بوتين يبحث مسألة التسوية السوريّة مع مجلس الأمن القومي ودي ميستورا يؤكّد أنّ موسكو أرست أُسُس العملية السياسية
أعلن دميتري بيسكوف، المتحدّث بِاسم الرئاسة الروسية، أنّ الرئيس فلاديمير بوتين بحث مع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الروسي التسوية السورية في ظلّ نتائج اللقاءات الدولية في سوتشي.
وقال بيسكوف في تصريح صحافي: «خلال الاجتماع تمّ تبادل الآراء بشكل مفصّل، في ضوء اللقاءات الدولية التي أجراها الرئيس هذا الأسبوع في سوتشي، بما في ذلك زيارات الضيوف الأجانب والاتصالات الهاتفية».
وأوضح بيسكوف أنّ موضوع الاجتماع ركّز على «مسألة التسوية السوريّة، مع الأخذ بعين الاعتبار نتائج عمل القمّة الثلاثية في سوتشي».
هذا، وكانت مدينة سوتشي الروسية استضافت الأربعاء الماضي قمّة ثلاثية روسية إيرانية تركية، بحثت الحلّ السياسي للأزمة السوريّة، وتوجّهت بالدعوة لمواصلة التعاون بُغية القضاء على تنظيم «داعش» الإرهابي وغيره من التنظيمات الإرهابيّة.
ودعت القمّة في الوقت ذاته المجتمع الدولي إلى دعم عملية خفض التصعيد في سورية، فيما تمّ الإعراب عن دعم إقامة حوار سوري واسع بمشاركة جميع أطياف المجتمع السوري.
وفي سياقٍ متّصل، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال لقائه بالمبعوث الأممي إلى سورية، إنّ روسيا دعمت الجهود التي قامت بها السعودية لجمع المعارضة السورية تحت منصّة واحدة.
وأضاف لافروف أنّ وزارة الدفاع الروسية تبذل جهوداً كبيرة لإنهاء الأزمة في سورية من خلال إنشاء مناطق تهدئة تتوقّف فيها الأعمال القتالية، ما يؤثّر إيجابياً في عملية التسوية، وكلّ ذلك يصبّ في مصلحة الشعب السوري.
وأشار وزير الخارجية الروسي إلى النتائج التي تمخّضت عن الشراكة الروسية التركية الإيرانية المتمثّلة في رعاية محادثات أستانة عاصمة جمهورية كازاخستان، قائلاً: «أسّست الشراكة بين الدول الثلاثة لإنشاء مناطق خفض التصعيد في سورية، الأمر الذي فرض واقعاً صحياً وحالة من الهدوء على الأرض، وهو ما مهّد لأول مرة منذ بداية النزاع في سورية لجمع الوفد الحكومي السوري في أستانة مع المعارضة المسلّحة، التي منها من قاتل سابقاً ومنها من كان لا يزال يقاتل ضدّ الجيش السوري».
من جانبه، تحدّث المبعوث الأممي إلى سورية، ستيفان دي مستورا، عن اللقاءات التي أجرتها أمس المعارضة السورية في الرياض، مشيراً إلى أنّ اللقاءات ما زالت مستمرّة هناك، مُعرباً عن أمله في أن تخرج هذه المباحثات بموقف موحّد.
من جهته، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إنّ روسيا وإيران وتركيا ستحدّد معاً من سينضمّ لمحادثات السلام السورية.
وقالت تركيا من قبل، إنّها لن تقبل وجود تمثيل في المحادثات لـ»وحدات حماية الشعب الكرديّة» السوريّة.
وقال الوزير في مؤتمر صحافي في أنقرة أمس الجمعة، إنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب أبلغ نظيره التركي رجب طيب أردوغان أنّه أصدر تعليمات بعدم تزويد «وحدات حماية الشعب» في سورية بالأسلحة، وأنّ الحكومة التركيّة تأمل في أن ترى هذه الأوامر تنفّذ.
وقال: «عبّرنا للسيد ترامب مرة أخرى عن استيائنا من تزويد وحدات حماية الشعب بالأسلحة… وقال ترامب بوضوح إنّه أصدر تعليمات بعدم تزويد وحدات حماية الشعب بالأسلحة». وأضاف: «نرحّب بهذا الوعد بعدم تقديم أسلحة لوحدات حماية الشعب، ونريد أن نراه يطبّق عملياً».
وفي سياقٍ آخر، أشاد المبعوث الأممي دي مستورا بالجهود التي بذلتها روسيا لإرساء أُسُس العمليّة السياسية في هذا البلد.
جاء ذلك خلال لقاء مع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في موسكو أمس.
وقال دي ميستورا: «أعترف بأنّ بلادكم بذلت جهوداً كبيرة لإرساء الأساس للعملية السياسية، والآن سنرى كيف يمكن ترجمة ذلك على أرض الواقع».
وأعرب دي ميستورا عن أمله بأن يحقّق اجتماع المعارضة السوريّة في الرياض النتائج، أي تشكيل وفد موحّد للمعارضة ، مشيراً إلى أنّه في الوقت الحالي يودّ الامتناع عن التعليق على اجتماع الرياض.
وأضاف أنّه يأمل بمناقشة آفاق العملية السياسية السورية في جنيف يوم الـ28 من تشرين الثاني، وخصوصاً مواضيع الانتخابات والدستور.
من جانبه، أعلن وزير الدفاع الروسي أنّه من الضروري اتخاذ خطوات للانتقال إلى التسوية السياسية في سورية.
وقال شويغو: «أودّ أن نتبادل الآراء معكم، ونحاول إيجاد خطوات إضافيّة والحوافز لمواصلة السير نحو إقامة الحوار بين المعارضة والسلطات في دمشق، والأهم هو الانتقال إلى العملية السياسية والحوار السياسي، إذ هو مطلوب اليوم إلى حدّ كبير، نظراً لأنّ 98 في المئة من الأراضي السورية تمّ تحريرها من الإرهابيّين، وحان الوقت لنبحث الخطوات التالية لتسوية الأزمة السورية».
ميدانياً، قصفت القاذفات الروسية الاستراتيجية البعيدة المدى من طراز «تو 22 أم 3» مواقع «داعش» في دير الزور شرق سورية، ما أدّى إلى تدمير نقاط دعم وتجمّع للمسلّحين، إضافةً إلى مدرّعات تابعة لهم.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان لها، إنّ القاذفات البعيدة المدى من طراز «تو 22 أم 3» نفّذت ضربة جماعية على مواقع «داعش» في دير الزور، وأقلعت من مطار على أراضي روسيا وحلّقت مسافة أكثر من 2000 كيلومتر وأصابت نقاط دعم تابعة إلارهابيّين في محيط بلدة القاطع».
وأضافت الدفاع الروسية أنّ طائرات مقاتلة من طراز «سوخوي 30» و»سوخوي 35» أقلعت من قاعدة حميميم، وعملت على تأمين التغطية للقاذفات.