المقداد يؤكّد أنّ استخدام السلاح الكيميائي عمل لا أخلاقي.. ولافروف يرى وحدة أراضي سورية ضرورة مطلقة

أكّد الدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية والمغتربين رئيس اللجنة الوطنية لتنفيذ التزامات الجمهورية العربية السورية بموجب اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية أنّ سورية نفّذت على نحو تامّ جميع المتطلّبات بموجب انضمامها إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، مشدّداً على أنّ سورية تدين بأشدّ العبارات استخدام الأسلحة الكيميائية وتعتبره عملاً لا أخلاقياً.

وقال الدكتور المقداد في بيان الجمهورية العربية السورية أمام الدورة الثانية والعشرين لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية، الذي بدأ أعماله أمس في لاهاي، إنّ سورية نفّذت على نحو تامّ جميع المتطلّبات بموجب انضمامها إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وأنّ النجاح الذي تحقّق في التخلّص من الأسلحة الكيميائية السورية لم يرق لبعض الدول أو الجهات التي كانت تريد استثمار هذه المسألة لزعزعة الأمن والاستقرار في سورية وإضعاف حكومتها وتقويض مقدراتها، ولهذا دفعت تلك الدول والجهات بأدواتها العميلة ومرتزقتها التي جلبتها من كلّ أصقاع العالم إلى سورية للقيام بالأعمال الإرهابيّة، بما فيها استخدام الأسلحة الكيميائية والمواد الكيميائية السامّة ضدّ المدنيين وضدّ الجيش العربي السوري، وفبركة سيناريوات وتوفير شهود زور لبناء اتّهامات باطلة تشوّه صورة سورية.

وشدّد الدكتور المقداد على أنّ الجمهورية العربية السورية تدين بأشدّ العبارات استخدام الأسلحة الكيميائية في أيّ مكان ومن قِبل أي كان وتحت أيّ ظروف، وتعتبره عملاً لا أخلاقياً ويشكّل انتهاكاً واضحاً للاتفاقية وللقوانين الدولية.

على صعيدٍ آخر، صرّح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأنّ مؤتمر الحوار الوطني السوري يراد منه أن يساهم في الإصلاح الدستوري في سورية، والتحضير للانتخابات الرئاسية والبرلمانية.

وقال لافروف في تصريح لوكالة «إنترفاكس»: «الآن كما تعرفون، تقدّمت قمّة سوتشي للرؤساء بوتين وروحاني وأردوغان بمبادرة عقد مؤتمر الحوار الوطني السوري، الذي ستكون المسألة الأهم فيه إصلاح الدستور والتحضير للانتخابات على هذا الأساس، أي الانتخابات البرلمانية والرئيسيّة».

وتابع قائلاً: «ولكن لا يمكن أن يقرّر ذلك إلّا الشعب السوري. والمؤتمر الذي نقترح عقده هو أحد أشكال التحرّك نحو هذا الهدف». وأضاف: «نأمل بأن يكون ذلك مساهمة في المفاوضات التي من المقرّر استئنافها في جنيف برعاية الأمم المتحدة».

وبخصوص مواعيد عقد المؤتمر، أكّد لافروف أنّه سيتمّ الإعلان عنها في وقتٍ لاحق.

وشدّد لافروف كذلك على أنّ موسكو تعتبر «وحدة أراضي سورية ضرورة مطلقة. وحتى الآن لم يقل أحد، وأتمنّى ألّا يقول أبداً، إنّ هذا المبدأ يمكن التشكيك فيه».

وردّاً على سؤال عن إمكانية مناقشة وحدة أراضي سورية في الظروف الراهنة بدون إثارة مسألة الفدرالية، نظراً للعامل الكردي، قال لافروف إنّ «الأفكار حول نظام الدولة تجب مناقشتها في إطار الحوار السوري السوري، الذي تسنّى تحفيزه، بعد عدّة محاولات فاشلة برعاية الأمم المتحدة، من خلال إطلاق عملية أستانة، حيث جلست الحكومة والمعارضة المسلّحة لأول مرة على طاولة الحوار».

وأشار لافروف إلى أنّ مبدأ وحدة أراضي سورية ثبّت في قرارات مجلس الأمن الدولي، وتمّ التأكيد عليه أثناء القمّة الثلاثية لروسيا وتركيا وإيران في سوتشي.

وفي السياق، أفادت مصادر دبلوماسية لوكالة «نوفوستي» بتأجيل مؤتمر الحوار الوطني السوري في مدينة سوتشي الروسية إلى شهر شباط المقبل.

ونقلت وكالة «نوفوستي» عن مصدر دبلوماسي مطّلع قوله: «في الوقت الحالي يجري التحضير للمؤتمر، ولن يُعقد قبل كانون الثاني، وعلى الأرجح في شباط».

هذا، وأكّد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنّ موعد عقد مؤتمر الحوار الوطني في مدينة سوتشي لم يحدَّد بعد، وسيتمّ الإعلان عنه في وقتٍ لاحق.

من جانبه، أكّد نائب وزير الخارجية الروسي، غينادي غاتيلوف، أنّه من الصعب في الوقت الحالي الحديث عن مواعيد عقد المؤتمر.

وقال غاتيلوف في حديث لوكالة «تاس»، إنّ «التحضير لعقد المؤتمر يجري بشكلٍ مكثّف، ومن الصعب أن نقول الآن كم من الوقت سيستغرق ذلك».

ومن المتوقَّع أن يشارك في المؤتمر الحكومة السوريّة ووفد موحَّد للمعارضة، يضمّ ممثّلين عن مختلف المنصّات والمنظّمات المعارضة والفصائل المسلّحة.

من جهته، أكّد المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا على ضرورة أن تجري الجولة القادمة من مفاوضات جنيف بين وفدَيْ الحكومة والمعارضة، من دون شروط مسبقة.

وقال دي ميستورا، متحدّثاً عبر قناة تلفزيونية من جنيف، خلال كلمة لمجلس الأمن الدولي: «تلقّينا الليلة الماضية رسالة مفادها أنّ الحكومة السوريّة لن تسافر إلى جنيف اليوم».

وأعرب عن أمله بأن يصل وفد دمشق إلى جنيف في القريب العاجل للمشاركة في المفاوضات المقرّر أن تنطلق اليوم، «خاصة في ضوء التزامات الرئيس السوري بشار الأسد» في مدينة سوتشى.

وتابع المبعوث الأممي أنّ «هدفنا النهائي هو تنظيم انتخابات عادلة يشارك فيها جميع السوريّين».

واعتبر أنّ «الأزمة السوريّة هي الأسوأ في تاريخ الأمم المتحدة»، مبيّناً أنّ «إعادة إعمار سورية بعد أكثر من 6 سنوات من الحرب، تحتاج 250 مليار دولار أميركي على الأقل».

وكانت صحيفة «الوطن» السورية كشفت، نقلاً عن مصادر دبلوماسية، أنّ وفد الحكومة أرجأ السفر إلى جنيف، لأنّ دمشق مستاءة من البيان الصادر عن اجتماع المعارضة السورية في الرياض الأسبوع الماضي.

وأضافت المصادر للصحيفة، أنّ دمشق ترى في بيان الرياض «عودة إلى المربع الأول في المفاوضات».

على الصعيد الميداني، أعلن مصدر في الخارجية الروسية أنّ موسكو تبحث مع دمشق فكرة نشر قوّات حفظ سلام في مناطق خفض التصعيد في سورية.

وقال المصدر لـ«سبوتنيك»: «إنّ هذه الفكرة يُبحث فيها من فترة لأخرى من قِبلنا وقِبل السوريين، وفي ما يخصّ المشاركين المحتملين لهذه البعثة».

وأوضح: «ننطلق من أنّ أيّ قوات حفظ سلام على أراضي دولة ذات سيادة ينبغي أن تُنشر بموافقة الحكومة الشرعيّة لهذه الدولة العضو في الأمم المتحدة، وفي هذه الحالة الجمهورية العربية السورية، لذلك يجب الاتفاق على جميع هذه القضايا معها، حتى المبادرة يجب أن تأتي من الحكومة في دمشق».

وفي السياق، أعلن مصدر عسكري مساء أمس، استعادة السيطرة على مدينة العشارة وبلدات وقرى بين الميادين والبوكمال بريف دير الزور الجنوبي الشرقي بعد تدمير آخر تحصينات تنظيم «داعش» الإرهابي فيها.

وأفاد المصدر في تصريح لـ«سانا»، بأنّ وحدات من الجيش العربي السوري بالتعاون مع القوّات الحليفة واصلت عملياتها العسكرية بنجاح ضدّ تنظيم داعش الإرهابي بريف دير الزور الجنوبي الشرقي، واستعادت السيطرة على مدينة العشارة وعدة بلدات وقرى بين مدينتَي الميادين والبوكمال أهمها الغريبة ودبلان وصبيخان والشكمة والدوير وسويدان ومحكان.

وأشار المصدر العسكري إلى أنّ العمليات أسفرت عن القضاء على عشرات الإرهابيّين، من بينهم من يسمّى الأمير الشرعي لتنظيم «داعش» في سورية «مصطفى عبد الجبار السعودي»، وأمير ديوان «داعش» في حوض الفرات «إبراهيم رمضان الشيخ»، وأمير الاقتحامات «أبو حذيفة العراقي» والملقب بأمير المفخّخات «أبو يوسف العراقي».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى