لقاءات القاهرة… دون المستوى المطلوب
رامز مصطفى
لم يكن لدينا أية شكوك على أنّ الفصائل التي ذهبت إلى القاهرة في 21 من الشهر الماضي للحوار في ما بينها على عناوين كانت حركتي حماس وفتح قد وقعت عليها في القاهرة في منتصف تشرين أول المنصرم، أن تكون تلك الفصائل قادرة أن تفرض رؤيتها على الطاولة، من أجل وضع آليات زمنية للاتفاقات السابقة منذ آذار 2005 في القاهرة وحتى أيار 2011 في القاهرة أيضاً.
والمتتبع للمواقف التي أطلقتها قيادات فتحاوية قبل لقاءات القاهرة الأخيرة، حول عدم رفع العقوبات عن قطاع غزة، والبحث في أية قضايا تتعلق باتفاقات المصالحة السابقة، ما لم يتم تمكين حكومة الوفاق الوطني من الإمساك فعلياً بالوزارات الموجودة في قطاع غزة. لتأتي زيارة اللواء ماجد فرج مدير مخابرات السلطة إلى قطاع غزة واجتماعه مع قيادات حماس وفي مقدمتهم قائدها في غزة الأخ يحيى السنوار، وما تسرب منه أن اللواء فرج حاول إقناع حماس في الموافقة على تأجيل اجتماعات القاهرة، وعدم طرح القضايا المدرجة على جدول أعمال الحوار بين وفود الفصائل. وبالتالي أي فرج كان قد تمنى على حركة حماس تأجيل مناقشة ملفات المصالحة، وأن تتم المباحثات بين حركة فتح وحماس دون الوساطة المصرية، على أن فتح تستطيع مع حماس الوصول لاتفاق دون وساطة خارجية وحتى دون حضور باقي الفصائل الفلسطينية لأنها تشوش وتزيد من تعميق المشاكل. وتزيد مصادر حماس على ذلك أن اللواء فرج قد صارحهم: «أن السلطة تتعرض لضغوط من الإدارة الأميركية. والإسرائيليون يهددون بقطع أموال الضرائب عنا إذا مضينا في طريق المصالحة، ونحن لا نستطيع أن نواجه «. وفوق كل ذلك إصرار رئيس السلطة السيد محمود عباس على عدم الحضور من خلفية أنه رئيس الشعب الفلسطيني. وبالتالي من سيحضر هو نائبه في حركة فتح الأخ محمود العالول الذي تغيب هو بدوره، يُدلل على أنه من غير المسموح للقاءات القاهرة أن تصل إلى أمور عملية. خصوصاً أن تركيبة وفد فتح ضم في عضويته اللواء ماجد فرج مسؤول المخابرات، وحسين الشيخ المسؤول عن التنسيق الأمني والاجتماعي مع الكيان العدو «الإسرائيلي»
وبغض النظر عن النقاشات التي دارت في لقاءات القاهرة، وما طرحته الفصائل، وهي صادقة في مجملها، إلاّ أن البيان الختامي يُدلل بما لا يدعو للشك أنه جاء من خارج توقعات الكثيرين، وأنا لسنا منهم، من خلفية أن الفصائل محكومة بعامل الوقت وهو عملياً أقلّ من 48 ساعة لتلك اللقاءات، وللعلم هي محددة سلفاً من قبل الجهة المصرية الراعية لتلك اللقاءات، وبالتالي الضغوط التي من الجائز قد مورست من قبل الجهة الراعية، وتعنّت وفد حركة فتح التي إذا ما صدقت ما نقلته حماس على لسان اللواء ماجد فرج، أن السلطة وحزبها يتعرضون للضغوط لعدم السير بالمصالحة، وهم لا يستطيعون أن يواجهوا تلك الضغوط.
كاتب وباحث سياسي