درويش: القدس عاصمة فلسطين وغير مقبول تغيير طابعها فتوش: طريق واحد إليها يمرّ من فوّهة بندقية
شهدت المناطق اللبنانية أمس مزيداً من فعاليات التضامن مع فلسطين والقدس المحتلّتين.
وفي السياق، نظّمت مطرانية سيدة النجاة في زحلة، وقفة تضامنيّة مع القدس، بدعوة من رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش، ومشاركة النوّاب: نقولا فتوش، طوني أبو خاطر، إيلي ماروني، عاصم عراجي وشانت جنجنيان، عضو اللجنة المركزية في «الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين» عبد الله كامل برفقة وفد من الجبهة، وعدد من الكهنة.
وألقى درويش كلمة، قال فيها: «نحن هنا لنقف معاً ونؤكّد أنّ القدس هي عاصمة الله على الأرض. القدس هي عاصمة فلسطين، فمن غير المقبول أخلاقياً وقانونياً اتخاذ قرارات من جانب واحد تؤدّي إلى تغيير الطابع الخاص للقدس»، مطالباً «المجتمع الدولي بأن يضمن حرية الأديان والمساواة بينها، وتأكيد الهويّة الخاصة والطابع المقدّس للقدس. لذلك نريدها مدينة عربية مفتوحة لكلّ الأديان. إنّ التمسّك بعروبة القدس والدفاع عنها، هو دفاع عن حق مقدّس. ستظلّ القدس زهرة المدائن حيّة في قلب كلّ مسيحي ومسلم. وسيذكر التاريخ الحديث بأمانة، أنّ هؤلاء الذين يستشهدون كلّ يوم في شوارعها، باقون أحياء في ذاكرة كلّ حرّ في هذه الأرض».
ونوّه بكلمة وزير الخارجية جبران باسيل أمام الجامعة العربية، معتبراً أنّه «تحدّث بِاسم كلّ لبناني وبِاسم كلّ شرفاء الأمّة، واستطاع أن يستنهض همّة الشعوب العربية لتثور على محاولات سلب القدس هويّتها الحقيقية، فله شكرنا ومحبتنا».
بدوره، قال كامل: «ستبقى فلسطين في قلب كلّ عربي وإسلامي ومسيحي، وكلّ أحرار العالم. إنّ حراك الشعوب العربية الإسلامية والمسيحية أثبت أنّه ما زال في عروق أمّتنا دماء زكية تدافع عن فلسطين»، واعتبر أنّ قرار ترامب هو إعلان حرب على الشعب الفلسطيني وشعوب أمّتنا وكلّ أحرار العالم، مؤكّداً أنّ «بالوحدة والمقاومة والانتفاضة نحبط قرار ترامب الذي يشكّل جريمة العصر. في صفقة القرن، الأولى ستهزم والثانية لن تمرّ، ترامب ارتكب جريمة بحقّ القدس والشعب الفلسطيني، وعليه أن يتحمّل مسؤولية جريمته وحماقته».
وقال فتوش: «القدس لم تعد بحاجة إلّا إلى قصيدة تغنى، القدس بالأمس استباحها قرار جاء مخالفاً للمادة الثالثة من الدستور الأميركي، هذه المادة صريحة وواضحة تمنع على ترامب التدخّل والإساءة إلى الرموز والمقدّسات والدول». وأضاف: «أنا لا أراهن على الشرعية الدولية، ترامب يستبيح العالم. رجل يقدم على تصرّفات مستنداً إلى بعض الأنظمة العربية البائدة».
وتابع: «أنتم أيها الفلسطينيون، وسام شرف هذه الأمّة، لكن من القلب أقول لكم توحّدوا، توحّدوا، توحّدوا، خصمكم ليس قوياً عندما تتوحّدون، بل عندما تتفرّقون. نحن معكم في وحدتكم، نحن معكم في أحقية قضيتكم، أنتم لستم بحاجة إلى منّة من أحد، الحق يؤخذ ولا يعطى وأنتم صاحب حق. يؤسفني أن أرى بعض الأنظمة العربية، وخاصة هذا الذي يلتحي شارباً أبيض، وزير السلطة الفلسطينية الذي يقول إنّ ما تقومون به هو قضاء على عملية السلام. أيّ سلام يتحدّث عنه بعد القرارات المتخذة؟».
وقال: «أقول لكم إنّ هناك شيئاً واحداً عدا الوحدة، والتضامن، العالم العربي بحاجة إلى ما قاله نزار قباني في قصيدته الشهيرة «إلى فلسطين طريق واحد يمر من فوّهة بندقية». تسلّحوا ببنادق الفكر، ببنادق الشعر، بالقصائد، بالبندقية، والبندقية هي سلاح كما قال الكبير من لبنان الإمام موسى الصدر «زينة الرجال في قضية يسعى إليها الإنسان محقاً ومطالباً بحقه».
وأردف: «أهلاً بكم في قلوبنا، نشدّ على أياديكم، ندعوكم إلى وحدة، لا تصغوا إلى الحكّام العرب الذين أساءوا عمراً طويلاً تحت الطاولة، وبدأت وجوههم تظهر فوق الطاولة. قرار ترامب أسقط القناع عن الأنظمة العربية التي خدّرتكم وخدّرتنا. نحن كلّنا قد يتوجّب علينا مسؤولية أن نكون إلى جانب فلسطين بصدق، بإخلاص، بمحبة واحذروا الرشاوى الكلامية».
وختم: «نحن مع القدس، مع الحق، مع أرض السلام، نحن في زحلة مدينة السلام التي تهدي السلام إلى القدس الحبيبة».
بدوره، اعتبر ماروني ماروني أنّ ما يحصل مع القدس وشعبنا الفلسطيني مرفوض ويجب تصحيحه قبل فوات الأوان، فيما ناشد عراجي الدول المجتمعة في إسطنبول اليوم «اتخاذ موقف جريء بإعلان القدس عاصمة لفلسطين»، ووجّه تحية إلى «أبطال الانتفاضة الثالثة التي انطلقت بعد القرار المتهوّر الذي اتّخذه رئيس أكبر دولة في العالم، ترامب، والذي ضرب عرض الحائط بكلّ المقرّرات الدولية والشرعية الدولية والمواثيق الدولية».
من جهةٍ أخرى، وعلى أثر إعلان ترامب مدينة القدس عاصمة لـ»إسرائيل» ونقل السفارة الأميركية إليها، عقدت اللجنة التنفيذية للمجمع الأعلى للطائفة الإنجيلية في سورية ولبنان اجتماعاً استثنائياً طارئاً، بدعوة من رئيس المجمع الأعلى، القس الدكتور سليم صهيوني، وأصدرت بياناً، شجبت فيه بشدّة هذا الإعلان والموقف الذي يخالف قرارات الشرعية الدولية والأمم المتحدة بما يخصّ مصير مدينة القدس وإبقائها مدينة مفتوحة لجميع الأديان وعاصمة لدولة فلسطين.
وأعلن المجمع الأعلى قناعته «بأنّ هذا القرار سيؤدّي إلى ازدياد الظلم الذي حلّ بالشعب الفلسطيني منذ سنة 1948 بأضعاف، والذي قد يؤدّي إلى تأجيج الحقد والفتنة بين شعوب المنطفة بما لا تُحمد عقباه».
بدوره، نظّم رئيس تيّار «الكرامة» الوزير السابق فيصل كرامي في دارته بطرابلس، وقفة تضامنيّة نصرة للشعب الفلسطيني وللقدس عاصمة فلسطين الأبدية، شاركت فيها شخصيّات سياسية واقتصادية وتربوية، ورؤساء بلديات وأعضاء مجالس بلدية واختيارية، ورؤساء نقابات واتحادات مهنية وعمالية وممثّلو أحزاب وطنية وإسلامية، ورؤساء جمعيات أهلية وإنسانية ورياضية وكشفية وحشد من أبناء طرابلس والمنية الضنية وعكّار.
وقال كرامي: «من طرابلس قلعة العروبة نقول للسيد دونالد ترامب: لا. من طرابلس عبد الحميد كرامي وفوزي القاوقجي نقول للسيدة أميركا: لا. من طرابلس المؤمنة والصامدة والصابرة والمقاومة نصرخ لا وألف لا. ومن هنا نهتف اليوم بالنداء الذي يمثّل وجدان هذه الأمّة، نهتف: لبيك يا أقصانا الشريف، لبيك يا كنيسة القيامة، لبيك يا بيت المقدس، لبيك يا فلسطين».
أضاف: «من هنا، من طرابلس التي لن تضيع البوصلة، ولن تدخل في متاهة الفتنة المذهبيّة التي لم تعد فتنة فقط، بل صارت عيباً وعاراً ورجساً من عمل الشيطان، من طرابلس نقول لأهلنا الأبطال في فلسطين نحن معكم بالفعل وبالقول وبالهتافات وبالشعارات وبالبنادق. نحن معكم يا شعب الجبارين، وعليكم أنتم اليوم أن تقودوا الأمّة إلى بوصلتها الحقيقية، وإلى قبلتها وإلى كنائسها وإلى أرضها المقدّسة، وإلى شرفها وكرامتها التي تكاد تسقط في حروب العار بين العرب والعرب، وفي حروب العار بين السنّة والشيعة، وفي حروب العار بين المسلمين والمسيحيين».
وجدّد القول «لا نريد سلاماً ولا نريد مفاوضات ولا نثق بكل ما يدور من نفاق وفجور، وكما حرّرنا أرضنا في لبنان بقوّتنا فإنّنا على الجبهات مع الفلسطينيين لتحرير واسترداد القدس بالقوة وبالمقاومة».
على صعيدٍ آخر، وبعد زيارة وفد من قيادة «الجبهة الشعبية» في لبنان بقيادة أبو جابر لوباني رئيس المكتب السياسي لحركة «أمل» جميل حايك في حضور أعضاء من المكتب، أصدر المجتمعون بياناً اعتبروا فيه «أنّ الإدارة الأميركية برئاسة دونالد ترامب لا تزال تدفع بالمنطقة وشعوبها نحو مزيد من الحروب والفتن والتفكّك، وأنّ القرار الأميركي الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الكيان الصهيوني الغاصب ليس سوى إمعان متمادٍ في الاعتداء على حقوق العرب والمسلمين، وعلى مقدّساتهم الدينية والتاريخية، وخصوصاً فلسطين وعاصمتها القدس».
وأشاروا إلى «أنّ المحاولات الأميركية – الصهيونية لضرب البنية المجتمعية – العربية والحضارية الإسلامية والمسيحية عبر فروع الإرهاب الأميركي المتنقّل في المنطقة باءت كلّها بالفشل، لأنّ شعوبنا وقوانا الحيّة، ووحدتنا الداخلية خيار أوحد لنصرة حقوقنا من خلال التمسّك بالمقاومة».
من جهته، شدّد «لقاء الجمعيات والشخصيات» الإسلامية في لبنان، في بيان، على ضرورة الاستعداد والمباشرة بكلّ الخطوات التي تكفل إسقاط القرار الأميركي، وأولها توفير كلّ أسباب الدعم لاستمرار انتفاضة شعبنا الفلسطيني في فلسطين المحتلّة، وتأمين كلّ أشكال الدعم للعمل المقاوم، وإعادة بثّ روح الثورة والقتال.
وحيّا «اللقاء» الموقف الشجاع للوزير باسيل في الجامعة العربية.
من جهتها، دعت الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمّة بعد اجتماعها الأسبوعي في «دار الندوة» بحضور المنسّق العام معن بشور، «كافّة وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة إلى تنظيم يوم إعلامي طويل تحت عنوان «القدس عاصمة فلسطين»، وإعطاء الأولوية لأخبار التحرّكات الشعبية داخل فلسطين وخارجها».
وطالبت «بإطلاق حملة عربية وإسلامية شعبية ورسمية لمقاطعة السلع الأميركية التي يمكن الاستغناء عنها، لا سيّما صفقات الأسلحة»، داعيةً إلى التلويح باستخدام سلاح النفط.
ونظّم طلاب ثانوية «الشهيد بلال فحص» وقفة تضامنية مع القدس، وتنديداً بقرار ترامب.
وأقام فرع «جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية» في الشمال احتفالاً حاشداً للنساء في قاعة السلطان صلاح الدين الأيوبي في البداوي، تضامناً مع القدس ودعماً للقضية الفلسطينية.
وألقى الشيخ محمود عبيد كلمة، أكّد فيها «أنّ الصهاينة لا يريدون أمناً ولا سلاماً لأمّتنا، وأنّ موقع القدس والأقصى كبير في قلوب المسلمين، وقضية فلسطين هي محور القضايا المركزية لهذه الأمّة»، معتبراً أنّ «قرار اعتبار القدس عاصمة للكيان الصهيوني لا قيمة له ولن يغير التاريخ ولا الجغرافيا، لأنّ القدس لنا والأقصى لنا».
ونظّم موظفو وعمال بلدية طرابلس وقفة تضامنية مع فلسطين المحتلّة وعاصمتها القدس، تجاوباً مع دعوة تجمّع موظّفي البلديات في لبنان لإقامة اعتصامات تضامنية مع فلسطين، وذلك أمام مبنى القصر البلدي في طرابلس.
كما نظّم شباب «العزم» وقفة تضامنيّة في الجامعات والثانويات في طرابلس، بدعوة من كلية العلوم الفرع الثالث، إيماناً منه بأنّ «التاريخ لا يُلغى بقرار»، واستنكاراً لإعلان ترامب القدس عاصمة لكيان الاحتلال الصهيوني.
ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية وشعارات ندّدت بالخطوة. وخرج الطلاب في مسيرة انضمّ إليها طلاب معهد العلوم الاجتماعية، وجابت شوارع القبة، وسط إطلاق الشعارات المندّدة بالخطوة.
وأقام شباب «العزم» سلسلة نشاطات في عدد من المدارس والثانويات الرسمية، تمّ خلالها إعطاء نبذة عن تاريخ المدينة المقدّسة، ومحاولات التهويد المستمرة، إضافة إلى استعراض محطات مهمّة في تاريخ الصراع العربي «الإسرائيلي».
وأثناء الاعتصام، أكّدت مساعدة مسؤول الملفات في شباب «العزم» غزل خالد، أنّ «قضية فلسطين هي القضية المركزية للنضال العربي الذي لن يتوقّف إلّا بتحرير كامل التراب الفلسطيني من البحر إلى النهر، وصولاً إلى عودة كلّ لاجئي الشتات إلى أرضهم انطلاقاً من حقّهم في تقرير مصيرهم التي أقرّتها القرارات الدولية وشرعة حقوق الإنسان».
بدوره، أعلن مسؤول ملف الجامعات في شباب «العزم» طلال ندة «أنّنا مؤمنون بالحق التاريخي أن تكون القدس عاصمة لفلسطين».
وعقد المجلس التنفيذي لاتحاد «العطاء» لنقابات التجارة في لبنان جلسة بحضور النقابات المنتسبة إليه في منطقة البقاع ونقابة الفنانين التشكيليّين، تداول خلاله المجتمعون في الأوضاع التي آلت إليها المنطقة بعد قرار ترامب.
ورأى المجتمعون في بيان على الأثر، شدّدوا فيه على «ضرورة تضافر جهود الأمّة وتوحيد كلمتها لتدافع عن قضاياها وتعيد الحق إلى أهله، وألّا تستهين بقدراتها وإمكاناتها، وأن تقف بوجه من خان وباع فلسطين ويسعى إلى التطبيع مع العدو».
كما نظّم معهد عين الذهب الفنّي الرسمي، وقفة تضامنية مع القدس، ورفع المشاركون الأعلام اللبنانية والفلسطينية.
وتخلّل الوقفة التضامنية إلقاء قصائد وأناشيد عن القدس وفلسطين.
بدوره، نظّم طلاب مدرسة الريحان الرسمية قضاء جزين مسيرة تضامنية مع القدس، شارك فيها أبناء البلدة الذين ندّدوا بقرار ترامب وطالبوا بالقدس عاصمة لفلسطين.