه ومشاريعه الشيطانية الهادفة إلى تقسيم المنطقة وتحويلها إلى دويلات متصارعة».

وأدان رئيس حزب الوفاق الوطني بلال تقيّ الدين الجريمة الإرهابية الوحشيّة، ورأى «أنّ الإرهاب لا دين له»، وقال: «إنّ هذه الجريمة استمرار لمسلسل القتل الذي تنفّذه الجماعات التكفيريّة، وهذا ما يؤكّد وجوب توحّد العالم كلّه في مواجهة هؤلاء الإرهابيين ومموّليهم والمنظّرين لفكر الإرهاب والإجرام».

وتقدّم تقيّ الدين بـ«خالص العزاء إلى الشعب المصري.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى