حردان: قرار ترامب بنقل السفارة الأميركية إلى القدس فعل مجنون يُطلق الفوضى في المستويات كلها
أكد رئيس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان أهمية صون وحدة لبنان واللبنانيين وحماية السلم الأهلي، ومواجهة كلّ المحاولات التي تعرّض أمن البلد واستقراره للخطر، لافتاً إلى أنّ تجاوز قطوع الأزمة التي مرّ بها لبنان مؤخراً، إنجاز وطني يصبّ في صالح تعزيز التماسك الداخلي وتحصين القرار الوطني، وهذا ما يجب البناء عليه لمواجهة أيّ تحدّ يواجه لبنان.
وشدّد حردان خلال استقباله في مكتبه أمس، رئيس حزب الوفاق الوطني بلال تقي الدين، بحضور عميد الإعلام معن حمية، على أنّ لبنان معنيّ بالحفاظ على عناصر قوّته التي فرضت معادلة ردع بمواجهة العدو الصهيوني وبمواجهة الإرهاب بأشكاله كلّها. فلولا عناصر هذه القوة، المتمثلة بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة، لكان لبنان اليوم، خاضعاً للهيمنة والغطرسة العدوانية ولكلّ أشكال الابتزاز السياسي والارتهان في الموقف.
وإذ ذكّر حردان بالأراضي اللبنانية التي لا تزال تحت الاحتلال «الإسرائيلي»، دعا إلى تحشيد الطاقات لإنجاز التحرير الكامل، ولمنع العدو من انتهاك سيادة لبنان واستخدام طائراته الأجواء اللبنانية لشنّ عمليات عدوانية ضدّ سورية.
وأوضح حردان أنّ لبنان معنيّ بأن يقيم أفضل العلاقات مع محيطه القومي وتحديداً سورية، إنفاذاً لما تنصّ عليه الاتفاقات والمعاهدات المشتركة، وأن تبادر الحكومة اللبنانية إلى معالجة الملفات الأساسية مع نظيرتها السورية لا سيما قضية النازحين التي يقول لبنان إنها تشكل أعباء عليه.
ولفت حردان إلى أنّ هناك تحديات اقتصادية تواجه لبنان، والمطلوب معالجات سريعة ومجدية للحدّ من التداعيات التي تفاقم الأزمات الحياتية والمعيشية التي يعاني منها السواد الأعظم من اللبنانيين، وتضاعف الأعباء على كاهل المواطنين في ظلّ أوضاع اقتصادية صعبة ومتردّية.
وتوقّف حردان عند التطوّر الخطير في ما يتعلّق بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب نقل السفارة الأميركية الى القدس، فأكد أنّ قراراً كهذا يمثل عدواناً موصوفاً على قضية شعبنا الفلسطيني العادلة. وهو يناقض القانون والمواثيق الدولية، وهو تكريس لشريعة الغاب والاحتلال والعدوان، ولذلك نحن أمام حدث خطير وفعل مجنون، يدفع نحو المزيد من الفوضى على المستويات كلها.
حردان دعا القوى والحركات الشعبية في الساحات العربية كلها إلى التحرك رفضاً لهذه المغامرة الأميركية التي تستهدف تصفية المسألة الفلسطينية، ودعا القوى الفلسطينية إلى التكاتف والتلاحم والوحدة لمواجهة ما يهدّد قضية فلسطين وحق شعبنا في العودة والتحرير.
تقي الدين
من جهّته أكد تقي الدين بعد اللقاء أنّ «الالتفاف الشعبي بمكوّناته وأطيافه كافة حول الموقف اللبناني، شكّل عامل استقرار على الساحة الداخلية، وترجم بإعادة إطلاق العمل الحكومي».
ودعا تقي الدين إلى تعزيز الحوار بين جميع القوى السياسية لحفظ السلم الأهلي وإرساء الاستقرار الداخلي، لكي نتصدّى لمشروع الفتنة الذي كانت تحضّر له بعض الجهات للعبث بالأمن على الساحة اللبنانية .
ولفت تقي الدين الى أنّ «هناك فريقاً ربح وآخر خسر على مستوى المنطقة، وبات يُفترض بالحكومة اللبنانية بشخص رئيسها إعادة النظر مجدّداً في التنسيق مع الحكومة السورية، لأنّ ما يحصل على مستوى العلاقة لا يؤسّس لصفحة جديدة في العلاقات، بل يعمّق الشرخ ويؤخر إيجاد الحلول للأزمات المشتركة».
كما شدّد تقي الدين على أنّ «القدس ستبقى عاصمة للدولة الفلسطينية، رغماً عن إرادة الإحتلال الإسرائيلي والإدارة الأميركية»، معتبراً أنّ «التهديدات التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإعلان القدس عاصمة العدو الإسرائيلي الغاصب، تعبّر بوضوح عن انحياز الإدارة الأميركية التامّ للاحتلال الصهيوني. وهو بمثابة اعتداء سافر على الشعب الفلسطيني وعلى الشعوب العربية، ما يحتّم على الشارع العربي والأنظمة العربية التحرّك ضدّ هذه المؤامرة الكبيرة».