عون إلى اسطنبول والمعيار «المبادرة» و«السفارات».. وبرّي يغيب مع سورية عن المغرب إبراهيم لـ «البناء»: القدس وحّدت اللبنانيين والفلسطينيين… ولا قلق… والتنسيق مطمئن
كتب المحرّر السياسي
تتواصل انتفاضة الشعب الفلسطيني وتتوسّع المواجهات على مساحة خطوط الاشتباك في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة، فيما حركة التضامن الشعبي والسياسي مع فلسطين وحقوق شعبها وفي طليعتها القدس تسجّل المزيد من الوقائع في عواصم العالم، لينعقد وسط هذا المناخ مؤتمر القمة لدول منظمة التعاون الإسلامي في اسطنبول، بعد الخيبة التي خلّفها الاجتماع الأخير لوزراء الخارجية العرب في تظهير موقف يحوز على الحدّ الأدنى من الر ضا الشعبي الغاضب، ومن الاحترام في حسابات كلّ من حكومة الاحتلال، وإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب صاحبة القرار الذي فجّر الأزمة حول القدس ومستقبلها.
تشارك في القمة دول تتناقض سياساتها تجاه العلاقة بأميركا جذرياً، ويتبلور محوران في القمّة واحد تتصدّره إيران يؤمن بخيار المقاومة ويدعو لخطوات حاسمة لنصرة الشعب الفلسطيني ومواجهة التصعيد الأميركي «الإسرائيلي» بخطوات إجرائية رادعة، ومقابله محور تتقدّمه السعودية، يسعى لتخفيض سقوف المواجهة من دون التورّط في فرط عقد المؤتمر أو التعرّض لاتهام التواطؤ مع الاحتلال وإدارة ترامب في تسويق القرار، وفيما يشكّل الموقفان المصري والتركي رغم ما بين الحكومتين من خصومة، بيضة القبان بسبب ثقلهما من جهة، ولكونهما تقيمان علاقات دبلوماسية مع «إسرائيل» من جهة ثانية، وتتجه الأنظار لسماع موقف السلطة الفلسطينية والسقف الذي ستدعو إلى اعتماده، وهو ما كان موضوع مشاورات كلّ من مصر والسعودية والأردن مع القيادة الفلسطينية، ومحور ضغوط لدفعها إلى سقف منخفض لا يُحرج محور واشنطن في القمة، مقابل وعود وإغراءات مالية وسياسية، وسيكون موقف لبنان الذي يتميّز بتعدّده الطائفي وتمثيله برئيس مسيحي وحيد يشارك في القمة الإسلامية من غير المسلمين، مصدر إحراج للكثيرين بسقوفه الواضحة والجدية لمواجهة تحدّيات المرحلة المقبلة. والمعيار كما تقول مصادر متابعة صار بعد كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بعنوانَيْن يميّزان دعوات التمييع باسم الواقعية عن الخطوات الواقعية التي تكشف الصدق من النفاق تجاه فلسطين، أو تكشف الطيّب من الخبيث، كما قال السيد نصرالله في كلمته أمام تظاهرة الضاحية الجنوبية أول أمس، والعنوانان هما، سحب المبادرة العربية للسلام عن الطاولة وإعلان الخروج من الخيار التفاوضي، وقطع العلاقات بـ»إسرائيل» على كلّ المستويات، خصوصاً إغلاق السفارات، ولو تمّ ربط ذلك بشرط عودة الإدارة الأميركية عن قرارها، وإلا فكلّ حديث عن توجّه لمجلس الأمن والمحاكم الدولية واعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية سيبقى بلا جدوى وحبراً على ورق لا يُقدّم ولا يؤخّر في مسار المواجهة ومستقبل القدس، ولن يقيم له الأميركيون و«الإسرائيليون» أيّ اعتبار.
يتزامن عقد القمة الإسلامية مع انعقاد دورة طارئة للاتحاد البرلماني العربي في المغرب، وسيغيب رئيس المجلس النيابي نبيه بري عن المشاركة فيها بعد تبلّغه عدم توجيه دعوة لرئيس مجلس الشعب السوري، تأكيداً على تضامنه مع سورية، واعتباره أنّ إبعاد سورية عن المؤسّسات العربية كان أكبر علامات الضعف والابتعاد عن الثوابت وفي طليعتها القضية الفلسطينية، كما نقلت مصادر مطلعة عن بري موقفه المقاطع وانتدابه النائب إميل رحمة لتمثيل لبنان في المؤتمر.
الإدارة الأميركية المرتبكة أمام حجم الرفض الذي قوبل به قرارها حول القدس، وحجم الغضب الذي يجتاح فلسطين والعواصم العربية والإسلامية، لا تقلّ ارتباكاً في السياسة تجاه الملفات الساخنة في المنطقة، خصوصاً الملف النووي الإيراني والقضية الفلسطينية، وفي هذا الشأن نشرت صحيفة «واشنطن بوست» افتتاحية قالت فيها «جاء ترامب إلى البيت الأبيض وأمامه اثنان من أكثر الملفات تعقيداً الأول يتعلّق بملفّ إيران النووي، والثاني الصراع الفلسطيني ـ «الإسرائيلي»، ورغم أنّ الملفين كانا هادئين، فإنّ قرارات ترامب المتهوّرة وغروره فجّرا الملفين»، وتضيف: «فقد عمل الرئيس ضدّ توصيات فريق الأمن القومي الأمر الذي أدّى إلى تعريض مصالح أميركا للخطر، والسؤال الآن هل سيتمكّن الكونغرس وأيضاً الحلفاء الأوروبيون من ثني ترامب عن اتخاذ قرار جديد يمكن أن يكون كارثياً؟». وتشير إلى «أنّ إيران اليوم أكبر مستفيد من سياسة ترامب المتهوّرة، لأنّ اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لـ»إسرائيل» سيجعل من الصعب جداً على أميركا أن تعقد تحالفات بين حلفائها العرب و«إسرائيل»، كما أنه سيؤدّي إلى انهيار مسبق لعملية السلام التي تخطط لها إدارة ترامب».
وللارتباك الأميركي حال مشابه مع العملية السياسية في سورية، حيث أبلغ المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا وفد جماعة الرياض التفاوضي، ما نقله عنه أعضاء الوفد لقناة «العربية»، وفهموا أنه رسالة أميركية واضحة، عنوانها الدعوة للقبول بما سيُعرَض عليهم، والتخلي عن وهم السعي لطرح الرئاسة السورية على طاولة التفاوض، ومعرفة أنهم خسروا قوّتهم وباتوا معزولين، وما لم يقبلوا بالممكن فسينتقل المسار السياسي إلى سوتشي، وفيما سارع وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون لتجديد رفض بقاء الرئيس السوري في الرئاسة، ونفي التوافق مع روسيا على بقائه، خصوصاً ما كانت مجلة «نيويوركر» قد نشرته من معلومات مستقاة من مصادر القرار الأميركي قالت من بينها «انّ الإدارة الأميركية تتجه مرغمة للقبول ببقاء الرئيس الأسد رئيساً لسورية حتى الانتخابات الرئاسية المقبلة المتوقعة عام 2021»، ونقلت المجلة عن مسؤولين أميركيين وأوروبيين أنّ هذا التوجّه يعكس الواقع العسكري على الأرض والنجاحات التي حققها حلفاء سورية وهم روسيا وإيران وحزب الله اللبناني في تعزيز موقع الحكومة السورية. ووفقاً للمجلة، فإنّ واشنطن التي أنفقت أكثر من 14 مليار دولار على حملتها في سورية منذ عام 2014، يُجبرها الواقع على الأرض على القبول ببقاء الأسد في السلطة لأربع سنوات أخرى على الأقلّ. ورأت أنّ سياسات المعارضة المدعومة أميركياً في سورية لم تتسم بالفعالية، وعاشت حالة من التشرذم والتفتت، وتابعت أنّ مطلب المعارضة الذي يقضي بتنحي الأسد كشرط مسبق لإحلال السلام أو الانتقال السياسي، يبدو غير واقعي أكثر فأكثر.
لبنانياً، بانتظار ما سيقوله رئيس الحكومة سعد الحريري غداً، عن حلفائه الذين خانوا التحالف وطعنوه في ظهره، تنصرف القيادات الأمنية إلى متابعة الاختراقات الاستخبارية «الإسرائيلية» والخلايا النائمة للتنظيمات الإرهابية التكفيرية، في مناخ من الاطمئنان للعلاقة مع المخيمات الفلسطينية، وفقاً لما قاله لـ»البناء» المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، مشيراً إلى «أنّ الموقف من القدس وما تتعرّض له والهبّة الشعبية والسياسية اللبنانية على مستويات الحكم والقوى السياسية كلهما، بالتناغم مع ما تشهده فلسطين من انتفاضة ومواجهات ومواقف قياداتها التي توحّدت حول القدس، خلق وحدة مشاعر لبنانية فلسطينية، جعلت مهمة القوى الأمنية في ملاحقة الاختراقات والخلايا النائمة أسهل، باعتبار هذه الخلايا تصبح معزولة بلا بيئة حاضنة في مثل المناخ السائد، وهذه الخلايا والاختراقات لا تعتاش إلا على التوتر والاحتقان، ولذلك فإنّ التنسيق اللبناني الفلسطيني في أفضل حالاته»، مطمئناً اللبنانيين إلى «أنّ حالة القلق التي رافقت ما ورد من معلومات في فترة الأزمة المتصلة باستقالة رئيس الحكومة اللبنانية، حول احتمال وجود مساعٍ معينة للتحرك أمنياً عبر المخيمات، قد تلاشت وحلّ مكانها الشعور بالثقة والاطمئنان للاستقرار الذي يشكل استثماراً لبنانياً فلسطينياً مشتركاً في مواجهة التحديات التي فرضتها قضية القدس».
الفلسطينيون لنصرالله: أنت القائد
لا يزال المشهد الداخلي تحت تأثير العاصفة التي أثارها قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب لا سيما الدور الهام والطليعي الذي يؤديه لبنان في مواجهة هذا القرار على كافة المستويات الدبلوماسية والبرلمانية والشعبية، حيث سيشارك لبنان بكل من القمة الإسلامية في اسطنبول واجتماع اتحاد البرلمانيين العرب اليوم.
وتوّجت هذا الدور مواقف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي تحدّث باسم محور المقاومة لما حملته من رسائل بالغة الدلالة والأهمية تردّدت أصداؤها الإيجابية في فلسطين المحتلة وفي الساحات العربية وكان وقعها مدوّياً على الكيان الصهيوني.
وقد أشعل خطاب السيد نصرالله الشعب الفلسطيني وفصائله المختلفة الذين خاطبوا الأمين العام لحزب الله كقائد ميداني وسياسي للمرحلة المقبلة وارتفعت صوره وأعلام المقاومة في المدن الفلسطينية، وأشارت مصادر مطلعة لـ «البناء» إلى أن «خطاب السيد نصرالله يشكل إعلاناً لبداية تشكيل جبهة موحّدة واستكمال الجهوزية للحرب على الكيان الصهيوني بأشكالها كافة. وقد أظهر الخطاب تماسك محور المقاومة الذي خرج منتصراً من الحرب على الإرهاب في سورية والعراق وإعادة ضم الفصائل الفلسطينية للانضواء تحت لوائه لخوض المواجهة ضمن حلف واحد». ولفتت المصادر إلى اتصال قائد لواء القدس اللواء قاسم سليماني بقيادتي كتائب القسام والجهاد الإسلامي عارضاً المساعدة عقب كلام السيد نصرالله، فضلاً عن اتصال رئيس الحكومة المستقيل اسماعيل هنية بالرئيس الإيراني حسن روحاني». وأوضحت أن «حلف المقاومة انصرف إلى العمل الميداني وإعداد خطط المواجهة العسكرية على كل الجبهات مع العدو «الإسرائيلي»، الأمر الذي سيجعل «إسرائيل» تفكر ألف مرة في شنّ حرب على قطاع غزة أو على لبنان أو سورية، كما سيدفع الإدارة الأميركية إلى التفكير بالتراجع عن القرار أو إعلان العجز عن متابعة تنفيذ مفاعيله».
عون يلقي كلمة لبنان في «القمة الإسلامية»
وفي غضون ذلك، بقيت قضية القدس محور المواقف الداخلية، حيث غادر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى اسطنبول، لترؤس وفد لبنان إلى «مؤتمر القمة الإسلامية الاستثنائي» الذي يُعقد بدعوة من رئيس منظمة التعاون الإسلامي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، للبحث في تداعيات إعلان الرئيس الأميركي القدس عاصمة لـ»إسرائيل». ويرافق الرئيس عون، وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل وعدد من الديبلوماسيين. ومن المقرّر أن يلقي عون كلمة لبنان في المؤتمر الذي يفتتح أعماله صباح اليوم. بينما يمثل النائب اميل رحمة في اجتماع اتحاد البرلمانيين العرب رئيس المجلس النيابي نبيه بري، بحسب ما علمت البناء، بعد أن رفض الرئيس بري المشاركة بسبب عدم دعوة رئيس مجلس الشعب السوري إلى الاجتماع.
وشدّد رئيس الجمهورية على «أهمية حضور لبنان في المحافل والمؤتمرات الدولية»، والدور الذي يلعبه «من خلال ديبلوماسيّته الناشطة وسياسته الخارجية الفاعلة»، مؤكداً أنه «من خلال رؤيتنا والتي أشرنا إليها خلال مشاركتنا في القمة العربية الأخيرة، يستطيع لبنان أن يلعب دوراً في إطفاء الحرائق المشتعلة في المنطقة، وقد أكدنا حينها أمام المجتمعين أنه في حال بقيت الأوضاع على حالها، فسيفرض عليكم الحل وربما قريباً جداً، ودعونا الجميع للجلوس إلى طاولة للحوار والتصالح، حيث يحدّد كل طرف مصالحه الحيوية كي يحترمها الآخرون». وأكد «سنُكمل في هذه السياسة وسنضع خارطة طريق لحل هذه الأزمات، إلا أن تحقيق هذه المصالحات يحتاج إلى ارادة جامعة».
وتحضر قضية فلسطين في جلسة مجلس الوزراء التي ستعقد يوم غدٍ في بعبدا برئاسة الرئيس عون، وكشف وزير العدل سليم جريصاتي بعد اجتماع تكتل التغيير والإصلاح، أن «مجلس الوزراء سيتناول الخميس مقاربة سيتقدّم بها باسيل بشأن القدس علّناً نخرج معاً بتدابير موحدة». ودعا «الدول العربية للتحرّك معنا في سبيل قضية الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وحقّ العودة حق محوري وملازم».
«الطلاق السياسي» بين الحريري و«القوات» و«الكتائب»
بالعودة إلى الشأن الداخلي، استحوذت مواقف رئيس الحكومة سعد الحريري على الاهتمام المحلي بعد إعلانه أمس الأول أنه «سيبقّ البحصة الكبيرة» في اطلالته المتلفزة مساء الخميس 21 الجاري، وتتصل بأحزاب سياسية حاولت أن تجد مكاناً لها في الأزمة الصعبة من خلال الطعن بالظهر، بحسب وصفه.
وفي حين رفض الحريري، بحسب ما علمت «البناء» الإفصاح في اجتماع كتلة المستقبل النيابية أمس، عمّا يقصده بـ «البحصة»، وعد رئيس تيار المستقبل كتلته بأنه «سيتحدّث في مقابلته المقبلة عن كامل المرحلة التي قضاها في الرياض وما سبقها وتلاها، وأنه سيكون واضحاً وسيسمّي الأشياء بأسمائها أحزاباً وشخصيات سياسية كانت تدّعي أنها حليفة له ولم تتصرّف بوفاء خلال الأزمة سوى إطلاق المواقف للمزايدة السياسية والإعلامية عليه في مهاجمة حزب الله».
وأوضحت مصادر في تيار المستقبل لـ «البناء» أن «الحريري سيتجه إلى كشف حقيقة موقف كل من حزبَيْ القوات اللبنانية والكتائب وبعض المستقبليين الحاليين والقدامى، كاللواء أشرف ريفي أو ما يطلق عليهم الفريق السبهاني».
وكشفت المصادر بأن «العلاقة بين المستقبل وكل من الكتائب والقوات تتجه إلى مزيد من التوتر والتأزم»، كما كشفت عن مساعٍ قامت بها جهات سياسية عدّة لترطيب العلاقة بين القوات والمستقبل والتحضير للقاء بين الحريري ورئيس القوات سمير جعجع، لكنها وصلت إلى طريق مسدود وفشلت، الأمر الذي دفع بالحريري الذي رفض اللقاء مع جعجع إلى الخروج عن صمته والتهديد بكشف المستور».
وأكدت المصادر نفسها بأن «التوتر الذي يسيطر على العلاقة بين هذه الأطراف والذي سيأخذ منحىً أشد تصعيداً بعد مواقف الحريري الخميس المقبل، سينعكس على التحالف الانتخابي بينهما وعلى التحالف السياسي ككل، وسيطوي مرحلة التحالف بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري ما يعني وصول العلاقة إلى الطلاق السياسي».
غير أن «القوات اللبنانية» حاولت تبرئة نفسها من خلال الإيحاء بأن الحريري لا يعنيها في كلامه، وقال نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة غسان حاصباني في ردّه على سؤال حول كلام الحريري: «لستُ أعلم لمن يوجّه هذا الكلام. ما يعنينا نحن هو أننا نعمل لمصلحة هذا البلد وهذه الحكومة، لتكون مستقرة وتعطي المواطن اللبناني قدر الإمكان، حقه في الخدمات وفي استقرار اجتماعي وأمني يحافظ على سيادة لبنان واستقلاليته ونأيه عن كل المحاور وعدم استخدامه كمنصة، وأن يحافظ على المبادئ التي أسست عليها هذه الحكومة».
فرنجية في بيت الوسط
وفيما وصلت العلاقة المستقبلية القواتية إلى ذروة الخلاف والتصعيد، مع فشل مساعي عقد لقاء بين الحريري وجعجع، برزت زيارة رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية إلى بيت الوسط ولقاؤه الرئيس الحريري، لا سيما أنها جاءت بعد أزمة إقالة الحريري، حيث كانت مواقف الوزير فرنجية واضحة وإيجابية تجاه الحريري في الأزمة التي مرّ بها، كما قالت مصادر مطلعة في تيار المستقبل لـ «البناء»، وأضافت بأن «فرنجية لم يتصرف بكيدية سياسية كما القوى السياسية الأخرى، لكن علاقة فرنجية مع الحريري منفصلة عن تأزم العلاقة مع القوات، بل هي ثابتة على إيجابيتها ولم تتأثر منذ التسوية الرئاسية».
وقد كان لافتاً لجم اندفاعة رئيس المردة تجاه العلاقة مع القوات بعد مواقفها السلبية تجاه الحريري، حيث رفض فرنجية إطلاق وصف التحالف على علاقته مع القوات، معتبراً أنها علاقة حوار فقط ولم تصل إلى التحالف، ما يؤشر إلى إعادة المردة النظر بالعلاقة مع القوات.
وقال فرنجية بعد اللقاء مع الحريري: «كان اللقاء ودّياً ولن نكون بعيدَيْن عن بعضنا حتى في مرحلة الانتخابات، وتكلمنا معه عن المرحلتين السابقة والمقبلة. وكان هناك اتفاق على غالبية الأمور وأكد أن أبوابنا مفتوحة للجميع ولرئيس التيار الوطني الحر، لكن أحداً لم يطرح معنا أي شيء في هذا الإطار، وبالتالي نحن لسنا في جو تحالف مع القوات اللبنانية، لكن في جو تفاهم».
وأوضح فرنجية أن «النأي بالنفس، لا يشمل «إسرائيل» بل فقط تجاه الدول العربية، وعند الحديث عن الخروق للقرار 1701، فلنر كم خرقاً تقوم به «إسرائيل» في السنة. فيا ليت اللبنانيين أو بعضهم يقومون بردات فعل بنسبة واحد في المئة على الخروق التي تقوم بها «إسرائيل» كتلك التي يقومون بها على الخرق الذي حصل»، لافتاً إلى أن «البعض قامت قيامته، على زيارة المسؤول العراقي إلى الجنوب في حين كانوا هم أنفسهم حلفاء لـ«إسرائيل» في الماضي».