موسكو: «التحالف» ينتهك السيادة السورية.. وطهران تتّهم واشنطن بنقل متزعّمي الإرهابيين وتوفير ملاذ لهم

أعلنت وزارة الخارجية الروسية رفض موسكو لذرائع التحالف الدولي للبقاء في سورية، مؤكّدةً أنّ ذلك ينتهك سيادة هذه الدولة العربية.

وقالت ماريا زاخاروفا، المتحدّثة بِاسم وزارة الخارجية الروسية: «التواجد الروسي في سورية يحمل طابعاً قانونياً متوافقاً كلّياً مع القانون الدولي»، مضيفةً أنّه لا يمكن قبول تبريرات التحالف التي تنتهك سيادة سورية.

وفي ما يتعلّق بسحب القوات الروسية المرابطة في سورية، أكّدت زاخاروفا أنّ العسكريين الروس سيقطعون الطريق أمام الإرهابيين عند الضرورة.

وذكرت أنّ موسكو قدّمت في مجلس الأمن مقترحات لتعديل نظام إيصال المساعدات الإنسانيّة إلى سورية.

تجدر الإشارة إلى أنّ مسؤولين أميركيين كانوا قد أعلنوا نهاية الشهر الماضي، أنّ عدد القوات الأميركية في سورية يصل إلى 2000 فرد، معظمهم من أفراد القوات الخاصة، وذلك على خلاف ما أعلنت واشنطن سابقاً عن وجود نحو 500 عسكري أميركي في سورية.

وفي سياقٍ آخر، علّق المتحدّث بِاسم الكرملين دميتري بيسكوف على تصريحات المسؤولين الأميركيين بخصوص تحقيق واشنطن انتصاراً على «داعش» في سورية والعراق، وسحب موسكو قوّاتها من سورية.

وردّ بيسكوف، أثناء مؤتمر صحافي عقده أمس، على تصريحات الجانب الأميركي بالتذكير بالمثل الروسي الذي يقول إنّ «الهزيمة يتيمة، لكن لدى الانتصار آباء كثر».

وأوضح المتحدّث: «كما يُقال في روسيا، الهزيمة هي يتيمة لكن لدى الانتصار آباء كثيرون. لكنّ الأمر لا يكمن في الانتصار، وتبنّى القائد الأعلى للقوات المسلّحة الروسية فلاديمير بوتين قراراً بسحب جزء من القوات المرابطة في سورية حين لم تبقَ هناك أهداف لإجراء عمليات عسكرية واسعة النطاق».

وأشار المتحدّث بِاسم الكرملين إلى أنّ تصريحات بوتين بشأن عودة العسكريين الروس إلى بلادهم تقضي باستمرار عمل القاعدتين العسكريّتين الروسيّتين في حميميم وطرطوس.

تجدر الإشارة إلى أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن أمس، أنّ بلاده حقّقت انتصاراً على الإرهاب في سورية، وكذلك في العراق، وذلك بعد يوم من إدلاء نظيره الروسي بتصريحات مماثلة أثناء زيارته إلى قاعدة حميميم.

من جانبه، أعلن البنتاغون، على لسان المتحدّث بِاسمه أدريان رانكين غالاواي، عن ريبته في صدق إعلان بوتين عن سحب القوات الروسية من سورية، مشدّداً في الوقت نفسه على أنّ هذه الخطوة لن تغيّر أولويات واشنطن في سورية.

وكان المتحدّث الرسمي بِاسم الكرملين ديميتري بيسكوف، أكّد أن الوضع في سورية تغيّر جذرياً بشكل لا يحتاج لإبقاء قوة عسكرية كبيرة فيها.

وأصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الاثنين، أوامره لوزير دفاعه ورئيس هيئة الأركان العامّة للبدء بسحب جزء من القوات الروسية الموجودة في سورية، والمشاركة في الحرب على الإرهاب.

وذكرت وكالة «نوفوستي»، أنّ بيسكوف استبعد في تصريحات صحافية احتمال هجوم مضادّ لتنظيم «داعش» الإرهابي مثلما حدث في تدمر قبل عام، وقال إنّ «الوضع في سورية تغيّر جذرياً».

ورفض بيسكوف تأويل زيارة الرئيس فلاديمير بوتين إلى سورية ومصر وتركيا أمس بأنّها محاولة لـ»ملء الفراغ» في المنطقة وتعزيز مواقع بلاده هناك، موضحاً أنّ «الحديث هنا يدور عن جهود ثابتة وهادفة في إطار السياسة التي يبلورها الرئيس الروسي منذ زمن بعيد، والتي تسعى لإنقاذ سورية وإعادة إعمارها ودعم السلطة الشرعية والبحث عن التسوية السياسية فيها، إضافةً إلى تطوير العلاقات الثنائية المتعدّدة الأطر مع تركيا وسورية ومصر».

وأضاف بيسكوف: «لا يمكن الحديث عن ملء الفراغ، فروسيا موجودة في المنطقة منذ زمن، وهي تتطلّع لتحقيق مصالحها البراغماتية وتسعى إلى تعاون يقوم على أساس المنفعة والثقة المتبادلتين».

وكان الرئيس بوتين قد زار الاثنين الماضي كلّاً من سورية ومصر وتركيا.

من جهته، أكّد المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني للشؤون الدولية حسين أمير عبداللهيان، أنّ الولايات المتحدة بدلاً من محاربة الإرهابيين بشكل جاد، قامت بنقل بعض متزعّميهم من سورية والعراق وتوفير ملاذ لهم.

وأشار عبداللهيان خلال لقائه السفير الجزائري في طهران عبد المنعم احريز أمس، إلى تطوّرات المنطقة وانتصار سورية والعراق ولبنان على تنظيم «داعش» الإرهابي، لافتاً إلى أنّ سلوك الولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب مشبوه.

إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية استمرار التزام واشنطن بمسار جنيف بشأن الحلّ في سورية. لكنّ المتحدّثة بِاسم الوزارة هيذر نووارت قالت إنّه لا مستقبل للرئيس السوري بشار الأسد، بحسب تعبيرها، مضيفةً أنّ بلادها لا ترى أنّ مهامّها في سورية انتهت بسبب استمرار وجود مقاتلين لـ»داعش» في سورية والعراق.

وزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون، دعا موسكو إلى حثّ الحكومة السورية للجلوس إلى طاولة المفاوضات في جنيف، مؤكّداً مواصلة العمل مع روسيا في المجالات الممكنة في سورية على حدّ تعبيره، وذلك بهدف المساعدة في تخفيف حدّة العنف وإيجاد حلّ سلميّ في سورية.

وتابع الوزير الأميركي: «نعمل بنجاح مع الأردن وروسيا في سورية لإقامة مناطق خفض التصعيد من أجل منع استئناف الحرب الأهلية».

وكان تيلرسون قد صرّح الثلاثاء، قائلاً إنّه لا ينبغي للأسد أن يكون جزءاً من المسار السياسي في سورية، في حين انتشرت أخبار عن إبلاغ المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا هيئة المفاوضات المعارضة بأنّها لم تعد تمتلك أيّ دعم دولي.

وكان المتحدّث الرسمي بِاسم وفد «معارضة الرياض» في جنيف يحيى العريضي، قال إنّ الانخراط في العملية التفاوضية وجهاً لوجه مع وفد دمشق لا يعني على الإطلاق التنازل عن الثوابت أو الحقوق الأساسية.

العريضي قال: «المعارضة ليست مخوّلة بأن تتنازل عن حقوق هؤلاء الناس، قد تكون لم تذكر بالاسم، لكنّ الأمور واضحة ضمنيّاً».

وفي السياق، أعلن العراق أنّه تقدّم بطلب رسمي إلى الحكومة الروسية لدعوة ممثّليه إلى حضور الجولة الثامنة من اجتماع أستانة حول الأزمة في سورية.

وكانت وزارة الخارجية الكازاخية أعلنت أول أمس، أنّ اجتماع أستانة الثامن حول الأزمة في سورية سيُعقد يومي الـ21 والـ22 من كانون الأول الحالي.

وذكرت وسائل إعلامية أنّ الإعلان عن الطلب جاء على لسان السفير العراقي لدى روسيا حيدر منصور هادي العذاري، أثناء لقائه اليوم رئيس لجنة مجلس الاتحاد الروسي للشؤون الدولية قسطنطين كوساتش، حيث أشار السفير إلى أنّ تجربة العراق وجهوده ستكون مفيدة في التسوية السياسية للأزمة في سورية، لافتاً إلى العلاقات التقليدية الجيدة بين الشعبين العراقي والسوري الشقيقين.

وكانت جرت في أستانة سبع جولات من الحوار السوري السوري، واختتمت الأخيرة منها في الحادي والثلاثين من تشرين الأول الماضي بالتأكيد على وحدة الأراضي السورية والاستمرار في مكافحة الإرهاب وتثبيت اتفاق وقف الأعمال القتالية في مناطق تخفيف التوتر.

ميدانياً، حقّقت وحدات من الجيش السوري تقدّماً جديداً خلال عملياتها المتواصلة لاجتثاث إرهابيّي تنظيم «جبهة النصرة» من ريف حماة الشمالي الشرقي.

وأكّد مصدر في حماة بأنّ وحدات من الجيش بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية نفّذت عمليات نوعية ضدّ تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي بالريف الشمالي الشرقي، انتهت باستعادة السيطرة على قرية الظافرية وتلّة البرميل المحاذية لريف إدلب الجنوبي الشرقي.

وأشار إلى أنّ العمليات أسفرت عن إحكام السيطرة الناريّة على قريتَي الزهراء وتلّ خنزير، والتقدّم باتجاه طريق المشيرفة – أبو دالي بعد إيقاع قتلى ومصابين بين إرهابيّي تنظيم «جبهة النصرة»، مبيّناً أنّ وحدات من الجيش تعمل على تثبيت مواقعها في المنطقة، وإزالة الألغام والعبوات الناسفة التي زرعها الإرهابيّون.

واستعادت وحدات الجيش العاملة شمال شرقي مدينة حماة الأحد الماضي السيطرة على قرى أم تريكة وأم حزيم وبليل وتلّة رجم الأحمر وتلّ شطيب والزبادي وتلّ بولص، بعد اشتباكات عنيفة مع إرهابيّي تنظيم «جبهة النصرة».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى