سماحة السيّد… سيّد المرحلة
السيد حسن نصر الله
تحيةً بحجم القدس والألم لمقامك العالي والحبيب
سيّدي السيد، وصلتنا رسالتكم، ولن نخيّب أمل قدسنا وأملكم، أنتم الذي يرى صمت القبور وقد طغى على ذكور القصور، بعد أن كانوا يهدّدون بالويل والثبور وعظائم الأمور، فما إن انبريتَ أنتَ وبادرتَ إلى الميدان حتى صمتوا. خذلوا الشارع عقوداً فبهتوا، فما إنْ نهضتَ تستعيده من عبثهم البائس حتى لاذوا للهمس وقمم الدسائس. ركعوا بين أيدي مأفون البيت الأبيض يطلبون منه تخفيف الهجمة، بينما جعلتَ أنتَ من العدوان مطيةً للتحدّي من قلب الأزمة.
لا تقلق يا سيّد المرحلة، وحارس البوصلة، لن يحظى المطبّعون الخائنون من شعبنا إلا شرّ الإهانة وما يستحقه الخائنون. وأهل بيت المقدس يحفظون عادة قديمة، فهم لا يرمون نعالهم السقيمة، فهي ذخيرتهم في مقاومة المستوطنين والخائنين والمطبّعين…
الثورة، يا سماحة سيد المرحلة، آتية على كامل التراب الفلسطيني لا محالة، وشعب فلسطين لا يعرف الاستحالة. ثورة ستجرف المحتلّ وتحاسِب المختلّ، وكلّ مَن استسلم وسلّم ومنحَه شرعية اغتصابه لفلسطين كلّ فلسطين، «فلسطين من المَي للمَي ملك خالص لنا» والقدس مهبط الوحي وآمالنا.
أما هؤلاء المعترفون فورمٌ خبيثٌ في الجسد الوطني الفلسطيني، فسنجتثه نحن.
سيدي، الثورة آتية، وها أنت ترى ملامحها في صبية ولدوا بعد اتفاق أوسلو المسخ، فخيانة آل سعود التي ابتدأت بعد وعد بلفور الظالم المشؤوم بخمسة أعوام، حتى إعلان ترامب الأحمق الوقح قبل أيّام، لم ولن تقتل إرادتهم وقناعتهم أن «فلسطين من المي للمي ملك خالص لنا»..
يا سيدي، مظلمة فلسطين، ستطارد كلّ مَنْ خان ولن يسلم منها كلّ نذل وجبان، وندرك أيضاً وهذا الأهمّ لنا، بأننا لسنا وحدَنا.
يا سماحة القائد الملهم الوفي الصادق والحبيب.. لكم الشكر، يا عنوان الوفاء والبسالة، ولله الشكر الأكبر الذي أرسلكم لاستعادة كرامة الأمة وتحرُّر فلسطين العتيد.
حفظكم الله للبنان وفلسطين والأمة.
إبنة محبّة من فلسطين
ت. أ.