ردّاً على منتقدي الكتاب والكاتب
لورين رسلان القادري
ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان. يحتاج معه وجبةً خفيفة مع صحن الـ«سيزر سالاد» من مطعم «سقراط» في كافيتيريا معرض بيروت العربي الدولي للكتاب.
أضحى الكتاب عبئاً ينوء تحت نيره كثيرون من محدودي الدخل، لكنّ هؤلاء يستجمعون قواهم الاقتصادية، ويدّخرون من مصروفهم الضئيل، ليؤمّنوا مؤونة السنة من الكتب المطلوب شراؤها. أما الميسورون، فيئنّون مدّعين أنّ شراء الكتاب من المعرض يحتاج إلى ميزانية ربما كانت تضاهي ميزانية الدولة!
حركة الإصدارات وحفلات التوقيع لافتة وناشطة في المعرض هذه السنة كما كلّ سنة. وحركة الرائحين والغادين يتمشّون في الممرات بين دور النشر والكتب المعروضة المكشّرة عن عناوينها التي لم تجعل لُعاب الكثيرين يسيل، بحجّة أنّ سعرها باهظ!
سعر الكتاب «غالٍ»، ولكنّه أرخص من كلفة تناول وجبة غداء واحدة لشخص واحد في رحاب الكافيتيريا. فكيف بكلفة الغداء لعدة أشخاص حضروا إلى المعرض للتفرّج على الكتاب، ولشراء الطعام والتقاط الصور التذكارية مع شعراء وكتّاب وفنّانين، لينشروها بعد لحظات على مواقع التواصل الاجتماعي من أجل أن يقال إنّهم مثقّفون!
يعزّ عليّ أن يشكو من كلفة سعر الكتاب، أولئك المثقّفون، أو بالأحرى الموضوعةُ أسماؤهم على لائحة المثقّفين. أولئك الذين يرتدي واحدُهم قميصاُ جديداً ذا ماركة معروفة تليق بثقافته، ليزور به المعرض ولا يشتري كتاباً.
سعر الكتاب هو سعر الورق وتكلفة الطباعة والنشر، أما المحتوى شعراً كان أم نثراً، فلا يقدّر بثمن.
إذاً، فشاري الكتاب يدفع كلفة النشر فقط، ومع هذا «يربّح الشاعر أو الكاتب جميلاً»!
سيتحوّل معرض الكتاب إلى موسم ترفيهيّ كما تحوّل شهر رمضان لدى الكثيرين إلى شهرٍ للطعام والمسلسلات والنرجيلة!
أسفي على الثقافة والمثقّفين!
كاتبة وشاعرة لبنانية