الجيش اليمني يُطلق صاروخ «كروز» على مفاعل براكة النووي في أبو ظبي.. والإمارات تنفي
أعلنت القوة الصاروخية اليمنية إطلاق صاروخ من طراز «كروز» على مفاعل براكة النووي في أبو ظبي.
وأكد مصدر في القوة الصاروخية «إصابة المفاعل بعد استهدافه بصاروخ مجنّح نوع كروز».
وتوضيحاً، أعلن مساعد الناطق باسم القوات المسلحة اليمنية عزيز راشد «أنّ إرسال صاروخ كروز إلى مفاعل أبو ظبي رسالة سياسية وعسكرية»، كاشفاً أنّ «الصاروخ أصاب هدفه العسكري».
وكشف راشد أنّ «الصاروخ هو إنجاز يمني صرف ولدينا القدرات على إنتاج صواريخ كهذه، وأن مداه يبلغ 1600 كلم»، مؤكداً أن «ضرباتنا مشروعة وقانونية، لإنها تأتي في إطار الدفاع عن أنفسنا إزاء العدوان المستمرّ على بلدنا».
وتقع محطة براكة للطاقة النووية في المنطقة الغربية لإمارة أبو ظبي وتطلّ على الخليج العربي وتبعد نحو 53 كيلومتراً إلى الجنوب الغربي من مدينة الرويس. وفي عام 2020، سيحتوي هذا الموقع على أربع محطّات للطاقة النووية.
وكان عبد الملك الحوثي زعيم حركة أنصار الله في اليمن كشف في شهر أيلول 2017 أنّ «القوة الصاروخية للجيش اليمني واللجان الشعبية باتت قادرةً على استهداف نقاط أبعد من العاصمة السعودية، الرياض».
أكد الحوثي «نجاح تجربة صاروخية خلال هذا الشهر استهدفت العاصمة الإماراتية أبو ظبي، كما حذّر الدول والشركات التي تمتلك استثمارات في الإمارات من أنّ هذا البلد لم يعُد آمناً بعد العدوان على اليمن».
وكان قد هدّد الناطق باسم جماعة «أنصار الله»، محمد عبد السلام، في 28 تشرين الأول الماضي بـ «استهداف العاصمة الإماراتية أبو ظبي بالصواريخ الباليستية، وتصعيد العمليات العسكرية على الشريط الحدودي مع السعودية».
وقال إن «أبو ظبي هدف عسكري رئيسي ومباشر لصواريخنا الباليستية»، وذلك عشية اجتماع لوزراء خارجية ورؤساء أركان جيوش دول التحالف العربي بالعاصمة السعودية الرياض، وفقاً لوكالة أنباء الأناضول.
وفي 4 تشرين الثاني الماضي اعترف المتحدّث الرسمي باسم التحالف السعودي تركي المالكي بـ «إطلاق صاروخ باليستي من داخل الأراضي اليمنية باتجاه الأراضي السعودية».
وأشار المالكي إلى أن «الصاروخ كان يسير باتجاه العاصمة السعودية الرياض عندما تمّ اعتراضه، ما أدّى إلى تناثر شظاياه في منطقة غير مأهولة شرق مطار الملك خالد الدولي، مؤكداً أن الأمر لم يؤدِ إلى وقوع أية إصابات».
في المقابل، نفت الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات «المزاعم التي رددّها الحوثيون في اليمن بشأن إطلاق صاروخ اليوم تجاه المجال الجوي لدولة الامارات العربية المتحدة».
وشدّدت الهيئة في بيان لها على أنّ «دولة الإمارات العربية المتحدة تمتلك منظومة دفاع جوي قادرة على التعامل مع أي تهديد من أي نوع».
وإذّ أشارت إلى أن «مشروع مفاعل براكة محصّن ومنيع تجاه كل الاحتمالات، وأنه يتمتع بكل إجراءات الأمن والسلامة والأمان النووي التي تتطلبها مثل هذه المشروعات الوطنية العملاقة»، طمأنت الهيئة «جموع شعب الإمارات والمقيمين على أرضها بأن أجواء الدولة آمنة»، مؤكدةً أن «دولة الإمارات ستبقى أبداً عامرة بالأمن والأمان مؤمنة بنهجها القائم على السلم والسلام».
في سياق متصل، كشفت مصادر يمنية عن «وساطة عُمانية لاحتواء المواجهات بين أنصار الله وقيادة المؤتمر الشعبي العام».
وقالت المصادر «إن الوساطة المذكورة تسعى لتهدئة أنصارالله وتأمين خروج آمن للرئيس السابق علي عبدالله صالح».
وبحسب مصدر محلي «سيطرت اللجان الشعبية على منزل الرئيس السابق صالح في قرية الدجاج ومقرّ اللجنة الدائمة لحزبه سابقاً بالحصبة وجمعية كنعان، ومقرّ قناة اليمن اليوم التابعة لصالح».
وتحدّث عن «انفجارات متقطعة هزّت الأحياء الجنوبية لصنعاء في ظل سيطرة اللجان الشعبية على الوضع هناك، حيث أمّنت طريق صعدة عمران صنعاء واعتقلت العشرات من الموالين لصالح في عمران».
وتعمل اللجان لـ «تطبيع الوضع في محافظة حجة غرب اليمن»، بحسب ما أفاد المصدر.
وكان مصدر أمنيّ أكد أول أمس، «استتباب الوضع في الأحياء الجنوبية بعد انتشار القوات الأمنية واللجان الشعبية في الحيّ السياسيّ وشارعَيْ الجزائر وبغداد».
وأشارت مصادر إعلامية إلى «سيطرة الجيش على معسكرات ومبانٍ محيطة بمنزل نجل الرئيس عبدالله صالح طارق والسفارة السعودية».
وصدر عن المؤتمر الشعبي العام بيان جاء فيه أنّ موقفه «ثابت في مواجهة العدوان سواء بالشراكة أو من دونها»، مشيراً إلى أنّ «خطاب رئيس المؤتمر فُسِّر بطريقة خاطئة لتبرير تصرفاتهم العدوانية».
ورحّب البيان بـ «أي جهود توّحد الصف الداخلي وتزيل كل أسباب التوتر القائم».
وجاء في البيان أيضاً «تصاعدت الأحداث حتى وصلت إلى القيام بمهاجمة جامع الصالح واقتحامه والاعتداء على منازل القيادات المؤتمرية ومقار المؤتمر وحلفائه وعدد من منازل أقارب رئيس المؤتمر الشعبي العام».
وأضاف «هذا الأمر جعلنا في موقف حرج استدعى منا الدعوة إلى وقف هذه الفوضى والالتزام بالنظام والقانون والحفاظ على النظام الجمهوري، وتفعيل مؤسسات الدولة لتتمكّن من أداء واجباتها بموجب الدستور والقانون ويوحّد الصف الوطني ويحافظ على تماسك الجبهة الداخلية، وتوجيه كل الطاقات والجهود الوطنية نحو الدفاع عن الوطن».
وأكد البيان المذكور أن «موقف المؤتمر الشعبي العام ثابت ومبدئي وراسخ في مواجهة العدوان سواءٌ في ظل الشراكة أو في غياب الشراكة، وليس كما فسّر خطاب رئيس المؤتمر أول أمس السبت تفسيراً خاطئاً لتبرير تصرفاتهم العدوانية».
من جهته، كشف الناطق باسم حركة أنصار الله محمد عبدالسلام عن «مؤامرة كبرى حيكت ضدّنا، وراهنوا عليها لكن سرعان ما سقطت وسقطوا هم فيها».
وأضاف في تغريدة له عبر تويتر أنّهم «أول أمس السبت احتفلوا إعلامياً بسقوط العاصمة وخمس محافظات ومساء يقصف طيران عدوانهم صنعاء والخمس المحافظات وغيرها
فما بهم يقصفون مناطق قد أسقطوها»!
وسأل «أي تحالف هذا يقصف مستجدين انضموا إليه»!؟
وكان عبد السلام قال ليل أول أمس «إنّ الأجهزة الأمنية وبالتعاون مع القبائل استطاعت استعادة المعسكرات التي سيطرت عليها ميليشيات المؤتمر الشعبي العام في العاصمة صنعاء».
وأضاف عبد السلام «إنّ الطرف الذي بادر الى افتعال هذه الأزمة حاول التمركز في بعض الأحياء في العاصمة».
وبحسب عبد السلام فإنّه «لم يكن هناك تجاوب في الشارع اليمني مع دعوات الميليشيات».
بدوره، قال محافظ لحج أحمد الصبيحي «إنّ ما يجري من استهداف لأمن صنعاء يخدم العدوان الخارجيّ»، داعياً إلى «وقف سفك الدماء وإلى الوحدة».
في الوقت نفسه، أكد عضو المجلس السياسي لحركة أنصار الله محمد البخيتي بأنّ «هناك مبالغات كثيرة لما يحصل في صنعاء»، مضيفاً أن «الأمور يجري حسمها بشكل سريع جداً، ويجري تنسيق بين الطيران السعودي وبعض الممارسات في الداخل».
وقال البخيتي إن «صالح كان يقدّم المعلومات عن الجبهات للعدوان السعودي»، مشيراً إلى أن «الخطوات التي اتخذها صالح كشفت بعض الحقائق، وهو كان يصف معركة الدفاع عن الوطن بالعبثية ويشوّهها»، كما لفت إلى أن «صالح غير موجود بتاتاً في مواجهة العدوان السعودي وهو كان يعمل على تثبيط إرسال المقاتلين للجبهات».
وقال عضو المجلس السياسي لحركة أنصار الله إن «خطاب صالح كان بمثابة إعلان الحرب علينا… والسؤال بالنسبة لنا كان متى سينقلب صالح علينا وليس إن كان سينقلب أصلاً»، مشدداً على أن «المشكلة ليست شخصية بل ما قام به صالح هو خيانة واضحة».
وأكد البخيتي أن «هناك قيادات في حزب المؤتمر غير راضين عن تصريحات صالح وعليهم التوجّه إلى تشكيل قيادات جديدة»، لافتاً إلى أن «المعركة مفتوحة مع العدو ومَن يريد إثبات أنّه فهم خطئاً فليتوجّه إلى محاربة العدوان».
وأشار إلى أن «الحركة مستعدة لضمان أمان أي شخص وأن يعيش سالماً، بشرط أن يلزم الحياد وألا يقوم بعمليات عدائية ضدّها»، منوّهاً إلى أن «الحركة لا تغلق أبواب التوبة لكن التوبة ستكون بشروط».
وإذّ اعتبر أن «أي تسوية مع صالح يجب أن تتضمّن ضمانات»، أضاف أن «أي ضمانات مع علي عبد الله الصالح لن تمس كرامته بالتأكيد».
وتطرّق البخيتي إلى «موضوع الصاروخ الذي أطلقته القوة الصاروخية اليمنية على مفاعل براكة النووي في أبو ظبي»، وأكد أن «إطلاق الصاروخ على أبو ظبي يأتي في سياق حق الدفاع عن النفس»، مشدداً على «أنّ الإمارات تنكر إطلاق الصاروخ بسبب خجلها، وبالرغم من الإنكار، فإن الرسالة وصلت».
في حين، أعرب المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد عن «قلقه من الاقتتال في صنعاء»، محذِّراً منَ «آثاره الخطيرة على المدنيين».
ولد الشيخ دعا الأطرافَ اليمنيّين إلى «احترام التزاماتهم بموجب القانون الانسانيِّ الدولي وممارسة ضبط النفس والانخراط في عملية السلام».