الانتفاضة الشعبية مستمرّة لليوم الثامن.. والاحتلال يُسمّي الأسرى الجدد بـ«معتقلي ترامب»
في وقت تجدّدت فيه الاحتجاجات والتظاهرات المناهضة لقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن القدس في المدن الفلسطينية المحتلّة، واستمرار المواجهات عند نقاط التماس، وقد طالب المتظاهرون بقطع العلاقات مع واشنطن، كشفت صحيفة معاريف الصهيونية أنّ اللواء عميرام ليفين في جيش الاحتلال اتّبع نهجاً أمنياً هجومياً تجاه الفلسطينيين في مقابلة أجرتها معه، بالتوازي مع محاولة التوصّل إلى تسوية معهم.
المقابلة التي تنشر كاملة في الملحق الأسبوعي للصحيفة يوم الجمعة المقبل، قال فيها ليفين: «أنا لا أتحدّث عن السلام، السلام عبارة عن أمل. علينا إدارة مفاوضات صارمة وعدم العودة إلى خطوط عام 1967»، مضيفاً: «إذا لم يريدوا، الفلسطينيون، التقدّم مع قيادة أبو مازن، التي على ما يبدو غير قادرة على القيادة، ستأتي قيادة شابة كتلك التي ذاقت طعم القرف وجلست في السجون ورأت أنّه لا يمكن الانتصار علينا».
وتابع: «نقدّم لها جزرة على هيئة دولة، واذا لم ترد ذلك، نمزّقها. أنا أيضاً كنت أرغب في أرض «إسرائيل» الكاملة، ومرّات عديدة قلت إنّه إذا خرقت الاتفاقات، في المرة المقبلة التي سنحارب فيها هم لن يبقوا هنا، سنقذفهم إلى ما وراء الأردن»، مؤكّداً على أنّه «هكذا يجب أن نقاتل».
الصحيفة أشارت إلى أنّ ليفين عرض موقفاً تصالحياً في خطابه للمستوطنين، عندما قال: «أنا لست ممّن سيصفّقون لتفكيك أي مستوطنة. فالناس يعيشون هناك، إنّه بيتهم… نحن من أرسلناهم إلى هناك. بالعكس، فبفضلهم أرغمنا الفلسطينيين على القبول بحدود عام 1967 والتخلّي عن فكرة إلقائنا في البحر. وبفضلهم، سنبقي السيطرة على كتل استيطانية. فمدينة داوود القدس ستكون لنا»، بحسب قوله. وقال: «اليوم القدس مقسّمة، ولا يمكنك دخول معظم حاراتها. برأيي علينا توسيعها قدر الإمكان مقارنة مع عام 1967، وكلّ ما سنوسّعه سيكون لنا».
وفي كلمة إلى مجلس الشورى السعودي أمس، قال الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، إنّ القدس عاصمة لدولة فلسطين، مجدّداً الاستنكار والأسف الشديد تجاه القرار الأميركي بشأن القدس، معتبراً أنّ القرار يمثّل «انحيازاً كبيراً ضدّ حقوق الشعب الفلسطيني».
وكان الملك الأردني عبد الله الثاني ونظيره السعودي سلمان بن عبد العزيز قد أكّدا ضرورة تكثيف وتنسيق الجهود العربية والإسلامية والدولية لحماية الحقوق التاريخية والثابتة للشعب الفلسطيني في القدس.
وذكرت وكالة «واس» السعودية أنّ الملك سلمان التقى ملك الأردن الذي كان قد وصل الرياض أول أمس، وبحثا الأحداث والتطوّرات التي تشهدها المنطقة، خصوصاً مسألة القدس والتداعيات الخطيرة لقرار الولايات المتحدة الأميركيّة.
وأكّد الجانبان خلال الاجتماع على ضرورة تكثيف وتنسيق الجهود العربية والإسلامية والدولية لحماية الحقوق التاريخية والثابتة للشعب الفلسطيني في القدس، وأهمية إيجاد حلّ عادل ودائم للقضية الفلسطينية وفقاً للقرارات الدولية ذات الصلة والمبادرة العربية للسلام.
ميدانياً، استهدفت مقاتلات الاحتلال الصهيوني موقعاً للشرطة البحرية غرب محافظة رفح، وأُصيب 3 مدنيين جرّاء استهداف الاحتلال غرب خان يونس ليلاً، مشيراً إلى أنّ المتظاهرين اقتربوا من السياج الحدودي ويشعلون الإطارات.
وأُشير إلى أن قوات الاحتلال أطلقت الرصاص المطاطي وقنابل الغاز باتجاه الفلسطينيين في بيت لحم في الضفة الغربية.
عضو المكتب السياسي لحماس حسام بدران، قال إنّ «الاعتقالات التي يشنّها الاحتلال ضدّ قيادات الحركة لن توقف انتفاضة شعبنا»، داعياً إلى «مواصلة الانتفاضة وتكثيفها وتطوير أساليب المقاومة، وعدم إعطاء الفرصة للاحتلال لالتقاط أنفاسه».
كما رأى بدران أنّ حملة الاعتقالات تأتي نتيجة تخوّف الاحتلال من حجم الحراك في الشارع الفلسطيني، مشدّداً على أنّها «لن تزيدنا إلّا قوة وتماسك».
وسائل إعلام العدو قالت إنّ عشرات اليهود الملثّمين هاجموا فلسطينيين في قرية بورين قرب نابلس في الضفة الغربية، حيث دخل ظهر أمس ما يقارب الـ40 يهودياً ملثّماً إلى قرية بورين في الضفة الغربية، وقاموا برمي الحجارة باتجاه الفلسطينيين ومنازلهم.
ولاحقاً، كشفت وسائل إعلام «إسرائيلية» موقع والاه أنّ جيش الاحتلال أقرّ بأنّ المستوطنين هم من بدأ بأعمال الإخلال بالنظام في قرية بورين.
وكانت سرايا القدس – الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي قد أعلنت عن استشهاد 2 من عناصرها. وقالت السرايا في بيان لها، إنّهما استشهدا خلال مهمّة جهادية شمال قطاع غزة، مؤكّدة الإعداد لمواجهة الاحتلال والتمسّك بالمقاومة.
وقامت قوات الاحتلال الصهيوني بحملة تفتيش واعتقالات طالت عشرات المنازل في الضفة الغربية فجر أمس، وداهم جنود الاحتلال منازل قيادات وكوادر حماس بالضفة، واعتقلت عدداً منهم بينهم 5 أسرى محرّرين على الأقل.
ومن بين المعتقلين عضو المجلس التشريعي الفلسطيني عن حركة حماس الشيخ حسن يوسف في بلدة بيتونيا غرب رام الله، وتركّزت الاعتقالات في رام الله ونابلس وجنين ومخيم الفوار جنوب الخليل والعيساوية بالقدس المحتلّة.
مدن الضفة الغربية شهدت بدورها تظاهرات طلابية وشعبية مندّدة بالاعتراف الاميركيّ بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني.
المتظاهرون ردّدوا هتافات تدعو إلى التمسّك بالأرض والمقدّسات واستمرار النضال لعودة الحقوق، كما تصدّى الفلسطينيون في مخيّم العروب شمال الخليل وتقّوع جنوب شرقي بيت لحم في الضفة الغربية لقوات الاحتلال الصهيونية التي شنّت حملة دهم واعتقالات طالت عشرات الشبان.
وتظاهر المئات من فلسطينيّي الأراضي المحتلّة عام 48 أمام السفارة الأميركية في «تلّ أبيب» رفضاً لقرار ترامب بشأن القدس.
المتظاهرون شدّدوا على عروبة القدس، وعلى أنّها العاصمة الأبدية لفلسطين، وتأتي هذه التظاهرة بدعوة من لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية ضمن سلسلة احتجاجات تعمّ البلدات العربية في مناطق الثمانية والأربعين منذ نحو أسبوع.
وزارة الصحة الفلسطينية من جهتها، أعلنت عن استشهاد 6 فلسطينيين خلال مواجهات مع قوات الاحتلال منذ إعلان الرئيس الأميركي القدس عاصمة للعدو.
وأشارت الوزارة إلى أنّ المواجهات مع القوات الصهيونية أسفرت عن إصابة 1903 شخصاً.
وأوضحت الوزارة أنّ المواجهات في الضفة الغربية والقدس أسفرت عن إصابة 1493، بينها 34 إصابة بالرصاص الحيّ.
ودعت لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية إلى مسيرة مليونية في غزة يوم الجمعة المقبل نصرة للقدس.
وبالتزامن، وعلى هامش القمّة الطارئة لمنظمة التعاون الإسلامي التي عُقدت في إسطنبول أمس، قال الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي، إنّ المطلوب من المشاركين في القمّة في إسطنبول قطع العلاقات مع الكيان الصهيوني بشكل كامل، وسحب السفراء منها.
الحكومة الفلسطينية، وفي اجتماعها الأسبوعيّ في رام الله، دعت الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدوليّ إلى إجبار الكيان الصهيوني على إنهاء احتلاله.
من جهتها، دعت لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة الجماهير في الضفة الفلسطينية والقدس والداخل إلى «الخروج للتعبير عن الغضب، والرفض للقرار الأميركي والإصرار على التراجع عنه وحماية عروبة القدس».
وفي بيانٍ لها أمس، دعت لجنة المتابعة إلى المشاركة فى المسيرة المليونية التى ستكون بعد صلاة الجمعة 15 كانون الأول من الساعة الـ 12:30 حتى الساعة الـ 1:30 على امتداد شارع صلاح الدين مقابل المحافظات الخمسة من رفح حتى بيت حانون.
واعتبرت لجنة المتابعة للقوى الفلسطينية في قطاع غزة أنّ قرار الرئيس الأميركي حول القدس «جائر»، ووضع أميركا «فى مواجهة شعوب العالم».
إلى ذلك، حذّرت هيئة شؤون الأسرى والمحرّرين من تزايد معدّلات الاعتقال التي تجريها القوات الصهيونية بحقّ عشرات الفلسطينيين في مختلف المحافظات، حيث تخطّت الاعتقالات الـ230 حالة في أقلّ من أسبوع.
وقالت الهيئة في بيان لها، إنّ «ارتفاع أعداد المعتقلين اقترن بازدياد تعرّضهم لواحد أو أكثر من أشكال التعذيب الجسدي أو النفسي أو المعاملة الحاطّة بالكرامة من قِبل قوات الاحتلال، خلال عمليّتي الاعتقال والتحقيق».
ونقلت الهيئة إفادات لمعتقلين تمّت زيارتهم من قِبل محاميها، في عدد من مراكز التوقيف، أنّهم تُركوا بلا ماء أو طعام أو أغطية لـ24 ساعة، ولم يعطوا المصابين منهم أيّة علاجات أو مسكّنات.
وأوضح عدد من المعتقلين الجدد في مركز توقيف «عتصيون»، أنّ المحقّقين والسجّانين أطلقوا عليهم اسم «معتقلو ترامب»، في إشارة إلى أنّه تمّ اعتقالهم على خلفية رفضهم لقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لـ»إسرائيل».