مختصر مفيد
مختصر مفيد
القدس : الخير في ما حصل
لم يكن ممكناً تخيُّل ما يقضي على أكذوبة الأمل بتفاوض يعيد الحقوق الفلسطينية وفي طليعتها القدس، بمثل ما فعلته القرارات الأميركية، باعتبار القدس مدينة موحدة غير قابلة للتقسيم عاصمة لـ«إسرائيل».
هذه الحقيقة هي الأساس للفرز بين معكسرين لم يعُد ممكناً التداخل بينهما معسكر يتمسّك بالقدس، ويقول إن التخلي عن التفاوض طريقه، ومعسكر يتمسّك بالسلام مع «إسرائيل» ويقول إن التنازل عن القدس طريقه.
ليس بالضرورة أن يتصادم الطرفان، لأن المهم أنهما لا يتداخلان ولا يتشابكان، ويختار الناس أحدهما بوضوح، بينما طوال سبعة عقود كان الناس يُجمعون أنهم يريدون القدس ويدّعي فريق التفاوض أنه سيُعيدها ويتّهم فريق المقاومة بتعطيل مسيرته نحو التفاوض لاستعادتها.
اليوم صار فريق التفاوض معنياً بالقول: انسوا القدس، فالعلاقة بأميركا و«إسرائيل» أغلى منها، وصار فريق القدس معنياً بالقول انسوا التفاوض، فالقدس أغلى من أن نبيعها لنيل رتبة عمالة لأميركا و«إسرائيل»، وأنبل من أن نبخل بالدماء لبلوغها.
الخير في ما حصل، لأنها ساعة الفرز والوضوح. فليقل بعض العرب أن العداء لإيران والمقاومة أقوى من العداء لـ«إسرائيل» ويستحق التضحية بالقدس. وليقل أهل المقاومة أنهم ماضون إلى القدس، مهما بلغت التضحيات.
ناصر قنديل