تواصل الاعتصامات الرافضة والمندِّدة بالإعلان الأميركي بشأن القدس المحتلّة: لإلغاء مفاعيل «أوسلو» ووقف التنسيق الأمني مع العدو واعتماد خيار الانتفاضة
تواصلت أمس الاعتصامات والمواقف المندّدة بإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب القدس المحتلّة عاصمة للكيان الصهيوني ونقل سفارة بلاده إليها.
وفي السياق، عقد «مؤتمر إنماء بيروت» لقاء بعد ظهر أمس تحت عنوان «بيروت تتضامن مع القدس»، في حضور المنسّق العام للمؤتمر عضو كتلة «المستقبل» النائب محمد قباني ممثّلاً رئيس الحكومة سعد الحريري، النوّاب: عمار حوري، هاني قبيسي وباسم الشاب، النائب السابق سليم دياب، عدد من مخاتير العاصمة، ممثّلين عن بلدية بيروت وعن الجمعيات الأهلية البيروتية وإعلاميين.
وأشار قباني إلى أنّ الرئيس الحريري طلب منه أن يمثّله في هذا اللقاء، وأنّه أعلن تضامنه مع أهداف الاجتماع، وقال: «القدس كانت وستبقى على مرّ الزمن، عاصمة دولة فلسطين، والمدينة المقدّسة عند المؤمنين، مسيحيّين ومسلمين».
أضاف: «من بيروت، وبِاسم كلّ فاعلياتها، نحيّي أبناء القدس وفلسطين المنتفضين ضدّ المحتل، يحمون مقدّساتهم بأجسادهم، ويؤكّدون حقهم التاريخي في عاصمتهم. نناشد قادة وشعوب العالم، بدءاً بالقادة والشعوب العربية، الوقوف بقوة ضدّ هذا القرار الجائر الناسف للسلام والمتعدّي على تاريخ المدينة المقدّسة. وهنا، لا بدّ من التنويه بالموقف الوطني الذي اتّخذه وزير خارجية لبنان جبران باسيل، وسط تخاذل الأنظمة العربية في مؤتمر القاهرة».
كذلك، نفّذت رابطة موظّفي الإدارة العامّة اعتصاماً مركزياً أمام مبنى t.v.a في بيروت، احتجاجاً على القرار الأميركي.
وألقى حسن وهبي كلمة بِاسم الرابطة، أشار فيها إلى أنّ «اعتصامنا اليوم يختلف عن اعتصاماتنا المعهودة للمطالبة بحقوقنا المادية من سلسلة رتب ورواتب وغيرها من المطالب». وقال: «اعتصامنا اليوم ملوّن بلون الكرامة والعزّة بالمطالبة بقدسنا الشريف لتبقى العاصمة الأبدية لفلسطين السليبة».
وقال: «علينا أن نكون على استعداد عربي وإسلامي لمواجهة بحجم هذه الخطوة، تتمثّل بإقفال السفارات في واشنطن، إذ إنّها لا تفعل شيئاً سوى تلقّي الأوامر الأميركية».
وختم: «نقول للمعتصمين والمتظاهرين لنصرة فلسطين، إنّ الأملاك العامّة في لبنان هي لكم فلا تعيثوا فيها الفساد والخراب، وإنّ القوى الأمنيّة هم إخوانكم فلا يوجد مبرّر للاحتكاك معهم بالطرق السلبية، وإنّنا بِاسم موظّفي الإدارة العامّة في لبنان سنبقى سدّاً منيعاً في وجه أي قرار يعتدي على حقوق فلسطين وحق شعبها، ونقول إنّ الاحتلال إلى زوال لطالما هناك إرادة حيّة بالمقاومة لاسترجاع المقدّسات».
وفي صيدا، نظّم موظّفو السراي الحكومي اعتصاماً شارك فيه محافظ الجنوب منصور ضو، رؤساء الدوائر والوحدات الإدارية العاملة في السراي وموظّفون رفعوا لافتات كُتب عليها «القدس عاصمة فلسطين للأبد».
وألقى رئيس مصلحة الصناعة في الجنوب، عضو الهيئة الإدارية لرابطة موظّفي الإدارة العامّة الدكتور ذيب هاشم كلمة، قال فيها: «إنّ نكبة كبرى تُحاك لهذه الأمة لتطال أقدس مقدساتها، وخطر على هويّتنا وتاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا».
وأكّد «أنّ قرار الرئيس الأميركي نقل سفارة بلاده إلى القدس والاعتراف بها عاصمة لكيان الاحتلال «الإسرائيلي»، لن يغير من الحق شيئاً، وهو قرار منعدم الوجود بحكم القانون الدولي والأخلاق وحقوق الإنسان والشرائع السماوية والأممية، ومهما طال ليل الأسر ستبقى فلسطين وعاصمتها القدس الأبدية».
ونظّم إداريّو وأطباء مستشفى نبيه برّي الحكومي الجامعي في النبطية، وقفة تضامنية مع القدس وفلسطين في باحة المستشفى بحضور رئيس مجلس الإدارة ومدير عام المستشفى الدكتور حسن وزنة، ووفد من أطباء مستشفى الشيخ راغب حرب، أطباء وممرّضات وممرضين وموظفين المستشفى.
وأكّد الدكتور وزنة في كلمته، أنّ «القرار الأميركي هو مستنكَر ومدان ومرفوض جملة وتفصيلاً، لأنّ القدس لن تُهوّد وستبقى عاصمة أبدية لفلسطين، ولايمكن لأيّ سلطة أن تنتزع هويّتها الإيمانية أو تشوّه حقيقة وجودها الراسخ في وجدان الأمة والعالم بأسره».
كما نظّم مكتب الشباب والرياضة في حركة «أمل» في الجنوب، اعتصاماً لطلاب الجامعات في النبطية، رُفعت خلاله الأعلام اللبنانية وأعلام فلسطين ولافتات تندّد بالقرار الأميركي، وردّد المعتصمون هتافات وطنية وأناشيد، ثم أحرقوا العلم «الإسرائيلي».
وألقى المسؤول التنظيمي لحركة «أمل» في الجنوب باسم لمع كلمة، أكّد فيها «أنّ القدس كانت وستبقى عاصمة أبدية لفلسطين».
ونظّمت بلدية أنصار بالتعاون مع الأحزاب والقوى الوطنية والقومية وقفة تضامنية مع القدس وفلسطين، ورفضاً لقرار الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة للصهاينة، أمام القصر البلدي بحضور ممثّلين عن الأحزاب وأعضاء المجلس البلدي والمخاتير ومدراء المدارس الرسمية والخاصة والمهنية والطلاب والأهالي حاملين اللافتات المندّدة بالقرار الأميركي.
ونظّمت الثانوية الجعفرية في صور وقفة تضامنية مع القدس قرب سارية العلم في مدينة صور، في حضور حشد من الفاعليات السياسية والدينية والاجتماعية والبلدية والتربوية والأهلية والفصائل الفلسطينية.
وتخلّلت الوقفة كلمة لمدير الثانوية الجعفرية حسن الدر، قال فيها: «نجتمع اليوم في هذه الوقفة التي نجدّد فيها إحياء كرامتنا وعزّتنا، وقفتنا ليست تضامناً مع بقعة من الأرض أو مجموعة من الحجارة، بل وقفتنا وقفة مع العزّة والكرامة والشرف».
ثمّ كانت كلمة لأمين سر حركة فتح في لبنان الحاج رفعت شناعة، قال فيها: «نقف اليوم لنقول للولايات المتحدة ورئيسها الذي أخذ قرارات تعبّر عن طبيعة هذه القيادة التي أصرّت على اتخاذ قرارات عشوائية من شأنها تدمير السِّلم العالمي وإدخال العالم في صراعات، ففي الوقت الذي كان يدعو ترامب إلى محاربة الإرهاب نسي أنّ قلب الإرهاب هو العدو «الإسرائيلي» المغتصب لأرضنا».
أضاف: «نحن اليوم على مفرق صعب ومعقّد، لأنّ الأزمة الحقيقية ليست في القرار الذي أخذه ترامب، بل الموضوع أكبر، لأنّ فيه تحدّياً للأمّة ولكلّ المؤسسات والهيئات الدولية والإنسانية والحقوقية».
بدوره، أكّد نائب المسؤول التنظيمي لحزب الله في المنطقة الأولى الشيخ أحمد مراد «وقوفنا مع المقاومة الفلسطينية، ومع الانتفاضة المباركة في وجه الاحتلال الصهيوني الغاصب».
بعده ألقى المسؤول الثقافي لحركة أمل في إقليم جبل عامل الشيخ ربيع قبيسي كلمة، أكّد فيها أنّ إعلان القدس عاصمة للكيان الصهيوني هو وعد بلفور ثاني، وهذه هي الحقيقة، وعلى جميع الشرفاء اليوم وكلّ الشعوب العربية أن تنتصر للقدس.
ثمّ كانت كلمة للأب ماريوس خيرالله ممثّلاً المطران ميخائيل أبرص.
مواقف
وفي المواقف، حيّا الأمين العام لحركة النضال اللبناني العربي النائب السابق فيصل الداود، في بيان له، «انتفاضات الشعوب العربية، و«نخصّ بالتحية شعبنا اللبناني الذي عبّر رئيسه العماد ميشال عون عن روح المقاومة في لبنان، ضدّ العدو الصهيوني ورفض تهويد القدس، والذي نقل وزير الخارجية جبران باسيل صورة لبنان المقاوم إلى اجتماع وزراء الخارجية العرب الذين أظهروا عدم جدّية في مواجهة القرار الأميركي، باستثناء الوزير باسيل الذي استحقّ صفة الوزير العربي الوحيد المقاوم والمدافع عن فلسطين، وسقوط النظام الرسمي العربي الذي منعت سلطاته شعوبها من التحرّك ضدّ وعد ترامب، إضافة إلى المجتمعات الدولية الحرّة التي هبّت للتضامن مع فلسطين وقدسها، التي حاول الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجديد اغتصابها، ومنحها لليهود، التي ليست حقاً لهم بل هي للفلسطينيين أبناء الكنعانيين منذ آلاف السنين، وجاء إليها اليهود طارئين غازين مستوطنين».
أضاف: «إنّنا إلى جانب الشعب الفلسطيني، الذي لم يتوقّف نضاله منذ أن قدمت العصابات الصهيونية إلى فلسطين، في عشرينيات القرن الماضي، وهو لم يعد ينتظر الأنظمة العربية التي باعت قضيته، ولا أيّ فصيل فلسطيني قدّم التنازلات، بل هو في انتفاضاته المتكرّرة ولجوئه إلى السلاح واستخدامه الصواريخ، إنّما يسير نحو تحرير فلسطين، كلّ فلسطين، وإنّ الكيان الصهيوني المصطنع الذي نشأ بوعد بلفور، لن يبقى مع وعد ترامب».
كذلك، أدانت «لجنة دعم المقاومة في فلسطين» في بيان، إعلان ترامب بأنّ القدس عاصمة لـ«إسرائيل»، وأكّدت «أنّ القدس كانت وستبقى عاصمة أبدية لفلسطين».
وأشارت إلى «أنّ هذا الإعلان هو بمثابة الدوس على كلّ القرارات الدولية، إذ لا شرعية لهذا القرار، وبالتالي لا شرعية للكيان على أرض فلسطين كلّ فلسطين، وهو أيضاً بمثابة نسف لما يسمّى بعملية السلام، ويطلق يد العدو للقيام بعملية التهجير للفلسطينيين من القدس ومصادرة أملاكهم».
ودعا «الجامعة العربية ومنظّمة التعاون الإسلامي للالتئام، وأن يصدروا قراراً ملزماً يعتبر القدس عاصمة أبدية لفلسطين وليست قابلة للتفاوض أو التنازل، وأن لا يكتفوا ببيانات الشجب والاستنكار، وأن يتحمّلوا مسؤولياتهم التاريخية أمام الله وأمام شعوبهم بقطع العلاقات الدبلوماسية مع الكيان وإغلاق السفارات ووقف التطبيع».
ودعا السلطة الفلسطينية إلى «إلغاء مفاعيل اتفاق أوسلو، وسحب الاعتراف بما يسمّى دولة الكيان ووقف التنسيق الأمني مع العدو، واعتماد خيار الانتفاضة والكفاح المسلّح لاستعادة الحق الفلسطيني، وتدعيم الوحدة الوطنيّة في وجه المشروع الرّامي لتصفية القضية الفلسطينيّة في المنطقة» .
من جهته، قال رئيس «الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة» الشيخ ماهر حمود: «نحن لا نتفاجأ بهذا القرار، ولماذا المفاجأة من قِبل بعض الدول العربية والإسلامية التي تدعم المحتل دائماً، وبكلّ الوسائل. علينا أن نفكّر كيف نقف أمام هذه التحدّيات التي لا تنتهي، وألّا نكتفي بالمظاهرات والاستنكارات».
وأبدى حمود تفاؤله «رغم كلّ السواد المحيط بالمنطقة»، مؤكّداً أنّ «القدس ستتحرّر قريباً».
من جهته، حذّر أمين عام «جبهة البناء اللبناني» ورئيس «هيئة مركز بيروت الوطن» الدكتور المهندس زهير الخطيب من أنّ السماح بتمرير قرار ترامب العربو- أميركي باعتبار مدينة القدس عاصمة دولة الاحتلال الصهيوني لفلسطين سيكون تمهيداً لمرحلة تالية تتطلّب تأمين عمق جغرافي نظيف يحيط بدولة الكيان، ولا يكتفي فقط بنقل قطاع غزة وشعبها إلى سيناء، بل كذلك إلحاق جنوب لبنان وكامل الضفة الغربية بالكيان الصهيوني بعد تفريغ الضفة من الفلسطينيين نحو شرق الاْردن وفلسطينيي الجليل وأهل جنوب لبنان نحو لبنان شمال الليطاني.
واعتبر الخطيب في بيان، «أنّ اغتصاب مدينة القدس بمقدّساتها الإسلامية والمسيحية احتاج لأكثر من تحقيق احتلالها في حرب 1967 بمراحل سياسية وفتنوية أساسية تمثّلت بخيانات كامب دافيد الساداتيّة وعقدين ونصف من ملهاة أوسلو وربيع عربي «داعشي»، إلّا أنّ ما حققته الصهيونية بتواطؤ أنظمة عربية ومؤازرة أميركية غربية لن يضمن الأمر الواقع سوى بحزام جغرافي نظيف من سكّانه العرب، يشكّل موانع وموارد يحتاجها الكيان المتمدّد. وهذا سيتطلّب، على الأقلّ من الجانب اللبناني، تخطيطاً استراتيجياً يتخطّى البيان وتسجيل الاعتراضات وكثيراً من الإعداد لمواجهة حرب عدوانية حاسمة من قبل تحالف الكيان الغاصب مع أنظمة الرجعية العربية والاستسلام، لا بل وبأخذ المبادرة في السعي لتحرير ما تبقّى من الأراضي اللبنانية المحتلّة والتوسّع في أجزاء من الجليل الفلسطيني لعكس السيناريو، وبإجهاض المخطط الصهيو – أميركي بتمكين اللاجئين الفلسطينيين من العودة لأجزاء محرّرة من وطنهم».
وأضاف الخطيب: «وفِي كل الأحوال، لن يمكن تحصين لبنان وتحقيق مواجهة فاعلة للمخططات العدوانية مع استمرار التغاضي عن وجود واضح ونافذ في الحياة والتركيبة السياسية لأدوات عميلة تتّخذ مواقف وتمنح تبريرات لتحالف العدوان في كلّ صغيرة وكبيرة، ولم يكن آخرها محاولتهم أشخاصاً وإعلاماً من حرف الأنظار عن قرار ترامب الإجرامي بحقّ القدس بالتشويش على الحدث الأهم بمواقف وتصريحات تنال من محور المقاومة بعناوين فارغة عن النأي بالنفس».
ورأى رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني كمال شاتيلا، في بيان، أنّ مقرّرات اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب ردّاً على قرار ترامب «لا تمثّل الحدّ الأدنى من الردّ المطلوب، وأنّ الإجراءات حتى الآن لا ترتقي إلى مستوى الواجب القومي حيال هذا العدوان السافر على القدس، مشيراً إلى أنّ «جلسة مجلس الأمن التي عزلت الولايات المتحدة ورفضت قرار ترامب، كانت ولا زالت تشكّل دافعاً للمجموعة العربية لطلب عقد الجمعية العامّة للأمم المتحدة لإحياء قرار مساواة العنصريّة بالصهيونية، ورفع شكوى على الإدارة الأميركية لإدانتها وإلزامها بالتراجع عن قرار ترامب».
وطالب رئيس حزب «الوفاق الوطني» بلال تقيّ الدين، بعد اجتماع المكتب السياسي للحزب، «بطرد السفير الأميركي من لبنان احتجاجاً على الخطوة الأميركية – الصهيونية العدائية تجاه القدس المحتلّة، وقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأخير».
ولفتَ إلى «أنّ الانتهاكات الإسرائيلية – الأميركية المستمرة، والاستفزازات لمشاعر العرب المسلمين والمسيحيين هو انتهاك لحقوق الشعب الفلسطيني، وأخيراً اعتداءاتها على مدينة القدس والمسجد الأقصى في حملة ممنهجة ومتجاهلة كلّ المواثيق والأعراف الدولية».
وختم: «هذا الموقف الأميركي ما هو إلّا اعتراف رسمي منها بأنّها شريك للكيان الصهيوني في اغتصاب الشعب الفلسطيني، وهو بمثابة حرب جديدة ضدّ الشعب الفلسطيني، ويجب علينا التمسّك بخيار المقاومة البطلة، الذي هو السبيل الوحيد لتحرير فلسطين من الكيان الصهيوني».
وأشار رئيس «تيّار صرخة وطن» جهاد ذبيان، إلى أنّ «مشاركة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في مؤتمر القمّة الإسلامية التي ستنعقد في إسطنبول، هي خطوة جديدة في سياق التأكيد على دور لبنان في الدفاع عن فلسطين وقضيّتها، لافتاً إلى أنّ «لبنان الرسمي والشعبي أثبت من خلال موقف وزير الخارجية جبران باسيل، في اجتماع وزراء الخارجية العرب، أنّه يحمل لواء القضية الفلسطينية قولاً وفعلاً، وهذا ما ترجم من خلال التحرّك الذي نظّمته القوى الوطنية والفصائل الفلسطينية أمام السفارة الأميركية في عوكر، حيث أكّدنا كتيار صرخة وطن على كلام الوزير باسيل بأنّ المواقف لا تُقاس بحجم الأوطان، وهذا ما أكّدته المقاومة التي أذلّت العدو منذ انطلاقتها في العام 82، مروراً بتحرير العام 2000 وصولاً إلى انتصار تموز في العام 2006».
وإذ دعا ذبيان إلى أوسع تحرّك عربي وعالمي من أجل دعم القدس والقضية الفلسطينية، ما يشكّل عاملاً إيجابياً لدعم التحرّكات الفلسطينية داخل الأراضي المحتلة، جدّد التأكيد أنّ «لا خيار أمام الفلسطينيين من أجل استرداد كامل تراب فلسطين، وليس القدس فقط، إلّا المقاومة والوحدة الوطنية».
وأدان مجلس نقابة العاملين في الإعلام المرئي والمسموع بشدّة، في بيان، قرار ترامب، معتبراً أنّ هذا الإعلان غير المسبوق يمثّل انتهاكاً صريحاً وخطيراً للقرارات الدولية، فضلاً عن تنكّره للحقائق التاريخية، وأنّه ليس من حق أيّ دولة مهما علا شأنها وقوتها أن تصدر أحكاماً وقوانين لتصبح نافذة وملزمة للشعوب، مؤكّدة أنّ هذا القرار يغذّي الصراعات والحروب.
وأضاف: «إنّ مجلس النقابة في الوقت الذي يرفض فيه تغيير هويّة مدينة القدس التاريخية التي تجسّد مثالاً متقدّماً للتعايش الإسلامي المسيحي حيث كنيسة القيامة والمسجد الأقصى، يناشد كلّ القوى المؤثّرة في العالم، ولا سيّما العاملين في الشأن الإعلامي، فضلاً عن التنديد بهذا القرار العمل على صناعة رأي عام يطالب بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلّة على كامل ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف، وتأكيد حق عودة اللاجئين إلى ديارهم»، داعياً «الأحرار في العالم إلى مساندة الشعب الفلسطيني في الوصول إلى حقوقه المشروعة».