حزب الله: انتظار الحلول من الخارج تجميد لبناء الدولة

اعتبر حزب الله أنّ انتظار الحلول من الخارج أو الأوامر الإقليمية يعني تجميد بناء الدولة في لبنان، مشدّداً على «أنّ المقاومة قوية جداً جداً، وتملك طاقة هائلة تجعلها قادرة على خوض الغمار وستنتصر».

قاسم

ورأى نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم «أننا نحتاج اليوم في لبنان إلى إرادة مشتركة بين مكونات الشعب اللبناني وهي التي تبني الدولة»، وقال: «يجب أن نبحث مع شركائنا في الوطن عن الأسس المشتركة لننهض معاً، ونؤجل موارد الخلاف للحوار والمعالجة، أمّا أن ينتظروا الحلول من الخارج أو الأوامر الإقليمية فهذا يعني تجميد بناء الدولة في لبنان».

ولفت قاسم في كلمة ألقاها خلال احتفال توزيع الشهادات الثانوية في مدارس المصطفى في قاعة الجنان إلى «من ينتظر ترتيبات المنطقة لنرتب وضعنا في لبنان فسينتظر سنوات وسنوات وليس أشهراً معدودة لأنّ المسألة طويلة ولا حلول في المنطقة إلى أمد».

وقال: «لقد اتفقنا على حكومة جامعة عندما توافرت الإرادة المشتركة، فما الذي يمنع من الاتفاق على باقي المؤسسات وعلى تفعيل المؤسسات، ونتلمس معاً الطريق الممكنة لننتخب رئيساً للجمهورية؟».

وأكد قاسم «أنّ خيار المقاومة الذي دافعنا عنه وندافع عنه هو خيار حرَّر الأرض، وشرَّف لبنان، بينما الاعتماد على أميركا ومجلس الأمن لم يحرر شبراً واحداً خلال 22 سنة، وها نحن في موقع العزة والاستقلال، حيث تحسب «إسرائيل» للمقاومة ألف حساب لأي عدوان، وهي مردوعة ببركة ثلاثي الجيش والشعب والمقاومة».

وتابع قاسم: «إننا نتمسك بالجيش اللبناني فهو الذي يضمن الأمن في لبنان، وتعالوا معاً لنكون معه، الجيش اللبناني هو الذي أنقذ صيدا وعاصمة الشمال طرابلس وهو الذي يقوم بالحماية اللازمة كي لا تتفشى الظاهرة التكفيرية، وأي تساهل أو خيار آخر سيكون ضرره كبيراً على الناس، وستستفيد منه «إسرائيل»».

وشدّد على «أنّ لبنان معني في هذه المرحلة باليقظة التامة لمواجهة الخطرين «الإسرائيلي» والتكفيري، وكل واحد منهما متمم للآخر، مع التأكيد أنّ الأولوية دائماً هي مواجهة الخطر «الإسرائيلي» والباقون هم أتباع لهذا الخطر اضطرت الظروف أن يكونوا في الواجهة».

صفي الدين

وأكد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين، من جهته، «أنّ المقاومة قوية جداً جداً، وتملك طاقة هائلة تجعلها قادرة على خوض الغمار وستنتصر في نهاية المطاف بإذن الله تعالى».

وقال صفي الدين خلال رعايته حفل التخرّج السنوي لطالبات معاهد «سيدة نساء العالمين الثقافية» في مجمع الإمام الحسن العسكري الحدث: «إنّ كل الذي يقومون به من ضخ المال والسلاح والتشويش الإعلامي والحرب النفسية والادعاءات الباطلة الكاذبة والتهم التي يمارسها بحقد بعض اللبنانيين وبعض العرب والتى تغطى وتظلل بمنظومة إعلامية سياسية دولية وغربية، كل هذه الأمور لن تتمكن من أن توقف المقاومة عن مدها وعن قوتها وعن قدرتها على الإطاحة بالمشروع التكفيري، كما أطاحت بالمشروع «الإسرائيلي» في لبنان».

وأضاف: «المؤسف أنّ أميركا حين تحزم أمرها وتسيطر على المنطقة تدفع الشعوب الثمن وحين تضيع أميركا في سياستها وتحتار، تدفع الشعوب الثمن»، معتبراً «أنّ أميركا بكل تحالفها المزعوم تريد أن تقول للعالم العربي والإسلامي أنها لم تكن شريكة في خلق هذا الإرهاب، والعالم كله يعلم تماماً أنّ أميركا ليست فقط شريكاً بل هي الصانع الكامل والحقيقي لهذا الإرهاب».

وختم صفي الدين: «هذه كلها حقائق نواجهها ونفضحها بالمواجهة والتحدي والصبر والوعي وبالثقافة وبالمعرفة، واجهناها في السابق في لبنان ولم تتمكن كل محاولات التزوير والتزييف والتشويش والاتهام للمقاومة ونهجها، من محاصرة المقاومة لا في لبنان ولا في عالمنا العربي والإسلامي».

… ووفد عند شكر

استقبل الأمين القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان الوزير السابق فايز شكر، وفداً من حزب الله برئاسة محمود قماطي وعرض معه الأوضاع العامة.

ولفت قماطي إلى «أنّ الإرهاب في المنطقة سقط، لكنّ موضوع مكافحته يحتاج إلى وقت»، مؤكداً «أنّ المقاومة ستنتصر مع المحور القومي العربي الأسلامي، والأمور ستبدأ بالظهور تباعاً، ولم يعد هناك أي مجال لنجاح محور الشر والتكفير».

وأشار شكر إلى «أنّ المشروع التكفيري هو نفسه المشروع الصهيوني، لكنهما لم يعودا قادرين على تسجيل أي خروق، خصوصاً أنّ المقاومة في عملية شبعا كانت في المرصاد، وهي رسالة واضحة وكبيرة ومدوية، مثلما يحصل من عمليات تسلل من المجموعات التكفيرية إلى مناطق المقاومة التي يساندها الشعب اللبناني بكل أطيافه، وهذا ما شهدناه في العديد من القرى البقاعية، ويدل على أنّ المشروع التكفيري فشل في تحقيق أهدافه، فسكان بلدات القاع ورأس بعلبك والفاكهة امتداداً إلى شبعا والعرقوب ودير العشائر صامدون، ولن تستطيع جبهة النصرة ولا داعش ولا بقية العصابات التكفيرية تغيير المعادلات الأمينة والعسكرية، لا في لبنان ولا في سورية».

وتوجه شكر بنصيحة إلى الرئيس سعد الحريري قائلاً: «إنّ شعار التهديد والوعيد لم يعد يجدي نفعاً، وربط عملية انتخاب رئيس الجمهورية اللبنانية بالتمديد للمجلس النيابي والظهور بمظهر المتباكي على المؤسسات الرسمية لا يجدي، وأسأله لماذا قدمت يا شيخ سعد طلبات الترشيح لنوابك إلى الانتخابات النيابية»؟، مشيراً إلى «أنّ الحفاظ على الدولة ومؤسساتها التشريعية والدستورية لا تتم معالجته بهذه الذهنية وهذه الطريقة».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى