حزب الله: لاستكمال المناخات الإيجابية لمواجهة التحديات والتحضير للانتخابات
أكد حزب الله أننا سنُبقي على جهوزيتنا العالية إزاء أي عدوان صهيوني أو إرهابي محتمل ضد لبنان. وأشار حزب الله إلى أنه بفضل المقاومة السياسية والدبلوماسية تحرّر القرار السياسي في لبنان، ولفت إلى أن الأولوية لدينا هي حماية الاستقرار وتفعيل الحكومة والمؤسسات، لنستكمل المناخات الإيجابية لمواجهة التحديات المقبلة، والتحضير للانتخابات النيابية المقبلة.
وفي السياق، شدّد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد على أنه باستطاعتنا اليوم أن نقول إننا قطعنا شوطاً كبيراً في إعادة الوضع إلى طبيعته المرجوّة بعد المشاورات التي سيبدأها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي تصرّف بالفعل بعقلانية وبحكمة استثنائية ومميزة لمعالجة هذه الأزمة ووقف إلى جانبه الشعب اللبناني بكل قواه السياسية متضامناً مع نفسه، ففرض إرادته على كل من أراد الإخلال بأمنه واستقراره.
وتابع رعد خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله وأهالي بلدة كفرصير بمناسبة مرور ثلاثة أيام على استشهاد عدنان عباس قميحة في حسينية البلدة: «نحن في المقاومة إذ نُبقي على جهوزيتنا العالية إزاء أي تحرك عدواني سواءٌ من «إسرائيل» أو من الإرهابيين، نرصد أن إثر هزيمة «داعش «سيفكّر مَن تبقى ومن لاذَ بالفرار إلى هذا الجحر أو ذاك بأعمال إرهابية ربما كرد فعل على هزيمتهم، وعلينا أن نتصرّف بحذر، وأن تستيقظ جيدًا أجهزتنا الأمنية والعسكرية من أجل أن نصون استقرارنا وأن نمنع أي عبث بأمننا، وإن كان عبثاً فردياً لا يستطيع أن يقلب طاولة في هذا البلد».
ورأى رئيس كتلة الوفاء للمقاومة خلال احتفال تكريميّ آخر للشهيد حمزة سلمان كريّم في حسينية بلدته جبشيت أن «العدو «الإسرائيليّ» غير جاهز للحرب ولن يصبح جاهزاً في وقت قريب للحرب». وأضاف أننا نعرف ماذا يفعل «الإسرائيلي» وكيف يحضّر، ويناور، ويجهّز، وأننا نترصّده خطوة بخطوة. كما وأشار إلى أنّ المقاومة وهي تتصدّى لهذا المشروع الضخم الواسع المتعدّد الأهداف الذي يريد في العمق أن يسقط قدرة شعبنا وأهلنا على رفض الاحتلال والطغيان والاستبداد والمشاريع للتسلّط والهيمنة التي يُراد أن تُفرض على بلادهم. وهذا هو عمق الاستهداف»، مضيفاً أننا «اليوم أكثر قدرة على مواجهة هذا الاستهداف ولن يستطيع أحد أن يلوي ذراعنا في هذا المجال».
ورأى وزير الشباب والرياضة محمد فنيش من جهته «أننا تجاوزنا مشروع فتنة جديد أريد للبنانيين أن يقعوا فيه، بحكمة القيادات والموقف القويّ والصلب لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ودور رئيس مجلس النواب نبيه بري والقوى السياسية الواعية، وتمكّنا من أخذ البلد إلى مرحلة فيها الحرص على الاستقرار السياسي. وبالتالي فإن المرحلة المقبلة، هي البحث السياسي من أجل تثبيت هذا الاستقرار، وتجنيب لبنان ما يُحاك له من أجل إلحاقه بتداعيات أزمات المنطقة».
وأشار فنيش خلال رعايته حملة تشجير في بلدة طيرفلسية الجنوبية، إلى أننا «بانتظار جلاء الاتصالات الجارية مع كل انفتاحنا وحرصنا مع ما يخدم المصلحة الوطنية، على أمل أن تستأنف الحكومة نشاطها بعد التريّث وبعد احتفاظ رئيس الحكومة باستقالته، لأن هذا يعني أن الحكومة لا تزال قائمة دستورياً»، لافتاً إلى أن «هناك بعض المساعي السياسية من أجل أن تعود الحكومة لممارسة نشاطها وتحقيق الإنجازات التي حققت الكثير منها وما زال أمامها الكثير أيضاً، وهي تستطيع أن تفعل ذلك بما أننا باستطاعتنا أن نعالج مشاكلنا بالتفاهم والحوار».
ورأى النائب علي فياض أن الاستقرار في البلد قد أُنقذ خلال الفترة الماضية، وما يُعمل عليه الآن، هو تصفية ذيول المرحلة الماضية لإعادة تفعيل الحكومة، وشدّ أزر علاقة المكوّنات اللبنانية ببعضها البعض. وأكد فياض خلال جولة تفقدية على المدارس الرسمية التي تقع ضمن نطاق اتحاد بلديات جبل عامل، وذلك للاطلاع على التقديمات والمساعدات التي قدّمها الاتحاد لصفوف مرحلة الروضات أن المناخات الإيجابية هي أقوى من الاتجاهات التي تعمل سلباً، و«بالتالي نحن نتطلّع بكثير من التفاؤل للمرحلة المقبلة، وإن شاء الله ستعود الحكومة لكي تعمل بفاعلية، ونحن كما كنا دوماً، فإن الأولوية لدينا هي حماية الاستقرار وتفعيل الحكومة والمؤسسات، لنستكمل المناخات الإيجابية لمواجهة التحديات المقبلة، والتحضير للانتخابات النيابية المقبلة التي يجب أن تتم في وقتها المحدد».
وشدد النائب حسن فضل الله من جهته، خلال مشاركته في الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله للشهيد حسن حسين حميد في حسينية بلدة بيت ليف الجنوبية، على أنه «كما حمت المقاومة العسكرية المسلحة البلد وحرّرت الأرض من العدوين «الإسرائيلي» والتكفيري، استطاعت المقاومة السياسية والدبلوماسية بقيادة رئيس البلاد العماد ميشال عون وبمؤازرة وتضامن من رئيس مجلس النواب نبيه بري، واصطفاف وطني لقوى سياسية أساسية، أن تحرر الإرادة السياسية والقرار السياسي في لبنان»، مشيرًا إلى أن «الأكثرية الساحقة قالت للمتآمرين ليس لكم مكان في لبنان، ولا يمكن ليدكم أن تمتد لتخرب هذا البلد من جديد. فهذا الزمن الذي كان يتلاعب به بلبنان من العدو «الإسرائيلي» أو من بعض الدول العربية أو من بعض المنظومات الدولية قد انتهى، لا سيما وأنه أصبح لدينا في لبنان إمكانية لمواجهة كل ضغط وتحدّ».
وشدد النائب فضل الله على أننا «استطعنا أن نحبط مشروعًا تخريبيًا للبنان بفضل هذه المقاومة السياسية التي قالت للجميع كفى تلاعباً وتدخلاً، لا سيما أن هذا البلد الذي كان يعتقد البعض أنه متنزه وساحة وملعب ومحل للتسلية على المستوى السياسي والأخلاقي وغير ذلك، أصبح غير ذلك كلياً، فهناك لبنان جديد قد ولد في عصر هذه المقاومة والإرادة السياسية».
وأكد النائب فضل الله أن «الحكومة معنية بأن تجتمع وتعود إلى العمل، لا سيما أنه لا يوجد لدينا أية مشكلة في صيغة الخروج من هذه الأزمة، ولكن هناك أولويات لبنانية ووطنية علينا أن نعود جميعاً إليها، وكان لدينا مسار يتقدّم على مستوى مالي واقتصادي وإنمائي، والتحضير للانتخابات النيابية، وبالتالي علينا جميعاً أن نعود إلى مسارنا الداخلي».
ورأى النائب نوار الساحلي، أن لبنان «الذي يعيش في محيط ملتهب في سورية والعراق وما حصل مؤخراً في مصر، استطاع تجنب مخاطر الفتنة بفعل وعي أبنائه، وثلاثية الجيش والشعب والمقاومة التي قدمت الغالي والنفيس ليبقى البلد».
تابع الساحلي خلال احتفال تأبيني في الهرمل: «المقاومة رأت أن من الواجب مقاتلة الإرهاب، بعد أن وصل إلى الحدود وهدّد الآمنين في قرى البقاع الشمالي، ولم يكن خيار إلا القتال لحماية لبنان، وعلى كل لبناني شريف أن يعترف بالأمر، وقوة لبنان بقوة مقاومته وجيشه والشعب الذي يحتضنه». واستغرب «موقف بعض الساسة من المشاريع التي كان تراد للبلد».