سعاده… قدوة في كلّ تصرّف
من مآثر سعاده التي يجدر أن يتعرف إليها القوميون الاجتماعيون فيجسّدونها في أعمالهم كلّها، كيف تصرّف عندما لبّى دعوة كاظم الخليل 1 إلى مأدبة يقيمها على شرف أحد الوزراء الأفارقة في دارته الأنيقة في صور.
يروي الأمين جبران جريج في الجزء الرابع من مؤلّفه «مع أنطون سعاده» صفحة 84 : «إن سعاده أراد في هذه المناسبة أن يزور هيئة المنفذية فوجد المنفذ العام وناموس المنفذية غائبين، فقرّر أن يتم هذا الاتصال وإن بناظر المالية وانطلق إليه.
في الطريق، جاء من الرفقاء من يسرّ في أذن الزعيم أن مركز ناظر المالية الاجتماعي وضيع وهو يتعاطى مهنة إسكافيّ، وهو يسكن في البلدة القديمة. في أحد أزقّتها وفي بيت بسيط، فهل يجدر بالزعيم الذهاب إليه وهذه هي الحالة؟
ما كان من الزعيم إلا أن ازداد إصراراً على القيام بهذه الزيارة، فما همّه مهنته وهي ليست غير شريفة، وما همه مركزه الاجتماعي بل همّه مركزه الحزبي، وما همّه أين سكناه فالمهمّ الأخلاق والإخلاص والنضال.
وهكذا تمّت الزيارة إلى المسؤول الرسميّ أوّلاً وفي البلدة القديمة، مجتازاً الأزقّة الضيّقة التي ما كانت تخلو من الظلمة وتحتاج إلى الكثير من النظافة، ومنها إلى بيت الرفيق الدكتور شكر الله حدّاد 2 ».
ما زال حديث هذه الزيارة عظيمة المغزى موضع ذكرى في تاريخ منفذية صور للتدليل على المفاهيم الجديدة التي فرضتها النهضة السورية القومية الاجتماعية.
هوامش:
1 كاظم الخليل: نائب ووزير، وكان له حضوره السياسي الفاعل في صور ومناطق قرى الجنوب اللبناني.
2 شكر الله حدّاد: كان قد تولّى مسؤولية منفذ عام صور، ومن وجوه الحزب البارزين في تاريخ الحزب فيها. للاطّلاع على النبذة المعمّمة عنه الدخول إلى قسم «من تاريخنا» على موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info.