دعوات لتصعيد الكفاح المسلّح ضدّ العدو الصهيوني وتكثيف التظاهرات الرافضة للعدوان الأميركي على القدس

اتّسعت التحرّكات الشعبية والرسمية اعتراضاً على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب اعتبار القدس المحتلّة عاصمة لكيان العدو «الإسرائيلي» ونقل السفارة الأميركية إليها، ودعت المواقف إلى تكثيف التظاهرات و تصعيد الكفاح المسلّح ضدّ العدو.

لقاءات واعتصامات

وفي السياق، أقامت «حركة الأمّة» ولقاء الجمعيات والشخصيات الإسلامية في لبنان احتفالاً بعنوان «القدس عاصمة أبدية لفلسطين»، حضرته شخصيات دينية وسياسية ودبلوماسية وإعلامية واجتماعية.

وتحدّث مسؤول ملف العلاقات مع الأحزاب والمنظمات الفلسطينية في التيار «الوطني الحر» بسام الهاشم، فاعتبر «أنّ موقف رئيس الجمهورية ووزير الخارجية من قرار الرئيس الأميركي هو موقف مبدئي يقوم على أساس الحق والعدالة والانتماء الوطني، وحفظ حق العودة».

ورأى رئيس الهيئة الإدارية في «تجمّع العلماء المسلمين» الشيخ حسان عبدالله، «أنّ خطورة القرار ليس بنقل السفارة، بل في اعتبار القدس الموحّدة عاصمة للكيان الصهيوني».

وتحدّث رئيس طائفة الأقباط الأرثوذكس الأب رويس الأورشليمي، فأكّد أنّ تعويلنا هو على الفلسطينيين المنتفضين، ووحدته التي تصنع الصمود والانتصار، مشدّداً على أنّ «أميركا و»إسرائيل» هما كيان واحد وعدو واحد، وعلينا أن نأخذ مصالحنا الوطنية في الاعتبار».

واعتبر أمين الهيئة القيادية في «حركة الناصريين المستقلين – المرابطون» العميد مصطفى حمدان، أنّ «قرار الرئيس الأميركي فرصة لاستنهاض الأمّة، وأنّ من يحمي القدس هو شلال الدم الفلسطيني».

وقال مسؤول الجبهة الشعبية – القيادة العامّة، أبو كفاح، «واهم من يراهن على الولايات المتحدة وعلى المفاوضات مع العدو، فالقدس هي عاصمة الديانات والعرب، وتحريرها لن يتمّ إلّا بالمقاومة».

وفي الختام، كانت كلمة أمين عام حركة الأمّة الشيخ عبد الله جبري، الذي أكّد «أنّ قضية فلسطين ليست صراعاً على الحدود، بل هي صراع على العقيدة والوجود، والنصر هو لمن يتمسّك بعقيدته ودينه حتى النهاية».

ونظّمت المنظمة النسائية «ندى» في مخيم البص وقفة غضب واستنكار وتنديد رفضاً لإعلان الإدارة الأميركية القدس عاصمة للكيان «الإسرائيلي» المحتلّ للأرض الفلسطينية.

مواقف

وفي المواقف، غرّد وزير الدولة لمكافحة الفساد نقولا تويني عبر حسابه الرسمي على موقع «تويتر»، قائلاً: «لا يمكن شرعنة اختطاف القدس من أهلها، ولن يغيّر موقف الولايات المتحدة من حقيقة التاريخ والشعوب. فالقدس عربية ومسيحية وإسلامية، ولن تجد كلّ خرافات الصهاينة من يصدّقها. أصبحت «إسرائيل» عبئاً كبيراً على أميركا، وحاجزاً بينها وبين إنسانية الشعوب وتاريخها».

وأكّد محافظ الشمال رمزي نهرا خلال استقباله في مكتبه وفداً من الفصائل الفلسطينية، تضامنه مع حقوق الفلسطينيين، مشدّداً على أنّ «القدس أعرق من أن تتغيّر هويتها»، معرباً عن ثقته بقدرة الفلسطينيين على التصدّي للقرار الأميركي المخالف لأبسط القوانين الدولية وحقوق الشعوب.

أضاف: «حلمنا أن تعود فلسطين إلى أهلها ويعود الفلسطينيون إلى أرضهم، وهذا الموقف يمثّل الدولة اللبنانية بجميع المسؤولين فيها، وفي مقدّمهم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون».

بدوره، ألقى ممثّل «حماس» أحمد السدي، كلمة قال فيها: «ليس لأميركا ورئيسها الحق في أن يحدّد مصير القدس بتوقيع قلم، فحقّنا في القدس لا تمنحه القرارات، والردّ على هذه القرارات هو بالوحدة الوطنية وتفعيل الانتفاضة الفلسطينية في الداخل، وتعزيز قدرات المقاومة الفلسطينية التي تستعد لمعركة تحرير فلسطين، من البحر إلى النهر، وعاصمتها القدس الشريف».

وأكّد أنّ اللبنانيين أثبتوا أنّهم في طليعة الشعوب «التي تتبنّى قضية شعبنا وتتبنى قضية القدس وفلسطين، فشكراً للبنان حكومة وشعباً ومقاومة».

وأشارت «ندوة العمل الوطني» في بيان إلى أنّ الحلف الأميركي والصهيوني يعتمد «على أنّ كلّ مظاهر الاعتراض على القرار الأميركي لنقل السفارة إلى القدس هي مؤقّتة في مفعولها، وأنّها ستزول خلال فترة وجيزة لا تتعدّى بضعة أشهر. لذلك علينا أن نعمل العكس تماماً، وذلك عبر اتخاذ خطوات عملية قد يكون من بينها:

ـــ تكثيف المظاهرات اليومية ولو بأعداد محدودة استنكاراً للقرار الأميركي، وكذلك التظاهر أمام السفارتين المصرية والأردنية والدعوة إلى سحب سفيريهما من الدولة العدوّة.

ـــ دعوة الحكّام العرب إلى سحب سفراء دولهم من الولايات المتحدة الأميركية، ودعم الشكوى المزمع تقديمها من السلطة الفلسطينية إلى مجلس الأمن.

ـــ دعوة العمال العرب في الموانئ العربية إلى الامتناع عن تفريغ البضائع التي تنقلها السفن الأميركية، تنديداً بـ»القرار الأميركي البلفوري الصهيوني»، كما فعل المكتب التنفيذي الجهوي للشغل في صفاقس بتونس.

ـــ تكثيف الاتصالات بالقيادات الفلسطينية داخل فلسطين وخارجها، والتمسّك بقرار وقف المفاوضات مع العدو «الإسرائيلي»، وكذلك التنسيق الأمني ودعم الانتفاضة الفلسطينية بمختلف الأشكال التي تتّخذها.

ـــ فضح أيّة محاولة تطبيع من قِبل الأفراد والهيئات والدول العربية مع العدو «الإسرائيلي»، ودعوة مكاتب محاربة التطبيع في هذه الدول إلى تفعيل وتكثيف أعمالها في هذا الشأن».

وحيّت «الندوة» مواقف الرؤساء الثلاث والمجلس النيابي ومجلس الوزراء، مشيدةً «بالموقف الوطني والقومي الذي اتّخذه وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل في مؤتمر وزراء الخارجية العرب الذي عُقد أخيراً في القاهرة».

من جهته، رأى المجلس المركزي في «تجمّع العلماء المسلمين» في بيان بعد اجتماعه الأسبوعي، أنّ «رُبَّ ضارّة نافعة، وما أراده دونالد ترامب من وراء قراره الجائر بإنهاء القضية الفلسطينية تحوّل إلى إحياء لهذه القضية في أرجاء العالم كافّة».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى