ولأن في التاريخ بدايات المستقبل…
ولأن في التاريخ بدايات المستقبل…
تُخصّصُ هذه الصفحة صبيحة كل يوم سبت، لتحتضنَ محطات لامعات من تاريخ الحزب السوري القومي الاجتماعي، صنعها قوميون اجتماعيون في مراحل صعبة من مسار الحزب، فأضافوا عبرها إلى تراث حزبهم وتاريخه التماعات نضالية هي خطوات راسخات على طريق النصر العظيم.
وحتى يبقى المستقبل في دائرة رؤيتنا، يجب أن لا يسقط من تاريخنا تفصيل واحد، ذلك أننا كأمّة، استمرار مادي روحي راح يتدفق منذ ما قبل التاريخ الجلي، وبالتالي فإن إبراز محطات الحزب النضالية، هو في الوقت عينه تأكيد وحدة الوجود القومي منذ انبثاقه وإلى أن تنطفئ الشمس.
كتابة تاريخنا مهمة بحجم الأمة.
إعداد: لبيب ناصيف
الرفيق المميّز شاكر أيوب
ثمّة أناس تنساهم قبل رحيلهم، فيما هناك من يستمر في أعماقك ولو رحل منذ سنوات.
من هؤلاء رفيق مميّز عرفته طالباً في ثانوية الأرز في عالية 1 ثم طالباً جامعياً فمهندساً، وصاحب مؤسسة ناجحة في الولايات المتحدة: شاكر أيوب.
في ثانوية الأرز كان، والرفيقة امل صباح 2 ، مسؤولان عن العمل الحزبي في الفترة 1966 ــ 1968 على ما اذكر حين كنت رئيساً لمكتب الطلبة في تلك الفترة. عن ثانوية الأرز النموذجية كنت كتبت واقترح لمن يرغب، ان يدخل إلى قسم من تاريخنا على موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info
كان الرفيق شاكر مميزاً بذكائه، بالتزامه الصادق، بسويته العقائدية والمناقبية. كان يحكي بالحزب عبر تعاطيه وتصرفاته، وسلوكه. كان يجسّد قول سعاده انه اذا سار قومي اجتماعي، عرف الناس ان قومياً اجتماعياً يسير.
وكانت علاقتي به وطيدة، راسخة بالمودة والثقة، التقيه كلما زرت ثانوية الأرز لغرض حزبي، وفي بيروت اذ يهبط إلى العاصمة، وكثيراً في منزلنا.
عندما غادر الرفيق شاكر كنت انتقلت مع بدايات السبعينات إلى مسؤولية رئيس مكتب عبر الحدود، فأمكنني التواصل معه، وكلما زار الوطن، التقينا.
اذكر انه اول من روى لي عن الاب الرفيق حنا اسطفان المقيم معه في مدينة غراند رابيدس في ولاية مشيغان، وعندما غادر الرفيق بسام مخول 3 إلى مدينة لانسينغ Lansing في ولاية مشيغان وكان على معرفة سابقة بالرفيق شاكر، تواصلا مع بعضهما البعض، وتواصلتُ معهما وكنت انقل ذلك باستمرار إلى مديرية ديترويت من اجل الاهتمام.
الرفيق شاكر أيوب كان مرشحاً لتولي مسؤوليات رفيعة في الحزب فيما لو بقي في الوطن، الا انه، وقد غادر وتخصص وأسس اعمالاً، نجح كثيراً وتفوّق.
في تاريخنا يحتل الرفيق شاكر أيوب موقعه الحلو في كل من مرجعيون، حيث ترعرع وشبّ، في ثانوية الأرز النموذجية، وفي ولاية مشيغان، ولاني عرفته جيداً انحني امام ذكراه وأذرف دمعة حزن. لقد رحل باكراً جداً، وكان يعد بالكثير.
بتاريخ 2 حزيران 2007 اوردت ضمن نشرة عمدة عبر الحدود وتحت عنوان «نتذكر باعتزاز» الكلمة التالية عن الرفيق شاكر أيوب. قبل ذلك كنت نشرتها في العدد شباط 2002 من نشرة عمدة الاذاعة.
« الرفقاء الذين نشطوا حزبيا في أواخر الستينات، في مرجعيون، في ضهور الشوير وفي ثانوية الأرز في عاليه، يعرفون ذلك الشاب المتقد نشاطا وحيوية، المشع اخلاقية وقدوة وايمانا بالحزب، الجريء، الممتلك حجة ومنطقاً، العميق في وعيه العقائدي، والذي احبه واحترمه كل من تعاطى معه وعمل حزبياً وحياتياً، هذا الرفيق، شاكر أيوب، وافته المنية في مشيغان الولايات المتحدة الأميركية بتاريخ 13/1/2002 وهو في اوج شبابه بعد عناء مع المرض العضال.
ولد الرفيق شاكر نقولا أيوب في جديدة مرجعيون عام 1948، وبعد ان درس في كلية مرجعيون الوطنية 4 انتقل إلى ضهور الشوير حيث انتمى إلى الحزب، ثم في العام الدراسي 1967 1968 التحق بثانوية الأرز حيث كان له نشاطه الحزبي مع الرفيقة امل صباح، وعدد جيد من المواطنين المقبلين على النهضة .
في ايلول عام 1970 غادر الرفيق شاكر إلى الولايات المتحدة الأميركية ليتابع دراسته الجامعية، وفي الوقت نفسه راح يعمل في وظيفتين، واكثر احياناً، ليؤمن مصاريف اقامته ودراسته، إلى ان امكنه الحصول بتفوق على شهادة الهندسة الميكانيكية .
بعد ان تنقل في اكثر من شركة، اسس الرفيق شاكر عام 1990 شركته الخاصة Vital Concepts Inc التي من اعمالها انها صممت وصنّعت 65 نوعاً من القطع والآلات التي تستعمل في العمليات الجراحية في المستشفيات، وأشهرها مضخة مزدوجة العمل، تستعمل في العمليات الجراحية التي تجري بواسطة المنظار، وقد لاقت هذه المضخة نجاحاً كبيراً في الولايات المتحدة وأوروبا، بعد ان تمّ تسجيلها ببراءة اختراع.
امتدت اعمال شركة الرفيق أيوب خارج الولايات المتحدة واوروبا، ووصلت إلى عمان ودمشق حيث كان لها وكلاؤها، وكان يسعى في العام 2001 لتأسيس وكالة للشركة في بيروت، خاصة اذا علمنا ان علاقته بالوطن لم تنقطع، وكان دائم التردد اليه لزيارة اهله ورفقائه .
والى جانب اعماله الناجحة لم يغفل الرفيق شاكر أيوب واجب التصدي الاعلامي والثقافي للصهيونية، حيث أمكنه ذلك وفي كل ميدان خاضه، وقد الف كتاباً بالانكليزية يفند فيه اضاليل الصهاينة ويفضح اعمالهم ودسائسهم وكان مزمعاً ان يدفعه للطبع.
اقترن الرفيق شاكر من السيدة نورا أيوب متحدرة من اصل لبناني، من راشيا الوادي ، وانجب منها ولدين: نقولا، ويوسف.
تقول زوجته في رسالة لها إلى ابن شقيقته، مكرم، ان الرفيق شاكر لم يتوقف يوماً عن تطوير الآلات التي صمم وهندس معتبراً ان عمله هذا يصب في خدمة الانسان، كما ان مبادئه القومية الاجتماعية كانت ترافقه في كل اعماله، ان في بيته، حيث كان اباً وزوجاً صالحاً، او في تعاطيه مع محيطه.
هوامش:
1 – ثانوية الأرز النموذجية: لصاحبها ومديرها الرفيق انيس ابو رافع. للاطلاع على ما نشرته عنها الدخول إلى قسم من تاريخنا على موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info
2 – امل صباح: رفيقة مناضلة من النبطية، مجازة جامعية ومدرّسة ثانوية، خسرت مؤخراً شقيقتها الرفيقة هالة التي عرفت النضال الحزبي إلى جانب زوجها الأمين مخول العدس ومعه بنت عائلة قومية اجتماعية تميّزت بنضالها وبحضورها القومي الاجتماعي.
3 – بسام مخول: من بلدة «دير ميماس»، نشط حزبياً في لبنان، وبعد ان انهى دراسته في جامعة هايكازيان بسنوات غادر إلى مدينة Lansing حيث يقيم العديد من ابناء بلدته، وما زال مقيماً فيها.
4 – كلية مرجعيون الوطنية اذ نذكرها، لا بد ان نذكر بتقدير كبير كلا من المربي القدير لبيب غلمية، والمربي القدير الآخر، الذي تولى ادارة الكلية بعد رحيل الاستاذ غلمية وحقق مثله نجاحاً باهراً وحضوراً متقدماً، موريس الدبغي. نقترح مراجعة قسم :من تاريخنا على الموقع المذكور آنفاً للاطلاع على ما نشرت عنه بعيد رحيله.